زويلة

زويلة


زَوِيلَة


بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وبعد الياء المثناة من تحت الساكنة لام: بلدان أحدهما زويلة السودان مقابل اجدابية في البرّ بين بلاد السودانوإفريقية، قال البكري: وزويلة مدينة غير مسورة في وسط الصحراء، وهي أوّل حدود بلاد السودان، وفيها جامع وحمام وأسواق تجتمع فيها الرفاق من كل جهة ومنها يفترق قاصدهم وتتشعب طرقهم، وبها نخيل وبساط للزرع يسقى بالإبل، ولما فتح عمرو برقة بعث عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين، وبزويلة قبر دعبل بن عليّ الخزاعي الشاعر المشهور، قال بكر بن حماد:

الموت غادر دعبلا بزويلةفي أرض برقة أحمد بن خصيب

والذي يذكره المؤرخون أن دعبلا لما هجا المعتصم أهدر دمه فهرب إلى طوس واستجار بقبر الرشيد فلم يجره المعتصم وقتله صبرا في سنة 220، وبين زويلة ومدينة اجدابية أربع عشرة مرحلة، ولأهل زويلة حكمة في احتراس بلدهم، وذاك أن الذي عليه نوبة الاحتراس منهم يعمد إلى دابة فيشد عليها حزمة كبيرة من جريد النخل ينال سعفها الأرض ثمّ يدور بها حوالي المدينة فإذا أصبح من الغد ركب ذلك المحترس ومن تبعه على جمال السروح وداروا على المدينة فإن رأوا أثرا خارجا من المدينة اتبعوه حتى يدركوه أينما توجه لصّا كان أو عبدا أو أمة أو غير ذلك. وزويلة: من أطرابلس بين المغرب والقبلة، ويجلب من زويلة الرقيق إلى ناحية إفريقية وما هنالك ومبايعاتهم بثياب قصار حمر، ومن بلد زويلة إلى بلد كانم أربعون مرحلة، وهم وراء صحراء من بلاد زويلة، يذكر خبرهم في كانم، والأخرى: زويلة المهدية، وهي مدينة بإفريقية بناها المهدي عبيد الله جد هؤلاء الذين كانوا بمصر إلى جانب المهدية، بينهما رمية سهم فقط، فسكن هو وعسكره بالمهدية، على ما نذكره إن شاء الله تعالى في موضعه، وأسكن العامة في زويلة، وكانت دكاكينهم وأموالهم في المهدية وبزويلة مساكنهم، فكانوا يدخلون بالنهار للمعيشة ويخرجون بالليل إلى أهاليهم، فقيل للمهدي:
إن رعيتك في عناء من هذا، فقال: لكن أنا في راحة لأني بالليل أفرق بينهم وبين أموالهم وبالنهار أفرق بينهم وبين أهاليهم فآمن غائلتهم، وقال أبو لقمان شاعر الأنموذج يهجو رجلين:

وترشيش: اسم لمدينة تونس. وزويلة:
لا بارك الله في دهر يكون بهلابن المؤدب ذكر وابن حربون
ذا من زويلة لا دين ولا حسب،وذاك من أهل ترشيش المجانين
محلة وباب بالقاهرة، قال الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم العلوي أو أبوه إبراهيم بن محمد بن حمزة، وكان أقام بمصر مدّة فملّها ورحل عنها وقال(1)


زويلة


مدينة بإفريقية غير مسورة في أول حدود السودان، ولأهلها خاصية عجيبة في معرفة آثار القدم، ليس لغيرهم تلك الخاصية، حتى يعرفون أثر قدم الغريب والبلدي، والرجل والمرأة، واللص والعبد الآبق والأمة، والذي يتولى احتراس المدينة يعمد إلى دابة يشد عليها حزمة من جرائد النخل، بحيث ينال سعفه الأرض ثم يدور به حول المدينة، فإذا أصبح ركب ودار حول المدينة، فإن رأى أثراً خارجاً تبعه حتى أدركه أينما توجه.
وقد بنى عبد الله المهدي، جد خلفاء مصر، إلى جانب زويلة مدينة أخرى سماها المهدية، بينهما غلوة سهم. كان يسكن هو وأهله بالمهدية، وأسكن العامة في زويلة، وكانت دكاكينهم وأموالهم بالمهدية، وبزويلة مساكنهم، فكانوا يدخلون بالنهار زويلة للمعيشة، ويخرجون بالليل إلى أهاليهم، فقيل للمهدي: إن رعيتك في هذا في عناء! فقال: لكن أنا في راحة لأني بالليل أفرق بينهم وبين أموالهم، وبالنهار أفرق بينهم وبين أهاليهم، فآمن غائلتهم بالليل والنهار!

زويلة



من مدن فزان القديمة وتقع على بعد 770 ك م جنوبي شرقي طرابلس وتعرف باسم زويلة السودان تمييزا لها عن زويلة أفريقية التي بناها عبيد الله المهدي بالقرب من تونس.