الخوارج

مصطلحات ذات علاقة:


الْخوَارِجُ


أول فرقة ظهرت في الإسلام، وهم الذين يكفرون بالمعاصي، ويخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم عن اعتقاد في أي زمان كان . وسموا خوارج؛ لأنهم خرجوا على علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ويشمل كل من سلك طريقهم في الاعتقاد، والخروج على أئمة المسلمينومن شواهده عن أبي سعيد الخدري -رَضِيَ اللهُ عَنْه - قال : أَقْبَلَ رَجُلٌ غَائِرُ العَيْنَيْنِ، نَاتِئُ الجَبِينِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، اتَّقِ اللَّهَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "فَمَنْ يُطِيعُ اللَّهَ إِذَا عَصَيْتُهُ، فَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، وَلاَ تَأْمَنُونِي ." فَسَأَلَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ قَتْلَهُ، أُرَاهُ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ، فَمَنَعَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا، قَوْمًا يَقْرَءُونَ القُرْآنَ، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ ." البخاري :7432
انظر : الملل والنحل للشهرستاني، 1/113، المبسوط للسرخسي،

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرَّف على أصول الخوارج وحقيقة منهجهم .
  • أن يحذر من التسرع في التكفير .
  • أن يلتزم بطريقة أهل السنة في الإيمان .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الخوارج
  • عن أبي سعيد الخدري، قال : بينا النبي ﷺ يقسم ذات يوم قسما، فقال ذو الخويصِرة، رجل من بني تميم : يا رسولَ الله اعدِلْ . قال : «ويلَك ! مَن يعدِلُ إذا لم أعدِلْ »؟ ! فقال عمر : ائذنْ لي فلأضرب عُنقَه، قال : «لا، إنَّ له أصحابًا، يحقِرُ أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامِهم، يمرُقون منَ الدِّين كمُروق السَّهم من الرميَّة .
  • عن عليٍّ رضي الله عنه قال : سمعت النبي ﷺ يقول : «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة ».
  • وقال عنهم النبي ﷺ : «يقتلون أهل الإسلام، ويدَعون أهل الأوثان ».

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن الخوارج
سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن الخوارج : أكفَّار هم؟ قال : مِن الكفر فرُّوا . قيل له : فمنافقون؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا !!قال : فماذا يكونون؟ قال : قوم أصابتهم فتنة فعَموا فيها وصمُّوا . معجم الأعلام : علي بن أبي طالب رضي الله عنه

قصص حول المفردة:


قصص عن الخوارج
  • لما قدِم علي بن أبي طالب رضي الله عنه الكوفة من صفِّين جعل يخطب الناس، وجعلت الخوارج تقول -وهو على المنبر -: قَبِلت الدنيَّة بالقضيَّة، وجزعتَ عن البليَّة، لا حكم إلا لله، فيقول عليٌّ : حكمَ الله أنتظر فيكم . فيقولون : ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الزمر : 65]، فيقول عليٌّ : ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الروم : 60].

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الخوارج ): فرقة قديمة محسوبة على الإسلام، مغالية في معتقداتها الدينية، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه ، اشتهرت بالخروج على عليِّ بن أبي طالب بعد معركة صفِّين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليه .
    (صفات الخوارج في السُّنة ):1/ صغار السن : فهم في غالبهم شباب صغار، يقل بينهم وجود الشيوخ والكبار من ذوي الخبرة والتجارب، قال عنهم النبي ﷺ : «حدثاء الأسنان »، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/287): "والحدث هو صغير السن ".
    2/ الطَّيْش والسَّفَه : فعامة الخوارج ومن يتبنَّى فكرهم من الشباب الذين تغلِب عليهم الخِفَّة والاستعجال والحماس، وقصر النظر والإدراك، مع ضيق الأفق وعدم البصيرة، كما جاء في الحديث المتفق عليه : «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام »، والأحلام : الألباب والعقول، والسَّفه : الخِفَّة والطَّيْش .قال النووي : "يُستفاد منه أن التثبُّت وقوة البصيرة تكون عند كمال السن وكثرة التجارب وقوة العقل ".
    3/ الغرور والتَّعالي : فالخوارج يُعرَفون بالكبْر والتعالي على عباد الله، والإعجاب بأنفسهم وأعمالهم؛ ولذلك يُكثرون من التفاخر بما قدموه، وما فعلوه !! قال ﷺ : «إنَّ فيكم قومًا يعبدون ويدْأَبون، حتى يُعجَبَ بهم الناسُ، وتُعجِبهم نفوسُهم، يمرُقون منَ الدِّين مُروقَ السهم من الرميَّة »، [أحمد : 12886]، يدفعهم غرورهم لادِّعاء العلم، والتطاول على العلماء، ومواجهة الأحداث الجسام بلا تجربة ولا رَوية، ولا رجوع لأهل الفقه والرأي .
    4/ الاجتهاد في العبادة : فهم أهل عبادة من : صلاة، وصيام، وقراءة، وذكر، وبذلٍ، وتضحيةٍ، وهذا مما يدعو للاغترار بهم، ولذا جاء البيان النبوي واضحًا في التنبيه على هذه الصفة فيهم : «ليس قراءتُكم إلى قراءتِهم بشيءٍ، ولا صلاتُكم إلى صلاتِهم بشيءٍ، ولا صيامُكم إلى صيامِهم بشيءٍ »، [مسلم : 1066]، وقال ﷺ : «يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتِهم، وصيامَه مع صيامِهم » [متفق عليه ].
    وإذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحتقرون صلاتهم مع صلاتهم، فكيف بغير الصحابة؟ ! ولمَّا لقيهم عبد الله بن عباس قال : فدخلتُ على قوم لم أرَ أشدَّ اجتهادًا منهم، أيديهم كأنها ثِفَن الإبل [أي غليظة ]، ووجوههم معلَّمة من آثار السجود . رواه عبد الرزاق في المصنَّف .
    5/ سوء الفهم للقرآن : فهم يكثرون من قراءة القرآن والاستدلال به، لكن دون فقه وعلم، بل يضعون آياته في غير موضعها، ولهذا جاء وصفهم في الأحاديث : «يقرءون القرآن يحسَبون أنَّه لهم وهو عليهم، لا تجاوِزُ صلاتهم تراقِيَهم يمرُقون من الإسلام كما يمرُق السهم من الرميَّة ».
    قال الإمام النووي : "ليس حظُّهم من القرآن إلا مروره على اللسان، فلا يجاوِزُ تراقيَهم ليصلَ قلوبهم، وليس ذلك هو المطلوب، بل المطلوب تعلُّقه وتدبُّره بوقوعه في القلب .وقال شيخ الإسلام : "وكانت البدع الأولى مثل بدعة الخوارج إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصِدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدُلَّ عليه ". ولذلك قال فيهم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : "انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين " ذكره البخاري تعليقًا .
    قال ابن حجر : "كان يقال لهم : القرَّاء؛ لشدة اجتهادهم في التلاوة والعبادة، إلا أنهم كانوا يتأوَّلون القرآن على غير المراد منه، ويستبدُّون برأيهم، ويتنطَّعون في الزهد والخشوع وغير ذلك " [فتح الباري : 13/283].
    6/ الكلام الحسن المنمَّق : فكلامهم حسن جميل، لا ينازع أحد في حلاوته وبلاغته !! فهم أصحاب منطق وجدل، يدعون لتحكيم الشريعة وأن يكون الحكم لله ومحاربة أهل الردة والكفر، ولكن فعالهم على خلاف ذلك !!. كما قال عنهم النبي ﷺ : «سيجيء قوم يتكلَّمون بكلمة الحق لا يجاوز حلوقهم » [المسند : 1255].
    قال السندي في حاشيته على سنن النسائي : أَي يتكلمون ببعض الأقوال التي ببعض الأقوال التي هي من خيار أقوال الناس في الظاهر، مثل : إن الحكم إلا لله، ونظائره، وكدعائهم إلى كتاب الله .
    7/ التَّكفير واستباحة الدماء : وهذه هي الصفة الفارقة لهم عن غيرهم؛ التكفير بغير حق واستباحة دماء المخالفين لهم، كما قال عنهم النبي ﷺ : «يقتلون أهل الإسلام ويدَعون أهل الأوثان » [متفق عليه ]. وهذا "من أعظم ما ذمَّ به النبي ﷺ الخوارج " كما يقول ابن تيمية .وسبب قتلهم لأهل الإسلام : تكفيرهم لهم، قال القرطبي في المفهم : "وذلك أنهم لما حكموا بكفر مَن خرجوا عليه من المسلمين، استباحوا دماءهم ".قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإنهم يستحِلُّون دماء أهل القبلة لاعتقادهم أنهم مرتدون أكثر مما يستحلُّون من دماء الكفار الذين ليسوا بمرتدين . وقال : ويُكفِّرون من خالفهم في بدعتهم، ويستحلون دمه وماله، وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويُكفِّرون من خالفهم فيها .
    والتكفير عند الخوارج له صور كثيرة : كتكفير مرتكب الكبيرة، أو التكفير بما ليس بذنب أصلًا، أو التكفير بالظن والشبهات والأمور المحتملة، أو بالأمور التي يسوغ فيها الخلاف والاجتهاد، أو دون التحقق من توفر الشروط وانتفاء الموانع، ولا يَعذرون بجهل ولا تأويل، ويُكفِّرون بلازم الأقوال ومآلاتها، ويستحلون دماء مَن يكفرونهم دون قضاء، ولا محاكمة، ولا استتابة، ولهذا قال عنهم النبي ﷺ : «يمرُقون من الدين كما يمرُق السهم من الرميَّة »، "فشبَّه مروقهم من الدِّين بِالسَّهْمِ الَّذِي يُصِيب الصَّيْد فَيدْخل فِيهِ وَيخرج مِنْهُ من شدَّة سرعَة خُرُوجه لقُوَّة الرَّامِي، لَا يعلق من جَسَد الصَّيْد بِشَيْء " عمدة القاري . وجاء وصفهم في الحديث : «شر الخلق والخليقة »، قال ابن حجر : وفيه أن الخوارج شر الفرق المبتدعة من الأمة المحمدية .
    8/ اتخاذهم شعارًا يتميَّزون به عن سائر الناس : ولهم في كل عصر وزمان شعار يتميزون به، وقد يكون هذا الشعار في الراية، أو لون اللباس، أو هيئته، أو غير ذلك .وقد كان شعارهم في زمن علي بن أبي طالب حلقَ شعر رؤوسهم، كما أخبر عنهم النبي ﷺ بقوله : (سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ ) رواه البخاري . قال شيخ الإسلام : "وهذه السِّيما سِيما أولهم كما كان ذو الثدية؛ لا أنه وصف لازم لهم ".وقال القرطبي : "(سيماهم التحليق ) أي : جعلوا ذلك علامةً لهم على رفضهم زينة الدُّنيا، وشعارًا ليُعرَفوا به .
    (الأفكار والمعتقدات ):لم يكن للخوارج عند بدء ظهورهم منظومة أفكار تشكِّل مذهبهم الذي فارقوا به أهل السُّنة، فقد كانت مفارقتهم للمسلمين متعلقة باعتراضهم على مسألة التحكيم، إلا أن مذهب الخوارج اتسع في بِدَعِه ومخالفاته، نظرًا لما استتبع اعتراضهم الأول من التزامات، ولما استجدَّ عليهم من مُحدَثات، فمن آرائهم :1. الخروج على الحكام إذا خالفوا منهجهم وفهمهم للدين .2. تكفير أصحاب الكبائر .3. التبرُّؤ من الخليفتين الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما .4.
    تجويز الإمامة العظمى في غير القرشي، فكل مَن ينصبونه ويقيم العدل فهو الإمام، سواء أكان عبدًا أم حرًّا، أعجميًّا أم عربيًّا، وذهبت طائفة منهم -وهم النجدات - إلى عدم حاجة الناس إلى إمام، وإنما على الناس أن يتناصفوا فيما بينهم، فإن رأوا أن لا بد من إمام جاز لهم أن يقيموا لهم إمامًا .5. إسقاط حد الرجم عن الزاني، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال دون مَن قذف المحصنات من النساء .6. إنكار بعضهم سورة يوسف، وهو من أقبح أقوالهم وأشنعها، وهذا القول ينسب إلى العجاردة منهم، حيث قالوا : لا يجوز أن تكون قصة العشق من القرآن !7. القول بوجوب قضاء الصلاة على الحائض، فخالفوا النص والإجماع . (من فرق الخوارج ): المحكِّمة، الأزارقة، النجدات، الإباضية، الصفرية .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • علينا الحذر منهم؛ فنكباتهم أثرت على العالم الإسلامي تأثيرًا بالغًا، وأدَّت إلى توقف الفتوحات سنين عديدة .
  • علينا الحذر من هذه الفرقة الضالة .
  • علينا القيام بتوعية الشعوب الإسلامية، وتحذيرها من خطر الخوارج، وفكرهم .

عناصر إضافية لشرائح محددة


للمسلم الجيد
  • يجب التنبه لخطر الخوارج .
  • استمسك بالكتاب والسنة ونهج الصحابة .
  • الطريق المستقيم واضح لا عوج له .

المحتوى الدعوي:



العنوان اللغة
الدفاع عن عقيدتنا ضد الخوارج المعاصرين العربية
الخوارج الجدد العربية
فكر الخوارج الأسباب والعلاج (1) العربية
الخوارج أعداء الأمن ووحدة الأمة العربية
غلو الخوارج العربية
أفضل المخارج من فكر الخوارج العربية
فكر الخوارج الأسباب والعلاج (2) العربية
في ذم الخوارج والتنديد بحادثة القصيم العربية
الخوارج والفساد في الأرض العربية
من الفرق الضالة: الخوارج العربية
تاريخ الخوارج وضررهم على الأمة العربية
خطر الخوارج العربية
خطر الخوارج, وأوصافهم وأخلاقهم, والحديث عن تفجير مسجد عسير العربية
حقيقة الخوارج ‘داعش‘ العربية
رمضان وغزوة بدر .. والخوارج المعاصرون العربية
خطر الخوارج، وأوصافهم وأخلاقهم، وذكر التعريف الصحيح لهم العربية
اتباع الكتاب والسنة لا ابّتداع الخوارج العربية
نقاء منهج أهل السنة والجماعة من أباطيل الخوارج والقاعدة العربية
الغلاة الخوارج (2) العربية
حوار ابن عباس رضي الله عنهما مع الخوارج Kurdî / كوردی

تنبيهات:


  • يجب مراعاة اختيار مَن يصلح لسماع شبهات الخوارج والرد عليها؛ فلا ينبغي أن يعرض على أُمِّي غير متعلم، وإنما على مثقف واعٍ، أو طالب علم، أو جاهل وقع في شبهات، والأصل : "ما أنت بمحدِّث قومًا بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ".