اليقين

مصطلحات ذات علاقة:


الْيَقِين


جزم القلب مع الاستناد إلى الدليل القطعي . مثل قولنا : الواحد أقل من الاثنين حكم يقيني، وشخص واحد لا يكون في مكانين في وقت واحد كذلك
انظر : روضة الناظر لابن قدامة، 88/1، غمز عيون البصائر للحموي، 193/1، مجموع الفتاوى لابن تيمية،
تعريفات أخرى :

  • طمأنينة القلب، واستقرار العلم فيه، وصدق الإيمان، واستقراره في القلب، بحيث لا يتطرق إليه شك . واليقين، الذي هو أعلى درجات الإدراك، هو في نفسه ثلاثة أنواع : علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين . ويسمى الموت يقيناً؛ لأنه لا شك في وقوعه . قال تعالى : ﭼ الحجر : ٩٩ .
  • كل معرفة إنسانية لا تقبل الشك . وشاهده قوله عَزَّ وجَلَّ
  • الموت . وشاهده قوله تَعَالَى : ﱫﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﱪ الحجر :99. وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: "مِنْ خيرِ معاشِ النَّاسِ لهم رجلٌ مُـمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ في سبيلِ الله ...حتى يأتِيَهُ اليقينُ، ليسَ مِنَ الناسِ إلَّا في خيرٍ ". مسلم :1889.

أهداف المحتوى:


  • أن يوضح معنى اليقين .
  • أن يستدل على منزلة اليقين .
  • أن يمثل على اليقين في تطبيقات الحياة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن اليقين
  • عن أبي هريرة، أو أبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- -شك الراوي- قال: لما كان غزوة تبوك، أصاب الناس مجاعة، فقالوا: يا رسول الله، لو أَذِنْتَ لنا فنحرنا نوَاضِحَنَا فأكلنَا وَادَّهَنَّا؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «افعلوا» فجاء عمر -رضي الله عنه- فقال: يا رسول الله، إن فعلت قَلَّ الظَّهْرُ، ولكن ادْعُهُمْ بفضل أَزْوَادِهِمْ، ثمَ ادْعُ الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك البركة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «نعم» فدعا بنِطَعٍ فبسطه، ثم دعا بفضل أَزْوَادِهِمْ، فجعل الرجل يجيء بكف ذُرَةٍ، ويجيء بكف تمر، ويجيء الآخر بِكَسْرَةٍ، حتى اجتمع على النِّطَعِ من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة، ثم قال: «خذوا في أوعيتكم» فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا مَلَئُوهُ وأكلوا حتى شبعوا وفضل فضْلَةً، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فَيُحْجَبَ عن الجنة». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا قعودا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- في نفر، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دوننا وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار، فَدُرْتُ به هل أجد له بابا؟ فلم أجد! فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجه - والربيع: الجدول الصغير - فاحتفرت، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أبو هريرة؟» فقلت: نعم، يا رسول الله، قال: «ما شأنك؟» قلت: كنت بين أَظْهُرِنَا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا، ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط، فاحتفرت كما يحتفر الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي. فقال: «يا أبا هريرة» وأعطاني نعليه، فقال: «اذهب بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُسْتَيْقِنًا بها قلبه، فبَشِّرْهُ بالجنة...وذكر الحديث بطوله شرح وترجمة الحديث
  • قَلَّمَا كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقومُ من مَجْلِسٍ حتى يدعوَ بهؤلاءِ الكَلِماتِ لأصحابِه : «اللهم اقْسِمْ لنا من خشيتِكَ ما يَحُولُ بيننا وبين مَعاصِيكَ، ومن طاعتِكَ ما تُبَلِّغُنا به جنتَكَ، ومن اليقينِ ما تُهَوِّنُ به علينا مُصِيباتِ الدنيا، ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أَحْيَيْتَنا، واجعلْه الوارثَ منا ،واجعلْ ثأرَنا على من ظلمنا، وانصُرْنا على من عادانا، ولا تجعلْ مُصِيبَتَنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مَبْلَغَ علمِنا، ولا تُسَلِّطْ علينا من لا يَرْحَمُنا ».

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن اليقين
«ولو أن اليقينَ وقعَ في القلبِ كما ينبغي؛ لطارت القلوبُ اشتياقًا إلى الجنةِ وخوفًا من النارِ ».
«ما طُلِبَت الجنةُ إلا باليقينِ، ولا هُرِبَ من النارِ إلا باليقينِ، ولا صُبِرَ على الحقِّ إلا باليقينِ ». معجم الأعلام : الحسن البصري

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • معنى ﴿اليقين ﴾: هو أن يطمئن القلب إلى ما أخبر الله سبحانه به، بحيث لا يشك فيها ولا يرتاب .
    قال بعضهم : «اليقين : مشاهدة الإيمان بالغيب »، فكما أن العين تشاهد الحقائق الماثلة أمامها في العالم المشهود عالم الشهادة؛ فإن اليقين هو مشاهدة الغيب بالقلب، فإذا وصل القلب إلى هذه المرتبة، وإلى هذا المستوى؛ فإنه يكون قد تيقن، وارتقى العبد بإيمانه، وصار بمنزلة عالية قد توصله عند الله عز وجل إلى أعلى المنازل .ولليقين معنيان، أو هو معنى واحد منظور له من جهتين :  1-   اليقين من حيث هو أصل للإيمان، إذ لا إيمان مع الشك .  2-   اليقين من حيث هو درجة عليا من درجات الإيمان . فبالنظر للمعنى الأول يكون كل مؤمن موقنا وإلا لم يستحق أسم الإيمان، وبالنظر للمعنى الآخر ليس كل مؤمن موقنا، بل الموقنون طائفة خاصة من المؤمنين .
    ولا يتم الإيمان إلا باليقين بصدق الله تعالى وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن شروط قبول شهادة أن لا إله إلا الله : اليقين المنافي للشك، قال صلى الله عليه وسلم : «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » [مسند أحمد : ١١٠٨٠ ]  وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه : «اذهب فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه؛ فبشَّره بالجنَّة » [صحيح مسلم : ٣١ ] فالإيمان اعتقاد جازم لا يشوبه شك، ولا تخالطه ريبة، ولذا وصف الله أهل الإيمان بأنهم : ﴿إنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الحجرات :15]. فاشترط في صدق إيمانهم كونهم لم يرتابوا، أي : لم يشكوا .
    الشك في أصل الإيمان يناقض الإيمان، ولا يجتمع في قلب إنسان إيمان وشك، ومن ضرورة الإيمان حصول اليقين المنافي للشك، واليقين اعتقاد جازم، وتصديق قوي، فهو ضد الشك . فالشاك في الشيء والمكذب له : كلاهما غير مصدق به، لكن المكذب جازم بعدم الصحّة، والشاك غير جازم بشيء .أما اليقين بالمعنى الأخر -أي  اليقين الدرجة - فهو لب الإيمان وخلاصته وزبدته، كما قال عبدالله بن مسعود رضى الله عنه : «اليقين الإيمان كله ».
    وهو يقابل الإيمان الكامل المفصل كما أن ذاك يقابل الإيمان المجمل، ولهذا جاء في القرآن شرطاً للإمامة في الدين ، فقال تعالى : ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [ السجدة :24] وأخبر الله تعالى عن إمام الموحدين، فقال :   ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾  [الأنعام :75].
     فقد كان الإيمان متحققا عنده -كما أخبر الله تعالى عنه في الآية التي قبلها -: ﴿إِذ قَالَ إِبرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ ءَازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنَامًا ءَالِهَةً إِنِّي أَرَىٰكَ وَقَومَكَ فِي ضَلَٰل مُّبِين﴾ [الأنعام : 74]، فرقاه الله إلى درجة اليقين، مثلما كان مؤمنًا بأن الله يحيى الموتى لكن طلب الرؤية لتحصل الطمأنينة التي هي برد اليقين .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن يكثر تدبر القرآن والسنة وفي التفكر في ملكوت السموات والأرض ليعظم يقينه .
  • أن يسأل الله تعالى اليقين .
  • أن يعالج قلبه كلما طرأ عليه ما يفسد اليقين .

المحتوى الدعوي: