الفتن

مصطلحات ذات علاقة:


الْفِتَن


الامتحان، والاختبار، والابتلاء من الله لعباده بالخير، والشر . ومن شواهده قوله تَعَالَى : ﱫﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂﰃ ﰄ ﰅﱪ الأنبياء :35وقوله تعالى : ﱫﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﱪ العنكبوت :2 وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن ." البخاري :19
انظر : زاد المعاد لابن القيم، 3/170، الكليات للكفوي، ص :692، الاستذكار لابن عبد البر،

أهداف المحتوى:


  • التعرُّف على أماكن ظهور الفتن .
  • الاستدلال بظهور الفتن على قرب الساعة .
  • تجنُّب القرب من مواطن الفتن .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الفتن
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «بَادِرُوا بالأعمال فِتَنًا كَقِطَعِ الليل المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرجلُ مؤمنا ويُمْسِي كافرا، ويُمْسِي مؤمنا ويُصْبِحُ كافرا، يبيعُ دينه بِعَرَضٍ من الدنيا». شرح وترجمة الحديث
  • عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فَنَزَلنَا مَنْزِلًا، فَمِنَّا مَنْ يُصلِح خِبَاءَه، ومِنَّا من يَنتَضِل، ومِنَّا مَن هو في جَشَرِهِ، إِذْ نادى مُنادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الصَّلاةُ جَامِعَةٌ. فاجْتَمَعنَا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «إِنَّه لَمْ يَكُن نبي قبْلِي إِلاَّ كَان حَقًّا عليه أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَه عَلَى خَيرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُم، ويُنذِرَهُم شّرَّ ما يعلمه لهم، وإِنَّ أُمَّتُكُم هذه جَعَل عَافِيَتَهَا في أوَّلِها، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنكِرُونَهَا، وتَجِيءُ فِتنَةٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعضًا، وتَجِيءُ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مُهلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هَذِه هذِه. فمَنْ أَحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عن النار، ويدخل الجنة، فَلْتَأْتِه مَنِيَتُهُ وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وَلْيَأتِ إِلى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إليه، ومَنْ بَايَع إِمَامًا فَأَعْطَاه صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمْرَةَ قلْبِهِ، فَلْيُطِعُه إِن اسْتَطَاع، فَإِن جَاء آخَرُ يُنَازِعُه فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ». شرح وترجمة الحديث
  • عن أم سلمة زوج النبي ﷺ رضي الله عنها قالت : استيقظ رسول الله ﷺ ليلة فزعًا، يقول : «سبحان اللهِ، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحِب الحُجرات -يريد أزواجَه لكي يصلِّين - ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة ».

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن الفتن
لا تضرُّك الفِتنةُ ما عرفتَ دينك، إنما الفِتنةُ إذا اشتبه عليك الحق والباطل .

قصص حول المفردة:


قصص عن الفتن
  • ن حذيفةَ بنِ اليمان رضي الله عنه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال : أيُّكم يحفظ قول رسول الله ﷺ في الفتنة؟ فقال حذيفةُ : أنا أحفظ كما قال، قال : هاتِ، إنك لجريء . قال رسول الله ﷺ : «فِتنةُ الرجل في أهلِه ومالِه وجاره، تكفِّرها الصلاةُ، والصدَقة، والأمر بالمعروفِ، والنهي عن المنكرِ » قال : ليست هذه، ولكن التي تموج كموجِ البحرِ . قال : يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها، إن بينَك وبينها بابًا مغلقًا، قال : يُفتَح الباب أو يُكسَر؟ قال : لا، بل يُكسَر، قال : ذاك أحْرى أن لا يغلقَ، قلنا : عَلِمَ عمرُ البابَ؟ قال : نعم، كما أن دون غدٍ الليلةَ، إني حدَّثتُه حديثًا ليس بالأغاليطِ، فهبْنا أن نسألَه، وأمرنا مسروقًا فسأله فقال : مَن الباب؟، قال : عمر .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • ﴿الفتن ﴾: جمع فتنة، وهي الابتلاء والامتحان والاختبار، ثم كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه، ثم أطلقت على كل مكروه أو ما يؤدي إليه، كالإثم، والكفر، والقتل، والتحريق، وغير ذلك من الأمور المكروهة .
    (الفتن من أشراط الساعة ): أخبر النبي ﷺ أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة التي يلتبس فيها الحق بالباطل، فتُزلزل الإيمان حتى يصبح الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، كلما ظهرت فتنة قال المؤمن : هذه مهلكتي، ثم تنكشف، ويظهر غيرها فيقول هذه هذه، ولا تزال الفتن تظهر في الناس إلى أن تقوم الساعة .
    عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : «إن بين يدَيِ الساعة فتنًا كقطع الليل المظلمِ، يُصبح الرجلُ فيها مؤمنًا، ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعدُ فيها خيرٌ من القائمِ، والقائم فيها خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، فكسِّروا قسيَّكم، وقطِّعوا أوتاركم، واضربوا سيوفَكم الحجارة، فإن دُخِل على أحدكم فليكُنْ كخير ابني آدم » [أبو داود : 4259].
    وعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال : «بادروا بالأعمال فتنًا كقِطَع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا، ويمسي كافرًا، أو يمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَض من الدنيا » [مسلم : 118].
    عن أم سلمة زوج النبي ﷺ رضي الله عنها قالت : استيقظ رسول الله ﷺ ليلة فزعًا، يقول : «سبحانَ الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقِظُ صواحب الحُجرات -يريد أزواجه لكي يصلِّين - ربَّ كاسيةٍ في الدنيا عارية في الآخرة » [البخاري : 6218].
    وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : نادى منادي رسول الله ﷺ : الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله ﷺ فقال : «إنه لم يكن نبيٌّ قبلي إلا كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمته على خير ما يعلمه لهم، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم، وإن أمَّتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيُصيب آخرها بلاء وأمور تُنكرونها، وتجيء الفتنة فيرقِّقُ بعضها بعضًا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن : هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأتِه منِيَّته وهو يؤمن بالله واليوم الآخِر » [مسلم : 1844].
    (موقف المسلم من هذه الفتن ):أحاديث الفتن كثيرة جدًّا، فقد حذر النبي ﷺ أمته من الفتن، وأمر بالتعوذ منها، وأخبر أن آخر هذه الأمة سيُصيبها بلاء وفتن عظيمة، وليس هنالك عاصم منها إلا الإيمان بالله، واليوم الآخر، ولزوم جماعة المسلمين، وهم أهل السنة وإن قلُّوا، والابتعاد عن الفتن والتعوذ منها، فقد قال ﷺ : «تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ».
    (ظهور الفتن من المشرق ):أكثر الفتن التي ظهرت في المسلمين كان منبعها من المشرق، من حيث يطلع قرن الشيطان، وهذا مطابق لما أخبر به نبي الرحمة ﷺ، فقد جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ﷺ وهو مستقبل المشرق يقول : «ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان ».
    من العراق ظهر الخوارج، والشيعة الروافض، والباطنية، والقدرية، والجهمية، والمعتزلة، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق من جهة الفرس المجوس كالزردشتية، والمانوية، والمزدكية، والهندوسية، والبوذية، وأخيرًا وليس آخرًا القاديانية، والبهائية إلى غير ذلك من المذاهب الهدامة، والفرق الضالة التي فتنت الكثير من الناس، فضلوا باتباعها، والعياذ بالله .
     وأيضًا فإن ظهور التتار في القرن السابع الهجري كان من المشرق، وقد حدث على أيديهم من الدمار، والقتل، والشر العظيم ما هو مدوَّن في كتب التاريخ، وإلى اليوم لا يزال المشرق منبعًا للفتن، والشرور، والبدع، والخُرافات، والإلحاد، فالشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين، وهما في المشرق، وسيكون ظهور الدجال، ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • الصبر والثبات على دين الله، قال تعالى : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر : 10].
  • التمسُّك بالكتاب والسُّنة : إن أفضل شفاء لعلاج الفتنة وطردها، هو التمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، وهي كتاب الله وسُنة نبيِّه ﷺ .
  • اتِّباع الآيات المحكَمات : اتِّباع الآيات المحكمات التي فصَّلها لنا القرآن الكريم نفسه، أو فسَّرها الرسول ﷺ تفسيرًا في سُنته الطاهرة؛ لأن فهم الآيات المتشابهة لا يعلمها كثيرٌ من الناس، فمن باب الأحوط والأسلم أن يتنحَّى المرء عن الجدال، ويبتعد عن ميدان الزائغين؛ قال تعالى : ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [آل عمران : 7].

المحتوى الدعوي: