أيوب عليه السلام

أهداف المحتوى:


  • التعرف على أيوب عليه السلام .
  • الإيمان به، وأنه رسول من عند الله، يدعو إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه .
  • معرفة فضله عليه السلام، وصبره على ما ابتلاه الله به من مرض .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن أيوب عليه السلام
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بينا أيوبُ -عليه السلام- يَغتَسلُ عُرياناً، فَخَرَّ عليه جَرَادٌ من ذَهَبٍ، فجعلَ أيوبُ يَحْثِي في ثوبِهِ، فنَاداه ربُّه -عز وجل-: يا أيوبُ، ألَمْ أكنْ أغْنَيتك عما تَرى؟!، قال: بلى وعزتِك، ولكن لا غِنى بي عن بركتِكَ". شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (أيوب عليه السلام ): يرجع نسب نبي الله أيوب عليه السلام إلى إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام .وكانت بعثته على الراجح بين موسى ويوسف عليهما السلام . وقد وردت قصته في القرآن الكريم باختصار في سورة الأنبياء، وسورة (ص ).
    كان أيوب عليه السلام صاحب أموال كثيرة، وله ذرية كبيرة، فابتلاه الله في ماله وولده وجسده، فصبر على ذلك صبرًا جميلًا، فأثابه الله على صبره، بأن أجاب دعاءه، وأعاد إليه أهله، ورزقه من حيث لا يحتسب .
    قصة النبي أيوب عليه السلام جاءت في سورة الأنبياء على النحو التالي : ﴿وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين  (83) فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين(84)﴾ [الأنبياء 83- 84].
    وجاءت في سورة (ص ) وفق التالي : ﴿واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب  (41)اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب  (42)ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب(43)﴾ [ ص :41-43].
    يخبرنا تعالى عن عبده ورسوله أيوب عليه السلام، وما كان ابتلاه به من الضر في جسده، وماله، وولده، حتى لم يبقَ من جسده مغرز إبرة سليمًا سوى قلبه، ولم يبقَ له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما هو فيه، غير أن زوجته حفظت ودَّه؛ لإيمانها بالله ورسوله، فكانت تخدم الناس بالأجرة، وتطعمه، وتخدمه نحوًا من ثماني عشرة سنة .
    وقد كان رفضه القريب والبعيد، سوى زوجته رضي الله عنها، فإنها كانت لا تفارقه صباحًا ولا مساء إلا لخدمة الناس، ثم ما تلبث أن تعود لخدمته ورعايته والقيام على شأنه .
    ولما طال عليه الأمر، واشتد به الحال، وانتهى القدر المقدور، وتم الأجل المحدد تضرع أيوب إلى ربه قائلًا : ﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ وفي الآية الأخرى، قال : ﴿رب إني مسني الشيطان بنصب وعذاب﴾، فعند ذلك استجاب له أرحم الراحمين، وأمره أن يقوم من مقامه، وأن يضرب الأرض برجله، ففعل، فأنبع الله عينًا، وأمره أن يغتسل منها، فأذهب جميع ما كان في بدنه من الأذى، ثم أمره فضرب الأرض في مكان آخر، فأنبع له عينًا أخرى، وأمره أن يشرب منها، فأذهبت ما كان في باطنه من السوء، وتكاملت العافية ظاهرًا وباطنًا؛ ولهذا قال تعالى : ﴿اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب﴾ [ص : 42].
    وقوله سبحانه : ﴿رحمة منا﴾ أي : رحمة به على صبره، وثباته، وإنابته، وتواضعه، واستكانته، ﴿وذكرى لأولي الألباب﴾ أي : عبرة لذوي العقول؛ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج والمخرج والراحة .
    وفي سورة الأنبياء : ﴿رحمة من عندنا وذكرى للعابدين﴾، أي : أجبنا دعاءه، وفعلنا معه ما فعلنا من ألوان الخيرات، من أجل رحمتنا به، ومن أجل أن يكون ما فعلناه معه عبرة وعظة وذكرى لغيره من العابدين، حتى يقتدوا به في صبره على البلاء، وفي المداومة على شكرنا في السراء والضراء .وقوله تعالى : ﴿وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث﴾ [ص : 44] ذكروا أن أيوب عليه السلام كان قد غضب على زوجته، ونقم عليها في أمر فعلته . قيل : إنها باعت ضفيرتها بخبز فأطعمته إيَّاه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة . وقيل : لغير ذلك من الأسباب .
    فلما شفاه الله وعافاه، ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تُقَابَل بالضرب، فأفتاه الله عزَّ وجل أن يأخذ ضغثًا - أي : حزمة أغصان كثيرة - فيه مائة قضيب، فيضربها بها ضربة واحدة، وقد برَّت يمينه، وخرج من حِنثه ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله وأناب إليه؛ ولهذا قال تعالى ﴿إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب﴾، أثنى الله تعالى عليه ومدحه بقوله : ﴿إنه أواب﴾ أي : رجَّاع منيب للحق .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • علينا دائمًا وأبدًا في السراء والضراء، وفي العسر واليسر، وفي المنشط والمكره أن نلجأ إلى الله، وأن نملأ قلوبنا اعتقادًا، أن لا مجيب لنا إلا الله سبحانه، وأن لا كاشف لما نزل بنا من البلاء إلا رب الأرباب، وخالق الأسباب، فهو المعين، وهو المجيب، وهو الذي بيده مقاليد كل شيء، وهذا الاعتقاد يُدْخِلُ الراحة والطمأنينة في قلب المؤمن، ويجعل حياته هادئة مستقرة لا اضطراب فيها ولا قلق، ونفسه راضية مطمئنة، ترضى بما كتبه الله عليها، وتقبل بما قسمه الله لها .
  • من أهم ما نستفيد من قصة أيوب عليه السلام درس الصبر، فالصبر على البلاء، والصبر على المرض، والصبر على مفاتن الدنيا، والصبر على ذهاب المال والولد، كل ذلك من أنواع الصبر ونحوها مما يبتلي الله بها عباده؛ ليعلم من يصبر منهم ممن لا يصبر، وليعلم المؤمن الحق من المنافق، وقد قال تعالى : ﴿ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم﴾ [محمد :31]. وفي الحديث قوله ﷺ : «واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرًا كثيرًا، وأن النصرَ مع الصبرِ، وأن الفرجَ مع الكربِ، وأن مع العسرِ يسرًا » رواه الإمام أحمد .

المحتوى الدعوي:


تنبيهات:


  • الحذر من الإسرائيليات التي لا تراعي مكانة الأنبياء، وجليل قدرهم .