الرؤى والأحلام

مصطلحات ذات علاقة:


الرُّؤَى وَالأَحْلَام


ما يراه النائم في منامه، من أمور محبوبة، أو مكروه، فمرة تكون أمثالاً مضروبة. ومرة يكون نفس ما رآه الرائي، فيطابق الواقع مطابقة العلم لمعلومه . ومنه ما روته عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أنّ : "أَوَّلُ ما بُدِئَ بِهِ رسول اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - من الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ في النَّوْمِ، فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ."صحيح البخاري :3. والفرق بين الرؤيا، والحلم : أن الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان
انظر : الروح لابن القيم، ص :30، إعلام الموقعين لابن القيم، 1/195

أهداف المحتوى:


  • التعرُّف على معنى الرؤى والأحلام .
  • التمييز بين الرؤى والأحلام .
  • الالتزام بآداب الرؤى والأحلام .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الرؤى والأحلام
  • عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-: أنه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إذا رأى أحدُكُم رُؤيا يُحِبُّهَا، فإنما هي من الله تعالى، فليَحْمَد الله عليها، وَلْيُحَدِّثْ بها - وفي رواية: فلا يُحَدِّثْ بها إلا من يُحَبُّ- وإذا رأى غير ذلك مِمَّا يَكْرَه، فإنما هي من الشيطان، فَلْيَسْتَعِذْ من شَرِّهَا، ولا يَذْكُرْهَا لأحد؛ فإنها لا تضره». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ -وفي رواية: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ- من الله، والحُلُمُ من الشيطان، فمن رأى شيئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفُثْ عن شماله ثلاثا، وَلْيَتَعَوَّذْ من الشيطان؛ فإنها لا تضره». وعن جابر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا رأى أحدكم الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عن يساره ثلاثا، ولْيَسْتَعِذْ بالله من الشيطان ثلاثا، ولْيَتَحَوَّلْ عن جَنْبِه الذي كان عليه». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لم يبقَ من النُّبُوَّةِ إلا المُبَشِّرَاتُ» قالوا: وما المُبَشِّرَاتُ ؟ قال: «الرؤيا الصالحة». شرح وترجمة الحديث

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن الرؤى والأحلام
الرؤيا هي فعل النفس الناطقة، ولو لم يكن لها حقيقة لم يكن لإيجاد هذه القوة فائدة . معجم الأعلام : الراغب الأصفهاني
الرؤيا إدراكات علَّقها الله تعالى في قلب العبد على يدي ملَك أو شيطان، إما بأسمائها أي حقيقتها وإما بكناها أي بعبارتها وإما تخليط ونظيرها في اليقظة الخواطر . معجم الأعلام : ابن العربي

قصص حول المفردة:


قصص عن الرؤى والأحلام
  • سأل رجل ابن سيرين قال : رأيتُ في المنام كأني أؤذِّن . قال : تحج . وسأله آخر السؤال نفسه، فقال : تُقطع يدك في السرقة ! فسألوه عن اختلاف التأويلين فقال : رأيتُ الأول على سيما حسنة فأوَّلت قوله تعالى : ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ﴾ [الحج : 27]، ولم أرض هيئة الثاني فأوَّلت قوله عز وجل : ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ [يوسف : 70].
  • جاءت امرأة إلى ابن سيرين، فقالت : رأيت في حجرتي لؤلؤتين إحداهما أعظم من الأخرى، فسألتني أختي إعطاء إحدى اللؤلؤتين فأعطيتها الصغرى . قال : إن صدقت رؤياكِ فإنك تعلَّمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى، وعلَّمتِ أختك الصغيرة . قالت : صدقْتَ .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الرؤى والأحلام ): هي ما يراه النائم في منامه، فإن كانت خيرً ا فهي رؤيا من الله، وإن كانت غير ذلك فهي حلم من الشيطان .عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال النبي ﷺ : «الرُّؤيا الصَّالحةُ من اللهِ، والحُلمُ منَ الشيطانِ » [متفق عليه ].
    (أقسام الرؤيا ):ورد عن النبي ﷺ تقسيم الرؤى إلى ثلاث، فعن أبي هريرة، قال : قال رسول الله ﷺ : «الرؤيا ثلاث، فرؤيا حقٌّ، ورؤيا يُحدِّث بها الرجلُ نفسَه، ورؤيا تَحْزينٌ من الشيطانِ، فمَن رأى ما يكره فليقم فليُصلِّ ».القسم الأول : رؤيا حق : وهي التي قال عنها رسول الله ﷺ : «الرُّؤيا الصالحةُ جُزءٌ من سِتَّةٍ وأربعين جُزءًا من النبوَّة » [متفق عليه ].
    وعن عبادة بن الصامت، قال : سألت رسول الله ﷺ، عن قول الله سبحانه : ﴿لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس : 64]، قال : «هي الرؤيا الصالحة، يراها المسلم، أو ترى له » [ابن ماجه : 3898].
    القسم الثاني : من وحي الشيطان : وهي الحُلم، وهذه غالبًا ما تكون فيما يحزنُ الإنسان ويضيقُ صدرهُ، ويقلقُ نفسه، فيضربُ الشيطان للنائم أمثالًا تُزعِجه، وهذا من الشيطان، وهو حريص على إزعاج بني آدم، كما قال تعالى : ﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المجادلة :10]؛ فالشيطان قد يُري الإنسان ما يكرهه، كأن يرى في المنام عقارب تلدغه، وحيَّاتٍ وذئابًا تعدو عليه، وجمالًا تنهشُه، فتجدُهُ يقوم فزعًا ويخشى، فهذا من الشيطان .
    القسم الثاني : رؤيا هي حديث النفس : وتأتي للإنسان حين يكون مهتمًّا بشيءٍ ويشغلُ باله في اليقظة فيراهُ في المنام، فتجده مثلًا يريدُ أن يقوم برحلة مع زملائه، فإذا نام في الليل رأى أنه يهيئُ نفسه لهذه الرحلة، ويشترى المتاع، ويهيئُ السيارة، وما أشبه ذلك، فهذا نُسمِّيه حديث النفس، وهو يكونُ مطابقًا للواقع، ومعلوم أن هذا لا يضرُّ .(آداب الرؤيا الصالحة ):1/ يحمد الله عليها .2/ يستبشر المسلم بها؛ فإنها بُشرى من الله تعالى .3/ يُحدِّث المسلم بها مَنْ يُحبُّ من الناس ومن يثق في نصحه .
    (آداب الأحلام المكروهة ):يُستحبُّ للمسلم إذا رأى في منامه ما يكره، وأراد السلامة من هذا الحلم أن يفعل الأمور التالية : 1/ يتعوَّذ المسلم من شرِّها، فيقول : "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "، ومن هذا الحلم .2/ يتفُل عن شماله ثلاث مرات .3/ يتحوَّل عن جنبه الذي كان عليه .4/ لا يتحدَّث بما رآه إلى أحد من الناس، فإنه لا يضُرُّه .5/ يقوم المسلم من فراشه فيتوضَّأ، ويُصلي، ويدعو الله تعالى أن يصرف عنه هذا الشرَّ الذي رآه .(الوقاية من الأحلام المكروهة ): يستطيع المسلم أن يُحصِّن نفسه من الأحلام المكروهة والمخيفة بالأمور التالية :1/ يتوضَّأ قبل النوم، وينام على جنبه الأيمن .
    2/ يقرأ آية الكرسي : ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة : 255].
    3/ يقرأ المسلم خواتيم سورة البقرة : ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ  (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)﴾ [البقرة : 285، 286].
    4/ يجمع الكفَّين ويقرأ فيهما سورة ﴿قل هو الله أحد ﴾، وسورة ﴿قل أعوذ برب الفلق ﴾، وسورة ﴿قل أعوذ برب الناس ﴾، ثم ينفُث في الكفَّين، ثم يمسح به 4ما الرأس والوجه وباقي الجسم، ويكرِّر القراءة والنفث والمسح على الرأس والجسد ثلاث مرات .
    5/ يقول أذكار وأدعية النوم، مثل :«اللهمَّ أسلمتُ نفسي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجأتُ ظهري إليك؛ رهبةً ورغبةً إليك، لا ملجأ ولا منجى منكَ إلا إليك، آمنتُ بكتابكَ الذي أنزلت، وبنبيِّكَ الذي أرسلت » [متفق عليه ].«باسمِك ربِّ وضعتُ جنبي، وبكَ أرفعُه، إن أمسكتَ نفسي فارحمْها، وإن أرسلتَها فاحفظْها بما تحفظُ به عبادكَ الصالحين » [متفق عليه ].«باسمكَ اللهمَّ أموتُ وأحيا » [البخاري : 6324].
    من يقوم بتعبير الرؤى؟كثير من الناس إذا رأى رؤيا في منامه قصَّها على أي أحد، وهذا خطأ، فإن النبي يقول : «لا تقصَّ الرؤيا إلا على عالمٍ أو ناصحٍ » [الترمذي : 2280]. لأن العالم لا يتكلَّم إلا بعلم، والناصح يُرشِده إلى ما ينفعه ويعينه عليه، ولا يعبِّرها له بما يحزنه .
    تحريم الكذب في الرؤى والأحلام :من حكى أنه رأى رؤيًا أو حلمًا ولم ير شيئًا فهو متوعد بالعذاب، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، قال : «مَن تحلَّم بحُلمٍ لم يرَه كُلِّف أن يعقِدَ بين شَعيرتين، ولن يفعلَ » [البخاري : 7042]. وسبب اشتداد الوعيد للكذب في المنام أكثر من الكذب في اليقظة أن الرؤيا الصادقة جزء من النبوة كما سبق، والكاذب في رؤياه يدَّعي أن الله تعالى أراه ما لم يره .
    نماذج من تعبير الرؤى للنبي ﷺ :جاء عن النبي ﷺ تعبيرات عن بعض الرؤى التي رآها هو أو رآها بعض أصحابه فعبَّرها بنفسه ﷺ، ومن ذلك :تأويل اللبن بالعلم، يقول ﷺ : «بَيْنا أنا نائم، أُتِيتُ بقَدَحِ لبنٍ، فشرِبتُ حتى إني لأرى الريَّ يخرج في أظْفاري، ثم أعطَيتُ فَضْلي عمرَ بن الخطابِ » قالوا : فما أوَّلتَه يا رسول الله؟ قال : «العِلْم » [متفق عليه ].
    تأويل القميص بالدين، يقول ﷺ : «بَيْنا أنا نائم، رأيتُ الناس يُعرَضون عليَّ وعليهم قُمُصٌ، مِنها ما يبلغ الثُدِيَّ، ومنها ما دون ذلك، وعُرِضَ عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه ». قالوا : فما أوَّلتَ ذلك يا رسول الله؟ قال : «الدِّين » [متفق عليه ].
    وعن عبد الله بن سلام، قال : رأيت كأني في روضة، ووسط الروضة عمود، في أعلى العمود عُروة، فقيل لي : ارْقَهْ، قلتُ : لا أستطيعُ، فأتاني وَصيفٌ فرفع ثيابي فرَقيْتُ، فاستمسكتُ بالعُروةِ، فانتبهتُ وأنا مُستمسِكٌ بها، فقصَصْتُها على النبيِّ ﷺ فقال : «تلك الرَّوضةُ روضة الإسلامِ، وذلك العَمودُ عمود الإسلامِ، وتلك العُروة عُروة الوُثقى، لا تزال مُستمسِكًا بالإسلام حتى تموت » [متفق عليه ].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر أن الرؤيا الصالحة بشرى من الله فيستأنس بها العبد الصالح .
  • أن نلتزم بآداب الرؤيا الصالحة .
  • أن نلتزم بآداب الرؤيا المكروهة .
  • أن نحرص على فعل أسباب الوقاية من الأحلام المكروهة .

المحتوى الدعوي:


تنبيهات:


  • ربط موضوع الرؤى والأحلام بموضوع التصوف حيث يتخذه بعضهم مصدرًا من مصادر التشريع .