أفرنجة

أفرنجة


أَفْرَنْجَةُ


أمّة عظيمة لها بلاد واسعة وممالك كثيرة، وهم نصارى، ينسبون إلى جدّ لهم واسمه أفرنجش، وهم يقولون فرنك، وهي مجاورة لرومية، والروم وهم في شمالي الأندلس نحو الشرق إلى رومية، ودار ملكهم نو كبردة، وهي مدينة عظيمة، ولهم نحو مائة وخمسين مدينة، وقد كان قبل ظهور الإسلام أول بلادهم من جهة المسلمين جزيرة رودس، قبالة الإسكندرية في وسط بحر الشام.


موضع بين الري ونيسابور.

أفرنجة


بلدة عظيمة ومملكة عريضة في بلاد النصارى، بردها شديد جداً وهواؤها غليظ لفرط البرد. وإنها كثيرة الخيرات والفواكه والغلات، غزيرة الأنهار كثيرة الثمار، ذات زرع وضرع وشجر وعسل، صيودها كثيرة الانواع. بها معادن الفضة، وتضرب بها سيوف قطاعة جداً، وسيوف افرنجة أمضى من سيوف الهند.
وأهلها نصارى. ولهم ملك ذو بأس وعدد كثير وقوة ملك، له مدينتان أو ثلاث على ساحل البحر من هذا الجانب في وسط بلاد الإسلام، وهو يحميها من ذلك الجانب، كلما بعث المسلمون إليها من يفتحها يبعث هو من ذلك الجانب من يحميها. وعساكره ذوو بأس شديد لا يرون الفرار أصلاً عند اللقاء، ويرون الموت دون ذلك. لا ترى أقذر منهم وهم أهل غدر ودناءة أخلاق، لا يتنظفون ولا يغتسلون في العام إلا مرة أو مرتين بالماء البارد، ولا يغسلون ثيابهم منذ لبسوها إلى أن تتقطع. ويحلقون لحاهم وإنما تنبت بعد الحلق خشنة مستكرهة. سئل واحد عن حلق اللحى فقال: الشعر فضلة أنتم تزيلونها عن سوءاتكم فكيف نتركها نحن على وجوهنا؟

أفرنجة


أرض واسعة في آخر غربي الإقليم السادس. ذكر المسعودي أن بها نحو مائة وخمسين مدينة. قاعدتها باريس. وإن طولها مسيرة شهر وعرضها أكثر، وإنها غير خصبة لكونها رديئة المحرث قليلة الكرم معدومة الشجر. وأهلها الإفرنج وهم نصارى، أهل حرب في البر والبحر، ولهم صبر وشدة في حروبهم لا يرون الفرار أصلاً، لأن القتل عندهم أسهل من الهزيمة، ومعاشهم على التجارات والصناعات.