بوشنج

بوشنج


بُوشَنْجُ


بفتح الشين، وسكون النون، وجيم:
بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة، بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة، قال أبو سعد: أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن علي البعقوبي الصوفي البوشنجي الواعظ ساكن هراة، وكان من بيت العلم والحديث، كتب الكثير منه بهراة ونيسابور، قال أنشدنا أبو سعد العاصمي قال أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الداودي لنفسه يخاطب أبا حامد الأسفراييني ببغداد فقال:

وقال أبو الفضل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها:
سلام، أيها الشيخ الإمام،عليك، وقلّ من مثلي السلام
سلام مثل رائحة الخزامى،إذا ما صابها سحرا غمام
رحلت إليك من بوشنج أرجوبك العزّ الذي لا يستضام
إذا سقى الله أرض منزلة،فلا سقى الله أرض بوشنج
كأنها، في اشتباك بقعتها،أخربها الله، نطع شطرنج
قد ملئت فاجرا وفاجرة،أكرم منهم خؤولة الزّنج
كأنّ أصواتهم، إذا نطقوا،صوت قمدّ يدسّ في فرج

وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم، منهم:
المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي، سكن هراة، وكان شيخا عالما أديبا حسن الخط كثير الجمع والكتابة والتحصيل، جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعد ما جمعه الحاكم الكتبي، سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد، ومات بإشكيذبان في الخامس عشر من رمضان سنة 536.

بوشنج


مدينة كبيرة من مدن خراسان، ذات مياه وبساتين وأشجار كثيرة. ينسب إليها منصور بن عمار. كان واعظاً عظيماً عجيب الكلام طيب الوعظ مشهوراً؛ حكى سليم بن منصور قال: رأيته في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وأدناني وقربني وقال: يا شيخ السوء أتدري لم غفرت لك؟ قلت: لا يا رب! قال: انك جلست للناس يوماً فبكيتهم فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط، فغفرت له ووهبت أهل المجلس له ووهبتك فيمن وهبت له.
وحكي أن منصور بن عمار وجد رقعة عليها بسم الله الرحمن الرحيم فأخذها فلم يجد لها موضعاً فأكلها. فرأى في نومه قائلاً يقول: فتح الله عليك باب الحكمة باحترامك اسم الله تعالى.
وحكى أبو الحسن السعدي قال: رأيت منصور بن عمار في النوم بعد موته فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال لي: قال أنت منصور بن عمار؟ قلت: نعم يا رب! قال: أنت الذي تزهد في الدنيا وترغب فيها. قلت: قد كان ذلك ولكن ما اتخذت مجلساً إلا بدأت بالثناء عليك، وثنيت بالصلاة على نبيك، وثلثت بالنصيحة لعبادك. فقال: صدق! ضعوا له كرسياً يمجدني في سمائي بين ملائكتي كما مجدني في الأرض بين عبادي. والله الموفق.
وحكي أن رجلاً شريفاً جمع يوماً ندماءه للشرب، وسلم إلى غلامه أربعة دراهم ليشتري لهم بها فواكه، فاجتاز الغلام بمجلس منصور بن عمار وكان يطلب لفقير أربعة دراهم، فقال: من يعطي له أربعة دراهم ادعو لهأربع دعوات. فدفع إليه الغلام الدراهم فقال منصور: ما الذي تريد من الدعوات؟ فقال: أريد العتق! فقال: اللهم ارزقه العتق! قال: وما الآخر؟ قال: أن يخلف الله علي دراهمي. فدعا له به. قال: وما الآخر؟ قال: ان يتوب الله على سيدي. فدعا له به. قال: وما الآخر؟ قال: أن يغفر الله لي ولك ولسيدي وللحاضرين. فدعا به. فلما رجع إلى سيده قال: ما الذي أبطأ بك؟ فقص عليه القصة فقال: سألت لنفسي العتق. فقال: أنت حر لوجه الله تعالى! قال: وان يخلف علي الدراهم. قال: لك أربعة آلاف درهم. قال: وما الثالث؟ قال: أن يتوب الله عليك. قال: تبت إلى الله عز وجل. قال: وما الرابع؟ قال: أن يغفر الله لي ولك وله وللحاضرين. فقال: هذا ليس إلي! فلما نام رأى في نومه قائلاً يقول له: أنت فعلت ما كان إليك، أترى اني لم أفعل ما إلي؟ قد غفرت لك وللغلام وللحاضرين ولمنصور.

بوشنج



بلدة في خراسان، بنواحي هرات، ينسب إليها فريق من العلماء منهم المختار بن عبد الحميد أبو الفتح البوشنجي.