التوسل

مصطلحات ذات علاقة:


التَّوَسُّل


التقرب إلى الله بطاعته فيما أمر به، وأمر به رسوله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وأعظمها الإخلاص لله . ومن أدلة التوسل بالمعنى العام قوله تعالى : ﱫﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﱪالمائدة :35. والتوسل بمعناه الخاص هو ما يتخذ وسيلة لإجابة الدعاء، كدعاء الله بأسماءه وصفاته، أو بالعمل الصالح، أو دعاء الصالح الحي الحاضر . ومن أدلته قوله تعالى : ﱫﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﱪآل عمران :16. والتوسل نوعان؛ توسل مشروع وهو ما دل الدليل على جوازه . وتوسل ممنوع وهو التوسل البدعي الذي لا دليل على مشروعيته
انظر : مجموع الفتاوى لابن تيمية، 1/247، جامع الأصول لابن الأثير، 9/380، مواهب الجليل للحطاب، 3/265

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى التوسل .
  • أن يعرف فضل التوسل المشروع .
  • أن يعرف أنواع التوسل .
  • أن يذكر بعضا فوائد التوسل .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن التوسل
  • (اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدلٌ في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي)

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة :
المادة الأساسية
  • (التوسل ): الوسيلة التّوصّل إلى الشّيء برغبة، وهي أخصّ من الوصيلة لتضمّنها معنى الرّغبة، وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحرّي مكارم الشّريعة .فالوسيلة المشروعة : الّتي أمر الله أن تبتغى إليه، وأخبر عن ملائكته وأنبيائه أنّهم يبتغونها إليه : هي ما يتقرّب به إليه من الواجبات والمستحبّات .
    (أقسام التوسل وأحكامه ):القسم الأول : قسم صحيح، وهو التوسل بالوسيلة الصحيحة الموصلة إلى المطلوب؛ وهو على أنواع نذكر منها :النوع الأول : التوسل بأسماء الله تعالى؛ وذلك على وجهين :الوجه الأول : أن يكون ذلك على سبيل العموم؛ ومثاله ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دعاء الهم والغم قال : (اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ..
    الحديث ) [أحمد 3712] ؛ فهنا توسل بأسماء الله تعالى على سبيل العموم (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك )الوجه الثاني : أن يكون ذلك على سبيل الخصوص بأن يتوسل الإنسان باسم خاص لحاجة خاصة تناسب هذا الاسم، مثل ما جاء في حديث أبي بكر رضي الله عنه حيث طلب من النبي ﷺ دعاءً يدعو به في صلاته، فقال : (قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) [البخاري 834] فطلب المغفرة والرحمة وتوسل إلى الله تعالى باسمين من أسمائه مناسبين للمطلوب وهما "الغفور " و "الرحيم ". وهذا النوع من التوسل داخل في قوله تعالى : ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ﴾ [سورة الأعراف 180] فإن الدعاء هنا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة .
    النوع الثاني : التوسل إلى الله تعالى بصفاته، وهو أيضًا كالتوسل بأسمائه على وجهين :الوجه الأول : أن يكون عامًا كأن تقول : (اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا ) ثم تذكر مطلوبك .
    الوجه الثاني : أن يكون خاصًا، كأن تتوسل إلى الله تعالى بصفة معينة خاصة لمطلوب خاص، مثل ما جاء في الحديث : (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي ) [ البخاري 5671] فهنا توسل لله تعالى بصفة "العلم " و "القدرة " وهما مناسبتان للمطلوب . ومن ذلك أن يتوسل بصفة فعلية مثل : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .
    النوع الثالث : أن يتوسل الإنسان إلى الله عز وجل بالإيمان به، وبرسوله ﷺ فيقول : (اللهم إني آمنت بك، وبرسولك فاغفر لي أو وفقني )، أو يقول : "اللهم بإيماني بك وبرسولك أسألك كذا وكذا "، ومنه قوله تعالى : {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب .
    الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم } [سورة آل عمران 190-191] إلى قوله : ﴿ربنا إننا سمعنا مناديًا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ﴾ [سورة آل عمران 192-193] فتوسلوا إلى الله تعالى بالإيمان به أن يغفر لهم الذنوب، ويكفر عنهم السيئات، ويتوفاهم مع الأبرار .
    النوع الرابع : أن يتوسل إلى الله  بالعمل الصالح؛ ومنه قصة النفر الثلاثة الذين أووا إلى غار ليبيتوا فيه، فانطبق عليهم الغار بصخرة لا يستطيعون زحزحتها، فتوسل كل منهم إلى الله بعمل صالح فعله؛ فأحدهم توسل إلى الله تعالى ببره بوالديه؛ والثاني بعفته التامة؛ والثالث بوفائه لأجيره، قال كل منهم : (اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة ) [البخاري 2272]، فهذا توسل إلى الله بالعمل الصالح .
    النوع الخامس : أن يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله يعني أن الداعي يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله وما هو عليه من الحاجة، ومنه قول موسى عليه السلام : ﴿رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير ﴾ القصص : 24] يتوسل إلى الله تعالى بذكر حاله أن ينزل إليه الخير .
    ويقرب من ذلك قول زكريا عليه السلام : ﴿رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبًا ولم أكن بدعائك ربِ شقيًا ﴾ [مريم : 4] فهذه أنواع من التوسل كلها جائزة؛ لأنها أسباب صالحة لحصول المقصود بالتوسل بها .
    النوع السادس : التوسل إلى الله  بدعاء الرجل الصالح الذي ترجى إجابته، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسألون النبي ﷺ أن يدعو الله عز وجل لهم بدعاءٍ عام، ودعاءٍ خاص؛ ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن رجلًا دخل يوم الجمعة والنبي ﷺ يخطب فقال : يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي ﷺيديه وقال : (اللهم أغثنا ) ثلاث مرات، فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته، وبقي المطر أسبوعًا كاملًا .
    وفي الجمعة الأخرى جاء ذلك الرجل أو غيره والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال : يا رسول الله، غرق المال، وتهدم البناء فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي ﷺ يديه وقال : (اللهم حوالينا ولا علينا ) فما يشير إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، حتى خرج الناس يمشون في الشمس .
    ) [النسائي 1514]القسم الثاني : التوسل غير الصحيح وهو : أن يتوسل الإنسان إلى الله  بما ليس بوسيلة، أي بما لم يثبت في الشرع أنه وسيلة؛ لأن التوسل بمثل ذلك من اللغو، والباطل المخالف للمعقول، والمنقول؛ ومن ذلك : أن يتوسل الإنسان إلى الله تعالى بدعاء ميت : يطلب من هذا الميت أن يدعو الله له؛ لأن هذا ليس وسيلة شرعية صحيحة؛ بل من سفه الإنسان أن يطلب من الميت أن يدعو الله له؛ لأن الميت إذا مات انقطع عمله، ولا يمكن لأحد أن يدعو لأحد بعد موته، حتى النبي ﷺ لا يمكن أن يدعو لأحد بعد موته؛ ولهذا لم يتوسل الصحابة رضي الله عنهم إلى الله بطلب الدعاء من رسوله ﷺ بعد موته؛ فإن الناس لما أصابهم الجدب في عهد عمر رضي الله عنه قال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فقام العباس رضي الله عنه فدعا الله تعالى .
    أن يتوسل الإنسان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن جاه الرسول ﷺ ليس مفيدًا بالنسبة إلى الداعي؛ لأنه لا يفيد إلا الرسول ﷺ ؛ فما فائدتك أنت من كون الرسول ﷺ له جاه عند الله ؟ ! وإذا أردت تتوسل إلى الله على وجه صحيح فقل : اللهم بإيماني بك وبرسولك،أو بمحبتي لرسولك، وما أشبه ذلك؛ فإن هذا الوسيلة الصحيحة النافعة .(من فوائد التوسل المشروع ):أنه دليل قوّة إيمان الإنسان وحسن ظنّه بربّه .أنه من أعظم أسبابه العمل الصالح من الشخص المتوسّل نفسه .أنه دليل خضوع الإنسان وتذلله لربّه الرّحمن .قرب استجابة الله  لعباده وتفريجه كرباتهم .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نعرف أنواع التوسل معرفة صحيحة، فنحرص على المشروع، ونحذر من الممنوع .
  • أن نحرص على العمل الصالح في السراء؛ لنتوسل إلى الله له في الضراء .
  • أن ننشر في الناس التوسل المشروع، ونحذرهم من التوسل الممنوع .

المحتوى الدعوي: