آداب السلام

مصطلحات ذات علاقة:


السَّلَام


اسم من أسماء الله تعالى . فهو – سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى
انظر : تفسير غريب القرآن لابن قتيبة، ص : 6، شأن الدعاء للخطابي، ص : 41، الثقافة الإسلامية لعبد الواحد محمد الفار، ص :271
تعريفات أخرى :

  • تحية الإسلام . وهي السلام عليكم، ورحمة الله، ومنه قوله تَعَالَى : ﱫﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﱪالنور :61
  • عسكريًّا، وسياسيًّا : غياب الاضطرابات العنيفة، مثل الحروب
  • حالة معاكسة، ومنافية للحرب، وأعمال العنف الحاصلة بين الشعوب المختلفة، أو طبقات المجتمع المتباينة، أو الدول المتنافسة . كقوله تَعَالَى : ﱫﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﱪالنساء :94.

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف أهمية السلام وإفشائه .
  • أن يوضح آداب السلام .
  • أن يدرك الأجر المترتب على إفشاء السلام .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن آداب السلام
  • عن عمران بن الحُصَيْن -رضي الله عنهما-، قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم، فَرَدَّ عليه ثم جَلس، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «عَشْرٌ» ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فَرَدَّ عليه فجلس، فقال: «عشرون» ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فَرَدَّ عليه فجلس، فقال: «ثلاثون». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:«حقُّ المُسلمِ على المُسلمِ خمسٌّ: ردُّ السلام، وعِيَادَةُ المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدَّعوة، وتَشميتُ العاطِس». شرح وترجمة الحديث
  • عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا بُنَيَّ إذا دخَلت على أهلك فَسَلِّمْ، يكن بَرَكَةً عليك وعلى أهل بَيْتِك». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُم عَلَى شَيءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُم؟ أَفْشُوا السَّلاَم بَينَكُم». شرح وترجمة الحديث
  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إذا انْتَهى أَحَدُكُم إلى المجْلِسِ فَلْيُسَلِّم، فإذا أرادَ أن يقومَ فَلْيُسَلِّمْ، فَلَيْسَت الأُولَى بأحَقَّ مِن الآخِرَةِ». شرح وترجمة الحديث
  • عن البراء بن عازِب -رضي الله عنهما- قال: «أَمرَنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عن سَبْعٍ: أَمَرْنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَإِبْرَارِ الْقَسَمِ (أَوْ الْمُقْسِمِ)، وَنَصْرِ الْمَظْلُوم، وَإِجابة الدَّاعي، وَإِفْشاءِ السَّلامِ. وَنَهَانَا عن خَوَاتِيمَ- أَو عن تَخَتُّمٍ- بِالذَّهَب، وَعَنْ الشُّرب بِالْفِضَّة، وعن المَيَاثِر، وعن الْقَسِّيِّ، وَعن لُبْسِ الحرِيرِ، وَالإِسْتَبْرَقِ، وَالدِّيباج». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • إن من أدب المسلم الحق إفشاء السلام -ابتداءً وجوابًا -، وإفشاء السلام في الإسلام ليس تقليداً اجتماعياً يتغير ويتطور تبعًا للبيئة والعصر، وإنما هو أدب ثابت ومحدد، أمر الله عز وجل به في كتابه، ووضع قواعده وآدابه رسوله صلى الله عليه وسلم .
المادة الأساسية
  • ﴿السلام ﴾: إفشاء السلام يعني إلقاءه ورده؛ لأنهما متلازمان، وإفشاء السلام ابتداء يستلزم إفشاءه جوابا .
    وأصل الأمر بإفشاء السلام قوله تعالى : ﴿  يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون ﴾ [النور /27].
    وأمر الله سبحانه برد التحية بأحسن منها أو بمثلها، فقال تعالى : ﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبًا ﴾ [النساء /86].عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلون الجنة بسلام ».
    (من آداب السلام ):1/ تسليم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير؛ كما جاء في الحديث : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير ».
    من السنة أن يسلم الصغير على الكبير؛ وذلك لحق الكبير من التوقير والتكريم، وهو الأدب الذي ينبغي سلوكه، ويسلم الراكب على الماشي؛ حتى يحمل السلام الراكب على التواضع وعدم التكبر، ويسلم الماشي على القاعد؛ لشبهه بالداخل على أهل المنزل، ويسلم القليل على الكثير؛ لحق الكثير فحقهم أعظم .2/ عدم تخصيص أحد من الجالسين بالسلام : فإن هذا من شأنه يوغر صدور الجالسين، ويزرع البغض والحقد . قال أبو سعد المتولي : «يكره إذا لقي جماعة أن يخص بعضهم بالسلام؛ لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة، وفي التخصيص إيحاش لغير من خص بالسلام ».
    3/ أن يلقى السلام برفق ولين وخفض صوت على قوم فيهم نيام؛بحيث لا يقلقهم ولا يوقظهم، وفي هذا أدب نبوي رفيع، حيث يراعى فيه حال النائم فلا يكدر عليه نومه، وفي الوقت نفسه لا تفوت فضيلة السلام .
    عن المقداد رضي الله عنه قال : «أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثة أعنز، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «احتلبوا هذا اللبن بيننا ».
    قال : فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه، قال : فيجيء من الليل فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا ويسمع اليقظان ».
    4/ استحباب تكرار السلام ثلاثاً، إذا كان الجمع كثيراً، أو شك في سماع المسلم عليه؛ فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا، وإذا أتى قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثًا .
    5/ الجهر بإلقاء السلام وكذلك الرد، عن ثابت بن عبيد رضي الله عنه قال : أتيت مجلساً فيه عبد الله بن عمر رضي الله عنه فقال : «إذا سلمت فأسمع؛ فإنها تحية مباركة طيبة ».
    [أخرجه البخاري في الأدب المفرد ]6/ تعميم السلام على من يعرفه المرء أو لا يعرفه، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير؟ قال : «أن تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ». وفي هذا تأليف بين المسلمين، وسلامة قلوبهم لبعض .7/ استحباب ابتداء القادم بالسلام .
    8/ إلقاء السلام على الصبيان : وذلك لتعويدهم وتدريبهم منذ الصغر على آداب الشريعة، وفاعله متأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ».
    9/ استحباب السلام عند دخول البيت، وذلك إذا كان مسكوناً، فإذن كان البيت خاليًا، فقد استحب بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم أن يسلم الرجل على نفسه إن كان البيت خالياً لقوله تعالى : ﴿فإذا دخلتم بيوتاً فسلموا على أنفسكم تحيةً من عند الله مباركةً طيبةً ﴾ [النور : 61]10/ السلام على القوم عند الخروج من المجلس : فكما أنه يسن السلام عند القدوم على المجلس، فكذلك من السنة أن يلقى السلام عند مفارقة ذلك المجلس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة ».
    11/ عدم بدء أهل الذمة بالسلام :عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : «لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ». [أخرجه مسلم ].
    12/ عدم الانحناء عند اللقاء : عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل يا رسول الله الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال : «لا » قال : أفيلتزمه ويقبله؟ قال : «لا » قال : فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال : «نعم ». [أخرجه الترمذي وابن ماجه ].13/ المصافحة، ولها فضل؛ فعن البراء رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا ». [أخرجه أبو داود والترمذي ].14/ عدم السلام والرد أثناء قضاء الحاجة : عن ابن عمر رضي الله عنهما : «أن رجلاً مر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبول فسلم، فلم يرد عليه ».
    [أخرجه مسلم ]15/ استحباب تأنيس القادم، وسؤال الغريب عن نفسه ليعرف فينزل منزلته : عن أبي جمرة قال : كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس فقال : إن وفد عبد القيس أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : «من الوفد؟ أو من القوم؟ » قالوا : ربيعة، فقال : «مرحباً بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى ». [متفق عليه ]16/ كراهية الابتداء بـ (عليك السلام ): عن أبي جري الهجيمي قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : عليك السلام يا رسول الله . قال : «لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى ».
    [أخرجه أبو داود والترمذي ](صفة السلام ):أكمل ألفاظ السلام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويليها : السلام عليكم ورحمة الله، ويليها : السلام عليكم، ودليل هذا ما ثبت عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم . فرد عليه السلام ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «عشر »، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله . فرد عليه فجلس، فقال «عشرون »، ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فرد عليه فجلس، فقال : «ثلاثون ».
    (صفة الرد ): يكون بمثل السلام أو بأحسن منه؛ بقوله تعالى ﴿وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها﴾ [النساء : 86]، ويكون الرد بضمير الجميع وإن كان المسلم واحدًا؛ فيقال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نحرص على إفشاء السلام وإشاعته بيننا .
  • نعرف الفضل الوارد فيه؛ فنحرص عليه .
  • ننشر أحكامه وآدابه، ونعلمها للناس .

المحتوى الدعوي: