بسطام

بسطام


بِسْطامُ


بالكسر ثم السكون: بلدة كبيرة بقومس على جادّة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين، قال مسعر بن مهلهل: بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة، منها أبو يزيد البسطامي الزاهد، وبها تفاح حسن الصّبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق يعرف بالبسطامي، وبها خاصيّتان عجيبتان: إحداهما أنه لم ير بها عاشق من أهلها قط، ومتى دخلها إنسان في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه، والأخرى أنه لم ير بها رمد قط، ولها ماء مرّ ينفع إذا شرب منه على الريق من البخر، وإذا احتقن به أبرأ البواسير الباطنة، وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجود الهندي، وتذكو بها رائحة المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود، وبها حيّات صغار وثّابات وذباب كثير مؤذ، وعلى تل بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من بناء سابور ذي الأكتاف، ودجاجها لا يأكل العذرة، قلت أنا: وقد رأيت بسطام هذه، وهي مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء، وهي في فضاء من الأرض، وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها، ولها نهر كبير جار، ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي، رحمه الله، في وسط البلد في طرف السوق، وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي، ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى ابن علي الزاهد البسطامي الأصغر، ومن المتأخرينأحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفّر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد ابن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي، سمع جدّه لأمّه وأجاز لأبي سعد، ومات في حدود سنة 530، وكان عمر أنفذ إلى الرّيّ وقومس نعيم بن مقرّن وعلى مقدّمته سويد بن مقرّن وعلى مجنبته عيينة بن النحاس، وذلك في سنة 19 أو 18، فلم يقم له أحد، وصالحهم وكتب لهم كتابا، وقال أبو نجيد:

فنحن، لعمري، غير شكّ قرارناأحقّ وأملى بالحروب وأنجب (1)
إذا ما دعا داعي الصباح أجابهفوارس منّا كلّ يوم مجرّب
ويوم ببسطام العريضة، إذ حوت،شددنا لهم أوزارنا بالتلبّب
ونقلبها زورا، كأنّ صدورهامن الطّعن تطلى بالسنى المتخضّب


بسطام


مدينة كبيرة بقومس بقرب دامغان. من عجائبها انه لا يرى بها عاشق من أهلها، وإذا دخلها من به عشق فإذا شرب من مائها زال عنه ذلك! وأيضاً لم ير بها رمد قط، وماؤها يزيل البخر إذا شرب على الريق، وإن احتقن به يزيل بواسير الباطن. والعود لا رائحة له بها ولو كان من أجود العود، وتذكو بها رائحة المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب، ودجاجها لا يأكل العذرة. وبها حيات صغار وثابات.
ينسب إليها سلطان العارفين أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي صاحب العجائب؛ قيل له: ما أشد ما لقيت في سبيل الله من نفسك؟ قال: لا يمكن وصفه. فقيل: ما أهون ما لقيت نفسك منك في سبيل الله؟ قال: أما هذا فنعم. دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني، فمنعتها الماء سنة. وحكي أن أبا يزيد رأى في طريق مكة رجلاً معه حمل ثقيل، فقال لأبي يزيد: ما أصنع بهذا الحمل؟ فقال له: احمله على بعيرك واركب أنت فوقه. ففعل الرجل ذلك وفي قلبه شيء، فقال له أبو يزيد: افعل ولا تمار، فإن الله هو الحامل لا البعير! فلم يقنع الرجل بذلك فقال أبو يزيد: انظر ماذا ترى؟ فقال: أرى نفسي والحمل يمشي في الهواء والبعير يمشي فارغاً. فقال له: أما قلت لك إن الله هو الحامل فما صدقت حنى رأيت! وحكي انه سمع أن بعض مريديه شرب الخمر، فقال له: اخرج معي حتى أعلمك شرب الخمر! فخرج معه فأدخله بعض المواخير وشرب جميع ما في دنانها، ثم تنكس فجعل رأسه على الأرض ورجليه نحو الهواء، وقرأ القرآن من أوله إلى آخره وقال للمريد: إذا أردت شرب الخمر فهكذا!
مات سنة إحدى وستين ومائتين ببسطام، وكان له هناك مشهد مزار متبرك به، وذكر بعض الصوفية ان من نام في مشهد أبي يزيد، فإذا استيقظ يرى نفسه خارجاً من المشهد.

بسطام



من مدن إقليم قومس وثاني مدينة فيه بعد الدامغان إليها ينتسب أبو زيد البسطامي الزاهد المشهور.