الزهراء

الزهراء


الزَّهراء


ممدود تأنيث الأزهر، وهو الأبيض المشرق، والمؤنثة زهراء، والأزهر: النّير، ومنه سمي القمر الأزهر، و مدينة صغيرة قرب قرطبة بالأندلس اختطّها عبد الرحمن الناصر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي، وهو يومئذ سلطان تلك البلاد في سنة 325، وعملها متنزها له وأنفق في عمارتها من الأموال ما تجاوز فيه عن حدّ الإسراف، وجلب إليها الرخام من أقطار البلاد وأهدى إليه ملوك بلاده من آلاتها ما لا يقدر قدره، وكان الناصر هذا قد قسّم جباية بلاده أثلاثا: ثلث لجنده، وثلث لبيت ماله، وثلث لنفقة الزهراء وعمارتها، وذكر بعضهم أن مبلغ النفقة عليها من الدراهم القاسمية، منسوبة إلى عامل دار ضربها وكانت فضة خالصة بالكيل القرطبي، ثمانون مديا وستة أقفزة وزائد أكيال، ووزن المدي ثمانية قناطير، والقنطار مائة رطل وثمانية وعشرون رطلا، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والستة أقفزة نصف مدي، ومسافة ما بين الزهراء وقرطبة ستة أميال وخمسة أسداس ميل، وقد أكثر أهل قرطبة في وصفها وعظم النفقة عليها وقول الشعراء فيها وصنفوا في ذلك تصانيف، وقال أبو الوليد بن زيدون يذكر الزهراء ويتشوقها:

ألا هل إلى الزهراء أوبة نازحتقضّت مبانيها مدامعه سفحا
مقاصر ملك أشرقت جنباتهافخلنا العشاء الجون أثناءها صبحا
يمثل قرطيها لي الوهم جهرةفقبّتها فالكوكب الرّحب فالسطحا
محلّ ارتياح يذكر الخلد طيبهإذا عزّ أن يصدى الفتى فيه أو يضحى
تعوّضت من شدو القيان خلالهاصدى فلوات قد أطار الكرى صبحا
أجل إنّ ليلي فوق شاطئ نيطةلأقصر من ليلي بآنة فالبطحا

وقال أيضا:

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا،والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله،كأنّما رقّ لي فاعتلّ إشفاقا
والروض عن مائه الفضّيّ مبتسم،كما حللت عن اللّبّات أطواقا
يوم كأيّام لذّات لنا انصرمت،بتنا لها حين نام الدّهر سرّاقا

والزهراء أيضا: موضع آخر في قول مصعب بن الطفيل القشيري:

نظرت بزهراء المغابر نظرةليرفع أجبالا بأكمة آلها
فلمّا رأى أن لا التفات وراءهبزهراء خلّى عبرة العين جالها


الزهراء



مدينة من القصور تقع شرقي غرناطة بناها عبد الرحمن الناصر الأموي سنة 325 هـ لتكون متنزها له وأنفق في عمارتها وتزيينها الكثير وأسرف فيه. وتقع في الشمال الغربي من قرطبة مدينة (الزاهرة) بناها المنصور بن أبي عامر لتكون مقرا له. وقد خربت المدينتان وأصابهما ما أصاب غيرهما من مدن الأندلس العربية.