الإيمان بالقدر

مصطلحات ذات علاقة:


اْلِإيمَانُ بِالْقَدَر


التصديق الجازم بأن كل ما يقع من الخير، والشر، فهو بقضاء الله، وقدره . وأن جميع ما يجري في الآفاق، والأنفس من خير، أو شر، فهو مقدر من الله، ومكتوب قبل خلق الخليقة . وكل شيء بإرادة الله تعالى، ولا يخرج عن مشيئته في الأرض، ولا في السماء . وكل شيء مخلوق لله عز وجل، بما في ذلك أفعال العباد، ولو أراد الله أن يعبده كل خلقه ما عصاه أحد، بيده كل شيء يحيي، ويميت، وهو على كل شيء قدير . وهذه هي مراتب الإيمان بالقدر الأربع : العلم، والكتابة، والمشيئة، والخلق، قال تعالى : ﱫﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﱪالحديد :22، وقال عَزَّ وَجَلَّ : ﱫﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐﱪالقمر :49
انظر : كتاب الشريعة لللآجري، 4/699، القضاء والقدر للشقر، ص : 11

أهداف المحتوى:


  • التعرف على معنى الإيمان بالقدر .
  • التعرف على أهمية الإيمان بالقدر .
  • التعرف على مراتب الإيمان بالقدر .
  • التعرف على ثمرات الإيمان بالقدر .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الإيمان بالقدر
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- مرفوعاً: «وكَّلَ اللهُ بالرَّحِم مَلَكًا، فيقول: أيْ ربِّ نُطْفة، أيْ ربِّ عَلَقة، أيْ ربِّ مُضْغة، فإذا أراد اللهُ أن يقضيَ خَلْقَها، قال: أيْ ربِّ، أذكرٌ أم أنثى، أشقيٌّ أم سعيدٌ، فما الرزق؟ فما الأَجَل؟ فيكتب كذلك في بطن أُمِّه». شرح وترجمة الحديث
  • عن زيد بن ثابت قال ﷺ : «لو أنَّ اللهَ سبحانه عذَّب أهل سماواته وأهل أرضِه لعذَّبهم غير ظالمٍ لهم، ولو رحِمَهم كانت رحمتُه لهم خيرًا من أعمالهم، ولو كان لك مثلُ جبل أُحدٍ ذهبًا أنفقتَه في سبيل الله تعالى ما قبِلَه منك حتى تؤمنَ بالقدرِ وتعلمَ أنَّ ما أصابك لم يكن ليُخطِئك وأنَّ ما أخطأك لم يكُن ليُصيبَك وأنك إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النار ».
  • وقول النبي ﷺ : «كتب الله مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلُقَ السماواتِ والأرضِ بخمسينَ ألفَ سنةٍ ».

أشعار عن المفردة


أشعار عن عن الإيمان بالقدر
معجم الأعلام : الشافعي
دعِ الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ وطِبْ نفسًا إذا حكَمَ القضاءُ
ولا تجزعْ لنازلةِ الليالي فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
فصبرًا على حلوِ القضاءِ ومرِّه فإن اعتيادَ الصبرِ أدعى إلى اليُسرِ
وخيرُ القضايا خيرهنَّ عواقبًا وكم قد أتاك النفعُ من جانبِ الضرِّ

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (معنى الإيمان بالقدر ): هو التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي، ومع ذلك فقد أمر العباد ونهاهم، وجعلهم مختارين لأفعالهم، غير مجبورين عليها، بل هي واقعة بحسب قدرتهم وإرادتهم، والله خالقهم وخالق قدرتهم، يهدي من يشاء برحمته، ويضل من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون .
    (أهمية الإيمان بالقدر، ومنزلته ): أحد أركان الإيمان، كما في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم حين سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان قال : «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، وقال ﷺ : «لو أنَّ اللهَ سبحانه عذَّب أهل سماواته وأهل أرضِه لعذَّبهم غير ظالمٍ لهم، ولو رحِمَهم كانت رحمتُه لهم خيرًا من أعمالهم، ولو كان لك مثلُ جبل أُحدٍ ذهبًا أنفقتَه في سبيل الله تعالى ما قبِلَه منك حتى تؤمنَ بالقدرِ وتعلمَ أنَّ ما أصابك لم يكن ليُخطِئك وأنَّ ما أخطأك لم يكُن ليُصيبَك وأنك إن متَّ على غيرِ هذا دخلتَ النار » [أبو داود : 4699].
    (مراتب الإيمان بالقدر ): الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور :الأول : الإيمان بأن الله تعالى عَلِم بكل بشيء جملةً وتفصيَلَا، وأنه تعالى قد عَلِم جميع خلقه قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم، وجميع حركاتهم وسكناتهم، وأسرارهم وعلانياتهم، ومن هو منهم من أهل الجنة، ومن هو منهم من أهل النار . قال الله تعالى : ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ [الطلاق : 12].الثاني : الإيمان بكتابة ذلك، وأنه تعالى قد كتب جميع ما سبق به عِلْمُه أنه كائن في اللوح المحفوظ .
    ودليلُه قوله تعالى : ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ [الحديد : 22] وقول النبي ﷺ : «كتب الله مقاديرَ الخلائقِ قبلَ أن يخلُقَ السماواتِ والأرضِ بخمسينَ ألفَ سنةٍ » [مسلم : 5623].
    الأمر الثالث : الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردُّها شيء، وقدرته التي لا يعجزها شيء، فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن . ودليله قوله تعالى : ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [الإنسان : 30] .الأمر الرابع : الإيمان بأنه سبحانه هو الموجد للأشياء كلها، وأنه الخالق وحده، وكل ما سواه مخلوق له، وأنه على كل شيء قدير .
    ودليلُه قوله تعالى : ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [الرعد : 16] ويجب أن نعلم أن القدر قُدرة الله سبحانه وتعالى، وأن كل شيء يجري بتقديره، ومشيئته تنفذ، لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم فما شاء لهم كان، وما لم يشأ لم يكن، كما يجب أن نعلم أن أصل القدر هو سر الله تعالى في خلقه، لم يطَّلع على ذلك ملك مقرَّب، ولا نبيٌّ مُرسل .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • الإيمان بالقدر من أكبر الدواعي التي تدعو الفرد إلى العمل والنشاط والسعي بما يرضي الله في هذه الحياة، والإيمان بالقدر من أقوى الحوافز للمؤمن لكي يعمل، ويُقدم على عظائم الأمور بثبات ويقين .
  • أن يَعْرِف الإنسان قَدْر نفسه، فلا يتكبر ولا يَبْطُر ولا يتعالى أبدًا؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدورِ، ومستقبل ما هو حادث، ومن ثم يقرُّ الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه تعالى دائمًا .
  • إن الإنسان إذا أصابه الخير بَطَر واغترَّ به، وإذا أصابه الشر والمصيبة جزع وحزن، ولا يعصم الإنسان من البطر والطغيان إذا أصابه الخير، والحزن إذا أصابه الشر، إلا الإيمان بالقدر، وأن ما وقع فقد جرت به المقادير، وسبق به علم الله .
  • الإيمان بالقدر يقضي على كثير من الأمراض التي تعصِف بالمجتمعات، وتزرع الأحقاد بين المؤمنين، وذلك مثل رذيلة الحسد، فالمؤمن لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله؛ لأن الله هو الذي رزقهم وقدَّر لهم ذلك، وهو يعلم أنه حين يحسد غيره إنما يعترض على القدر .
  • الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة على مواجهة الشدائد، ويقوي فيها العزائم، فتثبت في ساحات الجهاد، ولا تخاف الموت؛ لأنها توقن أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر لحظة واحدة .
  • الإيمان بالقدر يغرس في نفس المؤمن حقائق الإيمان المتعددة، فهو دائم الاستعانة بالله، يعتمد على الله ويتوكل عليه مع فعل الأسباب، وهو أيضًا دائم الافتقار إلى ربه تعالى يستمد منه العون على الثبات، وهو أيضًا كريم يحب الإحسان إلى الآخرين فتجده يعطف عليهم ويُسدي المعروف إليهم .
  • الإيمان بالقدر يحفِّز الداعي إلى الله يصدع بدعوته، ويجهر بها أمام الكافرين والظالمين، لا يخاف في الله لومة لائم، يبين للناس حقيقة الإيمان ويوضح لهم مقتضياته، كما يبين لهم مظاهر الكفر والنفاق ويحذَرهم منها، ويكشف الباطل وزيفه، ويقول كلمة الحق أمام الظالمين، فإن المؤمن يفعل كل ذلك وهو راسخ الإيمان واثق بالله، متوكل عليه، صابر على كل ما يحصل له في سبيله؛ لأنه موقن أن الآجال بيد الله وحده، وأن الأرزاق عنده وحده، وأن العبيد لا يملكون من ذلك شيئًا مهمًّا وجد لهم من قوة وأعوان .

المحتوى الدعوي: