الرجاء

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى الرجاء
  • أن يعرف آداب الرجاء
  • أن يعرف فوائد الرجاء

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الرجاء
  • (أن النبي ﷺ دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك؟ قال : والله يا رسول الله، إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن، إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف )
  • أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ ﷺ، يستفتيه، وهي تسمع من وراء الباب، فقال : يا رسول الله تدركني الصّلاة وأنا جنب أفأصوم؟ . فقال رسول الله ﷺ : (وأنا تدركني الصّلاة وأنا جنب فأصوم ) . فقال : لست مثلنا يا رسول الله . قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر . فقال : (والله إنّي لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتّقي ). 

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة :
المادة الأساسية
  • (الرجاء ): هو الاستبشار بجود وفضل الرّبّ تبارك وتعالى والارتياح لمطالعة كرمه، وهو الثقة بجود الله تعالى . (الفرق بين الرجاء والتمني ): أنّ التّمنّي يصاحبه الكسل، ولا يسلك صاحبه طريق الجدّ، والرّجاء على الضّدّ من ذلك .
     (حقيقة الرجاء، ومنزلته ): قال ابن القيّم - رحمه الله -: الرّجاء هو عبوديّة، وتعلّق بالله من حيث اسمه : البرّ المحسن فذلك التّعلّق والتّعبّد بهذا الاسم، والمعرفة بالله : هو الّذي أوجب للعبد الرّجاء من حيث يدري ومن حيث لا يدري .
    فقوّة الرّجاء على حسب قوّة المعرفة بالله وأسمائه وصفاته، وغلبة رحمته غضبه ولولا روح الرّجاء لعطّلت عبوديّة القلب والجوارح، وهدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا . بل لولا روح الرّجاء لما تحرّكت الجوارح بالطّاعة . ولولا ريحه الطّيّبة لما جرت سفن الأعمال في بحر الإرادات .
     قال الله تعالى :  ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[البقرة 218]وعن أنس رضي الله عنه أنّ النّبيّ ﷺ دخل على شابّ وهو في الموت فقال : (كيف تجدك؟ ) .
     قال : والله يا رسول الله إنّي أرجو الله وإنّي أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : (لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلّا أعطاه الله ما يرجو وآمنه ممّا يخاف ).
     [الترمذي 983] المثل التطبيقي من حياة النبي ﷺ في (الرجاء ): عن عائشة رضي الله عنها أنّ رجلا جاء إلى النّبيّ ﷺ، يستفتيه، وهي تسمع من وراء الباب، فقال : يا رسول الله تدركني الصّلاة وأنا جنب أفأصوم؟ . فقال رسول الله ﷺ : (وأنا تدركني الصّلاة وأنا جنب فأصوم ) . فقال : لست مثلنا يا رسول الله . قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر . فقال : (والله إنّي لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتّقي ).
     [مسلم 1110] (من فوائد الرجاء ): إظهار العبوديّة والفاقة والحاجة إلى ما يرجوه العبد من ربّه، ويترقّبه من إحسانه، وأنّه لا يستغنى عن فضله وإحسانه طرفة عين . أنّه سبحانه يحبّ من عباده أن يؤمّلوه ويرجوه، ويسألوه من فضله .
     أنّ الرّجاء حاد يحدو بالعبد في سيره إلى الله، ويطيّب له المسير، فلولا الرّجاء لما سار أحد، فإنّ الخوف وحده لا يحرّك العبد، وإنّما يحرّكه الحبّ ويزعجه الخوف ويحدوه الرّجاء .
     أنّ الرّجاء يطرحه على عتبة المحبّة، ويلقيه في دهليزها، فإنّه كلّما اشتدّ رجاؤه، وحصل له ما يرجوه، ازداد حبّا لله تعالى وشكرا له، ورضي به وعنه .
     أنّه يبعث العبد على أعلى المقامات، وهو مقام الشّكر، الّذي هو خلاصة العبوديّة، فإنّه إذا حصل له مرجوّة كان أدعى لشكره .
      أنّه يوجب للعبد المزيد من معرفة الله وأسمائه ومعانيها، والتّعلّق به، فإنّ الرّاجي متعلّق بأسمائه الحسنى، متعبّد بها، داع بها .
     أنّ الرّجاء مستلزم للخوف، والخوف مستلزم للرّجاء، فكلّ راج خائف، وكلّ خائف راج، ولأجل هذا حسن وقوع الرّجاء في موضع يحسن فيه وقوع الخوف .
     أنّ العبد إذا تعلّق قلبه برجاء ربّه فأعطاه ما رجاه؛ كان ذلك ألطف موقعا وأحلى عند العبد وأبلغ من حصول ما لم يرجه، وهذا أحد الأسباب والحكم في جعل المؤمنين بين الرّجاء والخوف في هذه الدّار، فعلى قدر رجائهم وخوفهم يكون فرحهم في القيامة بحصول مرجوّهم واندفاع مخاوفهم .
     أنّ الله سبحانه وتعالى يريد من عبده تكميل مراتب عبوديّته، من الذّلّ والانكسار والتّوكّل والاستعانة، والخوف، والرّجاء، والصّبر والشّكر، والرّضى والإنابة، وغيرها .
     ولهذا قدّر عليه الذّنب وابتلاه به لتكمل مراتب عبوديّته بالتّوبة الّتي هي من أحسن عبوديّات عبده إليه، فكذلك تكميلها بالرّجاء والخوف .
      أنّ في الرّجاء من الانتظار والتّرقّب والتّوقّع لفضل الله ما يوجب تعلّق القلب بذكره، ودوام الالتفات إليه بملاحظة أسمائه وصفاته . 
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر هذه المنزلة من أعظم الطاعات وأجل القربات .  
  • أن نستشعر أن الله  لا يخيب من رجاه ودعاه، وأحسن به الظن
  • أن نستشعر أن الرجاء سبيل للفوز بالجنة، والنجاة من النار .  
  • أن نستشعر أن فيها إظهار العبودية والذل لله  وهذا مما يحبه الله .  

المحتوى الدعوي: