التوحيد

مصطلحات ذات علاقة:


التَّوْحِيد


الإفراد في اللفظة القرآنية . ومن أمثلته الريح، والرياح، قال أبو شامة في شرح قول الشاطبي : "وَفي التَّاءِ يَاءٌ شَــاعَ وَالرِّيحَ وَحَّدَا ..وَفي الكهْفِ مَعْهَا وَالشَّرِيعَةِ وَصَّلا "، وأراد الآية : ﱫﭲ ﭳ ﭴﱪ البقرة :164، والآية : ﱫﰎ ﰏﱪالكهف :45، والآية : ﱫﭺ ﭻﱪ الجاثية :5. وقرأ حمزة، والكسائي هذه المواضع الثلاثة بالتوحيد أي بلفظ الإفراد، وهو : الريح، وهو بمعنى الجمع؛ لأن المراد الجنس، وأجمعوا على توحيد ما جاء منكراً نحو : ﱫﭑ ﭒ ﭓﱪالروم :51، وعلى توحيد بعض المعرف نحو : ﱫﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﱪ الذاريات :41
انظر : إبراز المعاني من حرز الأماني لأبي شامة، ص :43، النشر لابن الجزري، 1/278

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى التوحيد .
  • أن يدرك فضل التوحيد .
  • أن يعرف شروط كلمة التوحيد .
  • أن يفرق بين أنواع التوحيد .
  • أن يعدد فوائد التوحيد .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن التوحيد
  • عن أنس -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعاذ رديفه على الرَّحْلِ، قال: «يا معاذ» قال: لبَّيْكَ يا رسول الله وسَعْدَيْكَ، قال: «يا معاذ» قال: لَبَّيْكَ يا رسول الله وسَعْدَيْكَ، قال: «يا معاذ» قال: لبَّيْكَ يا رسول اللهِ وسَعْدَيْكَ، ثلاثا، قال: «ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأَنَّ محمدا عبده ورسوله صِدْقًا من قلبه إلَّا حرمه الله على النار» قال: يا رسول الله، أفلا أُخْبِر بها الناس فَيَسْتَبْشِرُوا؟ قال: «إِذًا يتكلوا» فأخبر بها معاذ عند موته تَأَثُّمًا. شرح وترجمة الحديث
  • عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- مرفوعاً: «المسلمُ إذا سُئِلَ في القَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فذلك قولُهُ تعالى: (يُثَبِّتُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا بالقَوْلِ الثَّابِتِ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وفي الآخِرَةِ) [إبراهيم: 27]». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كنا قعودا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنا أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- في نفر، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بين أظهرنا فأبطأ علينا، وخشينَا أَنْ يُقْتَطَعَ دوننا وفزعنا فقمنا، فكنت أول من فزع، فخرجت أبتغي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار، فَدُرْتُ به هل أجد له بابا؟ فلم أجد! فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجه - والربيع: الجدول الصغير - فاحتفرت، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «أبو هريرة؟» فقلت: نعم، يا رسول الله، قال: «ما شأنك؟» قلت: كنت بين أَظْهُرِنَا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أنْ تُقْتَطَعَ دُونَنَا، ففزعنا، فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط، فاحتفرت كما يحتفر الثعلب، وهؤلاء الناس ورائي. فقال: «يا أبا هريرة» وأعطاني نعليه، فقال: «اذهب بِنَعْلَيَّ هَاتَيْنِ، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مُسْتَيْقِنًا بها قلبه، فبَشِّرْهُ بالجنة...وذكر الحديث بطوله شرح وترجمة الحديث
  • (أنه ركب يوما على حمار له يقال له: يعفور، رسنه من ليف، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اركب يا معاذ، فقلت : سر يا رسول الله، فقال : اركب، فردفته، فصرع الحمار بنا، فقام النبي ﷺ يضحك، وقمت أذكر من نفسي أسفا، ثم فعل ذلك الثانية، ثم الثالثة، فركب وسار بنا الحمار، فأخلف يده فضرب ظهري بسوط معه أو عصا، ثم قال : يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟ فقلت : الله ورسوله أعلم، قال : فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال : ثم سار ما شاء الله، ثم أخلف يده فضرب ظهري، فقال : يا معاذ، يا ابن أم معاذ، هل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قلت : الله ورسوله أعلم، قال : فإن حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن يدخلهم الجنة .)
  • (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة)

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة :
المادة الأساسية
  • (التوحيد ): هو إفراد الله سبحانه وتعالى في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وهو دين الرّسل الّذين أرسلهم الله به إلى عباده .
    (أهمية التوحيد ):هو أصل الدّين الّذي لا يقبل الله من الأوّلين والآخرين دينا غيره، وبه أرسل الله الرّسل، وأنزل الكتب، كما قال الله : {وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } [الزخرف 45] . وقال تعالى : ﴿وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء 25] ...
    وقد ذكر الله  عن كلّ من الرّسل أنّه افتتح دعوته بأن قال لقومه : ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ ﴾ [هود 50، 61](أنواع التوحيد ):1/ توحيد الربوبية : هو إفراد الله سبحانه بالخلق والملك والتدبير، أي الاعتقاد الجازم بأن لا خالق ولا مالك ولا مُدبر في الكون إلا اللهُ سبحانه وتعالى .
    قال تعالى : ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ  ﴾ [فاطر 3] ، كما أفرد الله نفسه بالملك فقال : ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ [الملك : 1]، أما الدليل على إفراد الله ذاته بالتدبير فنجده في قوله تعالى : ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ ﴾ [الأعراف 54] ، والمراد بالأمر هنا التدبير .
    2/ توحيد الألوهية : هو إفرادَ العبد ربَّه بالعبادة، والعبادة هي : "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة "، قال تعالى : ﴿وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء : 36].
    إن الإنسان لا يصير مُوحِّدًا حتى تكون عبادته كلها موجهة لله دون غيره، بحيث لا يدعو إلا الله ولا يتوكل إلا عليه ولا يستعين إلا به ولا يحب شيئا مثل حبه ولا يخاف من شيء مثل خوفه ولا يرضى بالتحاكم بغير شرعه سبحانه وتعالى، قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة : 21]، فتوحيد الألوهية هو حقّ الله على العباد، لأنه خلقهم ورزقهم فاستحق بذلك عبادتهم، وقد وعد سبحانه وتعالى من أفرده بالعبادة بالجنة والنجاة من النار، قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل : (يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ؟ ) قال : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . فقال ﷺ : (يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا .
    ثم قال ﷺ : (أَتَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ؟ )، فقال معاذ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فقَالَ ﷺ : ﴿يدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ ﴾ [مسلم 30]لقد كان غالبية المشركين في عهد الرسول ﷺ يُقِرُّون بتوحيد الربوبية، وهو ما أكده القرآن في حديثه عنهم، حيث قال تعالى : ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [الزخرف : 88]، لكنهم كانوا يرفضون الإقرار بتوحيد الألوهية فمنعهم ذلك من الدخول في الإسلام، لأن الدخول فيه لا يتم إلا إذا رافق توحيد الربوبية توحيد الألوهية .3/ توحيد أسماء الله تعالى وصفاته :هو إفرادَ الله تعالى بأسمائه التي سمّى بها نفسه وصفاته التي وصف بها ذاته في كتابه والتي أخبر بها رسوله ﷺ . (شروط كلمة التوحيد ) :1- العلم : ودليله قول الله تعالى : ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد 19] . وقوله ﷺ : (من مات وهو يعلم أن لا إله إلّا الله دخل الجنّة ) [مسلم 26] والمراد : العلم الحقيقيّ بمدلول الشّهادتين، وما تستلزمه كلّ منهما من العمل .
    2- اليقين : وضدّه الشّكّ والتّوقّف، أو مجرّد الظّنّ والرّيب، والمعنى : أنّ من أتى بالشّهادتين فلابدّ أن يوقن بقلبه ويعتقد صحّة ما يقوله من أحقّيّة إلهيّة الله تعالى وصحّة نبوّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم وبطلان ما عدا ذلك .
    3- القبول المنافي للرّدّ : ذلك أنّ هناك من يعلم معنى الشّهادتين ويوقن بمدلولهما، ولكنّه يردّهما كبرا وحسدا، وهذه حالة علماء اليهود والنّصارى، فقد شهدوا بإلهيّة الله وحده، وعرفوا محمّدا ﷺ كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك لم يقبلوه، قال تعالى : ﴿حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ﴾ [البقرة / 109) .
    وهكذا كان المشركون يعرفون معنى «لا إله إلّا الله » ولكنّهم يستكبرون عن قبوله، ومصداق ذلك قوله سبحانه : ﴿إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35)﴾ [الصافات 35]4- الانقياد : والفرق بينه وبين القبول : أنّ الانقياد هو الاتّباع بالأفعال، والقبول : إظهار صحّة معنى ذلك بالقول . والانقياد : هو الاستسلام والإذعان، وعدم التّعقّب بشيء من أحكام الله تعالى، قال سبحانه : ﴿وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ﴾ [الزمر / 54].5- الصّدق : ودليله قول المصطفى ﷺ : (والذي بعَثَني بِالحَقِّ، لئن قالَها صادِقًا مِن قَلبِهِ، لا تَأكُلُهُ النّارُ أبَدًا . قال : فما فَرِحوا بِشَيءٍ قَطُّ كَفَرَحِهم بما قالَ ) [البخاري 686] ، فأمّا من قالها بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه فإنّها لا تنجيه وذلك حال المنافقين .6- الإخلاص : ودليله قوله سبحانه : ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر 2] . وقوله ﷺ : (أسعد النّاس بشفاعتي من قال لا إله إلّا الله خالصا من قلبه ). [البخاري 99]7- المحبّة لله ورسوله : وكلّ ما يحبّه الله ورسوله من الأعمال والأقوال وكذلك محبّة أوليائه وأهل طاعته . 8- الكفر بما يعبد من دون الله : وأخذ هذا الشّرط من قوله ﷺ : (من قال لا إله إلّا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه ... الحديث ). [مسلم 23](من فوائد التوحيد ):التّوحيد أعظم أسباب انشراح الصّدر لأنّه أعظم درجات التّأدّب مع الله عزّ وجلّ .من حقّق التّوحيد دخل الجنّة بغير حساب ولا عذاب .يمنع الخلود في النّار إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبّة من خردل، وأنّه إذا كمل في القلب يمنع دخول النّار بالكليّة .به تغفر الذّنوب وتكفّر السّيّئات .هو السّبب الأعظم لتفريج كربات الدّنيا والآخرة .يحترز به من الشّيطان .يدفع شرّ الحاسد .الموحّدون يشفع لهم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم .الموحّدون يشفعون بإذن الله لذويهم يوم القيامة ممّا يدلّ على عظيم مكانتهم عند الله .يحصل لصاحبه الهدى والكمال والأمن التّامّ في الدّنيا والآخرة .السّبب الأساسيّ لنيل رضا الله وثوابه .أنّ جميع الأعمال والأقوال الظّاهرة والباطنة متوقّفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتيب الثّواب عليها على التّوحيد .أنّه يسهّل على العبد فعل الخير وترك المنكرات، ويسلّيه عن المصيبات . بالتّوحيد يحرم مال الموحّد ودمه .إذا كمل في القلب حبّب الله لصاحبه الإيمان وزيّنه في قلبه وكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان .أنّه يخفّف عن العبد المكاره، ويهوّن عليه الالام .يحرّر العبد من رقّ المخلوقين والتّعلّق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العزّ الحقيقيّ والشّرف العالي .إذا تحقّق تحقّقا كاملا تضاعف به الأعمال .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر أن التوحيد حق الله على العبيد .
  • أن نتعلم التوحيد بأدلته ونحرص عليه كل الحرص .
  • أن نحذر مما يضاد التوحيد وهو الشرك وأن نحمي جناب التوحيد .
  • أن نستشعر أن التوحيد سبيل النجاة الوحيد والفوز في الدارين .

المحتوى الدعوي:



العنوان اللغة
تذكير الرشيد بحماية التوحيد العربية
ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك العربية
فضل آية الكرسي وما دلّت عليه من التوحيد العربية
مظاهر التوحيد في الحج (5) العربية
فضل كلمة التوحيد العربية
مظاهر التوحيد في الحج (1) بناء البيت على التوحيد العربية
التوحيد حق الله على العبيد العربية
كلمة التوحيد: مقتضياتها ومدلولها العربية
التوحيد أولاً العربية
تذكير العبيد بنعمة التوحيد العربية
الحج وتحقيق التوحيد العربية
دلائل التوحيد في القرآن المجيد العربية
أهمية التوحيد والتنبيه لبعض القضايا فيه العربية
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على التوحيد العربية
التوحيد أولا يا عباد الله العربية
مظاهر التوحيد في الحج (6) التوحيد في أذكار المناسك العربية
التوحيد وعلاقته بالحج العربية
حماية جناب التوحيد وصيانته من الشرك ووسائله العربية
الثناء المجيد على كتاب التوحيد العربية
مظاهر التوحيد في الحج (2) التوحيد في التلبية والطواف العربية