حق الجار

مصطلحات ذات علاقة:


حَقُّ الْجَار


أن تبسط إلى الجار معروفك، وتكف عنه أذاك .
انظر : الأدب المفرد للبخاري، ص : 50، الآداب الشرعية لابن مفلح، 2/18، جامع العلوم والحكم، 17/16
تعريفات أخرى :

  • امتثال الوصيّة بالجار بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطّاقة . وفي ذلك قوله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : "جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِدَارِ الْجَارِ، أَوِ الْأَرْضِ ." ابن أبي داود :3517

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى الجار .
  • أن يعرف حق الجار .
  • أن يعرف فوائد مراعاة حق الجار .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن حق الجار
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصْمُت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم جارَه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضَيْفَه». شرح وترجمة الحديث
  • عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «خيرُ الأصحابِ عند الله تعالى خيرُهم لصاحبه، وخيرُ الجيرانِ عند الله تعالى خيرُهم لجاره». شرح وترجمة الحديث
  • ما من رجل يموت فيشهد له رجلان من جيرانه الأدنين فيقولان : اللهم إنه لا نعلم إلا خيرا ، إلا قبل الله شهادتهما وغفر له ما لا يعلمون

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة :
المادة الأساسية
  • (حق الجار ): امتثال الوصيّة بالجار بإيصال ضروب الإحسان إليه بحسب الطّاقة . كالهديّة، والسّلام وطلاقة الوجه عند لقائه، وتفقّد حاله، ومعاونته فيما احتاج إليه، إلى غير ذلك . وكفّ أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسّيّة كانت أو معنويّة .
    قال الله تعالى : ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً ﴾ [النساء 36]وعن ابن عمررضي الله عنهم قال : قال رسول الله ﷺ : (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتّى ظننت أنّه سيورّثه ).
    [البخاري 6015](أهمية الجوار في الإسلام ): يدل على ذلك ما يلي :أولا : وصية الله عز وجل ورسولِه، فقد أمر الله بالإحسان إلى الجار في نسق عشرة أوامر في كتابه، فقال تعالى : ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ [النساء : 36].
    ثانيا : أن إساءة الجوار من عادات الجاهلية التي بعث الله نبيه لتغييرها، ويتضح هذا من جواب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي حين سأله عن هذا الدين الجديد، فقال له جعفر : (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّة، نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ؛ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَام ) [أحمد 1740]ثالثًا : أن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب للتفاضل بين الناس، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم قال : قال رسول الله ﷺ : (خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) [الترمذي 1944]رابعًا : أن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب لمغفرة الذنوب، عن أنس بن مالك، أن رسول الله قال : ( ما من مسلمٍ يموتُ فيشهدُ لهُ ثلاثةٌ من جيرانِهِ الْأَدْنَيْنَ أنَّهم لا يعلمونَ منهُ إلا خيرًا إلا قال اللهُ تعالى : قد قَبِلْتُ قولكم وغفرتُ لهُ ما لا تعلمونَ ) [أحمد 13541] خامسًا : أن الإحسان إلى الجار والقيام بحقه سبب للثناء والمدح في الدنيا، وعكسه موجب للذم والعقوبة .
    سادسًا : ومما يدل على أهمية حق الجار أن الله عظَّم الخطيئة في حق الجار، فعن الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ : (مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا؟ قَالُوا : حَرَّمَهُ اللَّهُ وَرَسُولُه، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ : لأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرَةِ نِسْوَةٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ، قَالَ : فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي السَّرِقَةِ؟ قَالُوا : حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَهِيَ حَرَامٌ، قَالَ : لأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ جَارِهِ ) [أخرجه أحمد ] سابعًا : أن الجار الصالح من أسباب سعادة العبد، وعكسه من أسباب شقائه، فعن سلمان قال رسول الله ﷺ : (أربع من السعادة : المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيء، وأربع من الشقاء : الجار السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء، والمسكن الضيق ) [ابن حبان 4032] (من حقوق الجار ):أولًا : كف الأذى عنه، وهذا الحق واجب على المسلمين، فلا يجوز لهم بحال إيذاء أحد من الناس ما دام مسالما .ثانيا : الإهداء إليه وبذل المعروف، فكم من هدية أوقعت في قلب المهدى إليه أثرا عظيما، فهي تقرب النفوس وتزيل الأحقاد وتبرهن على صدق المودة وعظيم المحبة .
    ثالثا : محبّة الخير له كما يحبها العبد لنفسه وعدم حسده، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ أَوْ قَالَ : لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) [أخرجه مسلم ]رابعا : مساعدته ماديًا فيما يحتاج إليه، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ : (لا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ »، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ للناس لما رأى من تقصيرهم في حقوق جيرانهم : مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟ ! وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ ) [رواه مسلم ](من فوائد حق الجار ):حفظ حقّ الجّار من كمال الإيمان وحسن الإسلام .تعظيم حقّ الجار .حسن العلاقة بين الجيران ترضي الله  وتسخط الشّيطان وسوءها يسخط الله  ويرضي الشّيطان .اسم الجار يشمل عموم أنواع المجتمع فإذا حسنت العلاقة بين الجيران وسادهم الحبّ والوئام سعد المجتمع كلّه .إنّ جار الخير يعود خيره عليه وعلى جيرانه وجار السّوء يعود سوءه عليه وحده .المكافأة على الإحسان بأحسن منه .حسن الجوار ليس بكفّ أذاك عن جيرانك بل بتحمّل أذاهم وقضاء حوائجهم وكشف كربهم .الملكان المجاوران لك أشدّ الجيران قربا فاحفظ حقّهما فلا يريا منك إلّا خيرا .حسن الجوار باب من أبواب الجنّة وسوءه باب من أبواب النّار .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر الأجر العظيم لمراعاة هذا الحق العظيم .
  • أن نستشعر عظمة هذا الحق ونهتم به أشد الاهتمام .
  • نستشعر الوصية العظيمة بالجار، فنحفظ حقه، ونراعي أمره .

المحتوى الدعوي: