الاستغفار

مصطلحات ذات علاقة:


الاِسْتِغْفَار


طلب المغفرة، والعفو، والصفح من الله تعالى بالمقال، والفعال . مأخوذ من المغفر (الخوذة ) الذي يستر، ويقي . قال تعالى : ﱫﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﱪ النساء :106، والفرق بينه، وبين التوبة، أن الاستغفار يكون من المذنب، ومن غيره، فالمسلمون يستغفرونه لإخوانهم أحياء، وأمواتًا، والملائكة تستغفر للمؤمنين، بخلاف التوبة التي لا تكون إلا من المذنب فقط. والاستغفار يكون عن الماضي، والتوبة في الحاضر، والرجوع لله في المستقبل
انظر : مدارج السالكين لابن القيم، 1/334-335 ، جامع العلوم والحكم لابن رجب، 2/407، مجموع الفتاوى لابن تيمية، 10/255، شأن الدعاء للخطابي، ص : 52

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى الاستغفار .
  • أن يدرك منزلة الاستغفار .
  • أن يعدّد فوائد الاستغفار .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الاستغفار
  • عن زيد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إله إلا هو الحَيَّ القيَّومَ وأتوب إليه، غُفرت ذنوبه، وإن كان قد فَرَّ من الزَّحْف». شرح وترجمة الحديث
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من كل ضِيقٍ مخرجًا، ومن كل هَمٍّ فرجًا، وَرَزَقَهُ من حيث لا يحتسب». شرح وترجمة الحديث
  • عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ أعوذ بك من شر ما صنعتُ أَبُوءُ لك بنعمتك عليَّ وأَبُوءُ لك بذنبي فَاغْفرْ لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". شرح وترجمة الحديث
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «قال الله تعالى يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقُرابها مغفرة» . شرح وترجمة الحديث
  • عن الأغر بن يسار المزني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إلى اللهِ واسْتَغْفِرُوهُ، فَإنِّي أَتُوبُ في اليَّومِ مائةَ مَرَّةٍ». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • الاستغفار له مكانته العظيمة ومنزلته العليّة في دين الله فهو أساس لاستجلاب الخيرات وحلول البركات ونزول النّعم وزوال العقوبات والنقم، الاستغفار عباد الله يرفع العبد من المقام الأدنى إلى المقام الأعلى ومن المقام الناقص إلى المقام الأتم والأكمل .
المادة الأساسية
  • (الاستغفار ):طلب المغفرة من الله، وهو ستر الذنب، والتجاوز عنه . قال الله تعالى : ﴿ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم﴾ . [البقرة : 199]وقال تعالى : ﴿قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين﴾ . [فصلت : 6]عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيما يحكي عن ربّه عزّ وجلّ قال : «أذنب عبد ذنبا . فقال : اللهمّ اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا، فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب . ثمّ عاد فأذنب . فقال : أي ربّ، اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا . فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب .ثمّ عاد فأذنب فقال : أي ربّ، اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا . فعلم أنّ له ربّا يغفر الذّنب، ويأخذ بالذّنب . اعمل ما شئت فقد غفرت لك » . قال عبد الأعلى : لا أدري أقال في الثّالثة أو الرّابعة : «اعمل ما شئت ».
    [رواه مسلم ]عن شدّاد بن أوس - رضي الله عنه - عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : «سيّد الاستغفار أن يقول : «اللهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، اغفر لي، فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت » . قال :«ومن قالها من النّهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنّة، ومن قالها من اللّيل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنّة ».
    [رواه البخاري ](مثال تطبيقي من حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الاستغفار ):عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : إن كنّا لنعدّ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المجلس الواحد مائة مرّة «ربّ اغفر لي وتب عليّ، إنّك أنت التوّاب الرّحيم ».
    [رواه أبو داود ](مواطن وأحوال وأمكنة يتأكد فيها الاستغفار ):1/ بعد الوضوء :قال صلى الله عليه وسلم : «من توضأ ثم قال : سبحانك اللهم وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رقّ، ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة » [رواه الحاكم ].2/ في الصلاة :فعن أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنه أنّه قال لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم : علّمني دعاءً أدعو به في صلاتي . قال : «قل : اللّهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذّنوب إلّا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنّك أنت الغفور الرّحيم » [متفق عليه ]. وهذا يكون في السجود أو بعد التشهد الأخير وقبل السلام .
    3/ في الركوع والسجود : فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده : «سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك، اللهم اغفر لي » [متفق عليه ].
    4/ عقب الصلاة : عن ثوبان رضي الله عنه قال : كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال : «اللّهمّ أنت السّلام، ومنك السّلام، تباركت ذا الجلال والإكرام ». قال الوليد : فقلت للأوزاعي : كيف الاستغفار؟ قال : «تقول : أستغفر الله، أستغفر الله ». [رواه مسلم ]5/ بعد الإفاضة من عرفات : قال تعالى : ﴿ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس واستغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رّحيم﴾ [البقرة /199].6/ بعد الذنب : فالاستغفار من أعظم ما يكفر الله به ذنوبنا .
    قال تعالى : ﴿وسارعوا إلى مغفرة مّن رّبّكم وجنّة عرضها السّماوات والأرض أعدّت للمتّقين * الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس واللّه يحبّ المحسنين * والّذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلاّ اللّه ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولـئك جزآؤهم مّغفرة مّن رّبّهم وجنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين﴾ [آل عمران : 133-136].
    7/ في الصباح والمساء : فعن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «سيّد الاستغفار أن تقول : اللّهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت .
    من قالها من النّهار موقنًا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنّة، ومن قالها من اللّيل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنّة » [رواه البخاري ]. وسمي سيد الاستغفار؛ لأنه جمع معاني التوبة كلها .
    8/ في ختام المجلس :فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «من جلس مجلسا كثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك » [رواه أبو داود والترمذي ].
    9/ بعد الخروج من الخلاء : فإذا خرج قال غفرانك، والحكمة من ذلك : أنّك كما أزيل عنك الأذى الحسي تسأل الله أن يزيل عنك الأذى المعنوي : الذنوب، وزوالها بالاستغفار .
    10/ في ساحات الوغى : قال تعالى : ﴿وكأيّن من نبيّ قاتل معه ربّيّون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل اللّه وما ضعفوا وما استكانوا واللّه يحبّ الصّابرين (146) وما كان قولهم إلّا أن قالوا ربّنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين (147) فآتاهم اللّه ثواب الدّنيا وحسن ثواب الآخرة واللّه يحبّ المحسنين﴾ [آل عمران /146-148].
    11/ إذا أوى المسلم إلى فراشه : فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ داخلة إزاره فلينفض بها فراشه، وليسمّ اللّه؛ فإنّه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه، فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقّه الأيمن وليقل : سبحانك اللّهمّ ربّي بك وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصّالحين » [متفق عليه ].
    12/ عند الكسوف والخسوف : عن أبي موسى رضي الله عنه قال : «خسفت الشّمس، فقام النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فزعًا يخشى أن تكون السّاعة، فأتى المسجد فصلّى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قطّ يفعله وقال : هذه الآيات الّتي يرسل اللّه لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن ﴿يخوّف اللّه به عباده﴾، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره ».
    [رواه البخاري ومسلم ]13/ عند ركوب الدابة : لحديث أبي داود، عن عليّ بن ربيعة قال : «شهدت عليًّا رضي الله عنه وأتي بدابّة ليركبها، فلمّا وضع رجله في الرّكاب قال : بسم اللّه، فلمّا استوى على ظهرها قال : الحمد للّه، ثمّ قال : ﴿سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون﴾، ثمّ قال : الحمد للّه -ثلاث مرّات - ثمّ قال : اللّه أكبر -ثلاث مرّات - ثمّ قال : سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، ثمّ ضحك .
    فقيل : يا أمير المؤمنين من أيّ شيء ضحكت؟ ! قال : رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فعل كما فعلت ثمّ ضحك، فقلت : يا رسول اللّه من أيّ شيء ضحكت؟ ! قال : «إنّ ربّك يعجب من عبده إذا قال : اغفر لي ذنوبي، يعلم أنّه لا يغفر الذّنوب غيري ». [رواه أبو داود ](من فوائد الاستغفار ):(1) الاستغفار يجلب الغيث المدرار للمستغفرين ويجعل لهم جنّات ويجعل لهم أنهارا .(2) الاستغفار يكون سببا في إنعام الله - عزّ وجلّ - على المستغفرين بالرّزق من الأموال والبنين .(3) تسهيل الطّاعات، وكثرة الدّعاء، وتيسير الرّزق .(4) زوال الوحشة الّتي بين الإنسان وبين الله .(5) المستغفر تصغر الدّنيا في قلبه .(6) ابتعاد شياطين الإنس والجنّ عنه .(7) يجد حلاوة الإيمان والطّاعة .(8) حصول محبّة الله له .(9) الزّيادة في العقل والإيمان .(10) تيسير الرّزق وذهاب الهمّ والغمّ والحزن .(11) إقبال الله على المستغفر وفرحه بتوبته .(12) وإذا مات تلقّته الملائكة بالبشرى من ربّه .(13) إذا كان يوم القيامة كان النّاس في الحرّ والعرق، وهو في ظلّ العرش .(14) إذا انصرف النّاس من الموقف كان المستغفر من أهل اليمين مع أولياء الله المتّقين .(15) تحقيق طهارة الفرد والمجتمع من الأفعال السّيّئة(16) دعاء حملة عرش ربّنا الكريم له .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نكثر من الاتستغفار، وتلهج به ألسنتنا .
  • أن نستشعر الاقتداء بالنبي –صلى الله عليه وسلم– في حرصه على الاستغفار والإكثار منه .
  • أن نستشعر أن الاستغفار سبب للفلاح في الدنيا والآخرة .
  • أن نستشعر الأجر العظيم المترتب على الاستغفار .

المحتوى الدعوي: