حقوق الإنسان في الإسلام

مصطلحات ذات علاقة:


حُقُوقُ الْإِنْسَانِ


ما يثبت للإنسان على غيره، ويقرر به الشرع، أو القانون سلطة، أو تكليفاً، تحقيقاً لمصلحة معينة
انظر : حقوق الإنسان وحرياته الأساسية لهاني الطعيمات، ص :22، حقوق الإنسان محور مقاصد الشريعة لأحمد الريسوني ومحمد الزحيلي ومحمد عثمان شبير، ص :102، حقوق الإنسان في الإسلام لزكريا البري، ص 5، الفقه الإسلامي وأدلته لوهبة الزحيلي، 4/14.
تعريفات أخرى :

  • توفير الحرية للناس، وتحقيق العدل، والمساواة بينهم، اعترافاً بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة الإنسانية، وبجميع حقوقهم المتساوية، والتي لا يجوز النزول عنها، تدعيماً للحرية والعدل والسلام، واستهدافاً لعالم يكون فيه الناس أحراراً فيما يقولون، وفيما يعتقدون، ويكونون في مأمن من الفزع، والبؤس
  • حماية مصلحة الشخص سواء أكان حقاً عاماً كتحقيق الأمن، وقمع الجريمة ورد العدوان، والتمتع بالمرافق العامة، أم خاصاً كحق الزوجة في النفقة، وحق الأم في الحضانة لطفلها، وحق الأب في الولاية على أولاده .

أهداف المحتوى:


  • التعرف على معنى حقوق الإنسان في الإسلام .
  • التعرف على أنواع الحقوق الإنسانية التي كفلها الإسلام للإنسان .
  • التعرف على صور حقوق الإنسان التي كفلها الإسلام للإنسان .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن حقوق الإنسان في الإسلام
  • عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثم أَصابَ فله أَجْرَان، وإِذا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثم أَخْطَأَ فله أَجْرٌ». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي نضرة، حدثني من سمع خطبة رسول الله ﷺ في وسط أيام التشريق فقال : «يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى أبلغت ».

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (حقوق الإنسان في الإسلام ): بالمعنى الفردي والجماعي والاجتماعي - في عرف الإسلام - واحدة من أهم "الضرورات " - وليس فقط "الحقوق " - اللازمة لتحقيق إنسانية الإنسان . بل إننا لا نغالي إذا قلنا : إن الإسلام يرى في "الحرية " الشيء الذي يحقق معنى "الحياة " للإنسان . فيها حياته الحقيقية، وبفقدها يموت، حتى ولو عاش يأكل ويشرب ويسعى في الأرض كما هو حال الدواب والأنعام .
    (أنواع وصور حقوق الإنسان في الإسلام ):1/ الحق في حرية الرأي والفكر : دعا الإسلام إلى حرية الفكر، وخلّص العقل من سلطان الماضي وتحكم الآباء، واستعباد العرف والتقاليد . وأمر بالنظر في عجائب الكون، وضرب في ذلك أمثلة تتفتح لها الأذهان . ﴿ أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ (185)﴾ وقال أيضًا : ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ  (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا  (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا  (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا  (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا  (28)وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا  (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا(30)﴾ [عبس : 24-30] ومن الثابت أن محمدًا ﷺ كان يفسح المجال للرأي الحر والفكر الصريح، وكان يكره الرجل الإمعة الذي يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، وكان يطلب إلى أصحابه أن يدلوا برأيهم في بعض المسائل وأن يحاولوا حل ما يعترضهم من صعاب .
    2/ حق المساواة على عكس التمييز العنصري : تعتد دعوة الإسلام بالإنسان كل الاعتداد، وهي دعوة عالمية تخاطب البشر جميعاًن فلا تفرق بين حبشي وعربي ولا بين فارسي وتركي، ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا (158)﴾ [الأعراف : 158] ودعوة ٌ هذا شأنها لا تسلّم بتمييز عنصرين ولا تبالي بتفرقة في اللون أو الجنس، ويرى الإسلام ان بني البشر سواء، يرجعون إلى اصل واحد وطبيعة مشتركة، كلهم لآدم وآدم من تراب .
    ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء : 1].
    3/ لحق في العدل بين الناس :في الإسلام نجد "قيمة " العدل عالية متألقة تتصدر كل "القيم " الثوابت التي يدعوا إليها الدين، فهو المقصد الأول للشريعة، وكل السبل التي تكفل تحقيقه هي سبل إسلامية شرعية، حتى لو لم ينص عليها الوحي أو ترد في المأثورات .
    بل إننا واجدون "العدل " اسمًا من أسماء الله الحسنى، وصفة من صفاته سبحانه وتعالى، وكفى بذلك دليلا على المكان الأرفع للعدل في فكر الإسلام، والعدل في العرف الإسلامي ضد "الجور والظلم " وهو يعني جماع مزاج الإسلام وخاصية حضارية أي الوسطية والتوازن المدرك بالبصيرة والذي يحقق إنصاف بإعطاء كل إنسان ما له وأخذ ما عليه منه، ومن هنا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرف به الوسطية بالعدل، والعدل بالوسطية عندما قال : "الوسطية : العدل، ﴿جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ .
    4/ الحق في محاكمة عادلة : تعتبر العدالة في الإسلام من أهم مبادئه الأساسية وعلى دعائمها تقوم العلاقات بين الدولة والأفراد، كما تقوم عليها جميع الروابط فيما بين هؤلاء، لان الناس في نظر الإسلام متساوون وهم كأسنان المشط، على حد ما وصفهم به الرسول الأعظم ﷺ، ولأن الظلم الذي يكرهه الله سبحانه وتعالى واجب الرفع من بينهم ولو كان صادرا عمن يلي أمرهم، ومن المقرر في فقه الشريعة أن الولاة يقتص منهم مثل بقية الافراد، كما تقام عليهم الحدود، إن فعلوا ما يوجب ذلك ومن مقتضى العدالة التي يوجبها الإسلام الحكم بين الناس بالحق، وقد أمر الله سبحانه وتعالى به بقوله : ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾ .
    كما وجه الخطاب إلى المؤمنين قائلا : ﴿ وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ ] محذرا إياهم من أي انحراف عن العدل بقوله : ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8)﴾ .
    5/ حقوق وواجبات أثناء الحرب : إن مبادئ الإسلام واضحة أشد الوضوح فيما يتعلق بالحرب، فقد أنشا لها الإسلام من الآداب والتقاليد ما لم يسبق للبشرية أن عرفت مثله قبل الإسلام ولا تقيدت بنظائره أمة في جميع العصور والأزمان، فقد أوجب الإسلام على القادة والجنود المتحاربين الالتزام بما يتفق مع الشهامة والنبل والامتناع عن كل ما يشين كرامة الإسلام .
    لقد أوجب الإسلام على المتحاربين عمومًا أن لا يبدؤوا حربًا بالغدر وأن يجتنبوا الفتك بالأعداء غيلة، وأن لا يقتلوا امرأة ولا صبيًا ولا شيخًا عاجزًا ولا مُقعدًا ولا رجلًا منقطعًا للعبادة .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • استشعار أن الإسلام هو المحضن الأول لرعاية حقوق الإنسان منذ خلق الله الخلق وجعلهم خلفاء له في الأرض .
  • استشعار أن كرامة الإنسان منذ النشأة الأولى، فمن تكريم الله تعالى له أَنْ خلقه في أحسن صورة، لقد خلق الله جل وعلا هذا الإنسان وصَوَّره في أحسن صورة وأبهى هيئة، انظروا إلى كلام الله جل وعلا في هذا المقام حيث يقول : ﴿ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾ [سورة الانفطار : 7 – 8].

المحتوى الدعوي: