عشر ذي الحجة

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرف على الطاعات الواردة في عشر ذي الحجة .
  • أن يتعرف على فضل أيام عشر ذي الحجة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن عشر ذي الحجة
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله -عز وجل-» شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي بكرة -ضي الله عنه- مرفوعاً: «إِنَّ الزمانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ: السنةُ اثنا عَشَرَ شَهْرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ: ثلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحَجَّةِ، والمحرمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بين جُمَادَى وشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قلنا: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، فسكتَ حتى ظننا أنه سَيُسَمِّيهِ بغير اسمه، قال: «أَلَيْسَ ذَا الحَجَّةِ؟» قُلْنَا: بَلَى. قال: «فأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قلنا: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، فسكتَ حتى ظننا أنه سُيَسَمِّيهِ بغير اسمه. قال: «أَلَيْسَ البَلْدَةَ؟» قلنا: بلى. قال: «فأَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قُلْنَا: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ، فسكتَ حتى ظَنَنَّا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: «أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟» قلنا: بَلَى. قال: «فَإِّنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ وأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَونَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ، أَلَا فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُم رِقَابَ بَعْضٍ، أَلَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أَنْ يكونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ»، ثُمَّ قال: «أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟» قلنا: نعم. قال: «اللَّهُمَّ اشْهَدْ». شرح وترجمة الحديث
  • عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يَرْجِعْ من ذلك بشيء» شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قال الله -عز وجل-: كلُّ عَمَل ابن آدَم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجْزِي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدِكُم فلا يَرْفُثْ ولا يَصْخَبْ فإن سَابَّهُ أحَدٌ أو قَاتَلَهُ فليَقل: إنِّي صائم، والذي نفس محمد بيده لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِم أطيب عند الله من رِيحِ المِسْكِ، للصائم فرحتان يَفْرَحُهُمَا: إذا أفطر فَرِح بفطره، وإذا لَقِي ربَّه فَرِح بِصَوْمه». وهذا لفظ رواية البخاري. وفي رواية له: «يَتْرُك طَعَامه، وشَرَابه، وشَهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أَجْزِي به، والحسنة بعشر أمثالها». وفي رواية لمسلم: «كلُّ عَمَل ابن آدم يُضَاعَف، الحَسَنة بِعَشر أمْثَالها إلى سَبْعِمِئَة ضِعْف، قال الله تعالى: إلا الصَّوم فإنه لي وأنا أجْزِي به؛ يَدَع شَهَوته وطَعَامه من أجلي، للصائم فرحتان: فَرْحَة عند فِطْره، وفَرْحَة عند لقِاء ربِّه، ولَخُلُوف فيه أطْيَب عند الله من رِيحِ المِسْكِ». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ اللهَ قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصر به، ويدَه التي يبطش بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعلُه تردُّدي عن نفس المؤمن، يكره الموتَ وأنا أكره مساءتَه». شرح وترجمة الحديث
  • عن محمد بن مسلمة الأنصاري أن رسول الله ﷺ قال : «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا »
  • عن عبد الله بن قرط قال ﷺ «أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر »
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام » يعني أيام العشر ـ قالوا : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء »
  • عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنت عند رسول الله ﷺ قال : فذكرت له الأعمال فقال : «ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر » قالوا : يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره . فقال : «ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه »
  • عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت : «كان رسول الله ﷺ يصوم تسع ذي الحجة »
  • عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال : «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد »

نقولات عن المفردة


اقتباسات عن عشر ذي الحجة
والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • روى الطبراني في المعجم الكبير أن رسول الله ﷺ قال : «إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا له، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا » [المعجم الكبير : 2398]
المادة الأساسية
  • (عشر ذي الحجة ):(فضل عشر ذي الحجة ):1/ أن الله تعالى أقسم بها : وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عِظَم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ﴿وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين من السلف والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره : وهو الصحيح .
    2/ أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره : قال تعالى : ﴿وَيَذْكُرُوا اسْم اللَّه فِي أَيَّام مَعْلُومَات عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَة الْأَنْعَام﴾ [الحج : 28] وجمهور العلماء -ومنهم ابن عمر وابن عباس - على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة .
    3/ أن رسول الله ﷺ شهد لها بأنها أفضل أيام الدنيا : فعن جابر رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال : «أفضل أيام الدنيا أيام العشر » -يعني عشر ذي الحجة -ـ قيل : ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب » [رواه البزار وابن حبان، وصححه الألباني في صحيح الترغيب : 1150].
    4/ أن فيها يوم عرفة : وهو التاسع من ذي الحجة، ويوم عرفة يوم الحج الأكبر -على قول عمر بن الخطاب، وابن الزبير، وأبي جحيفة، وطاوس، وعطاء، كما في زاد المسير - ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلًا !5/ أن فيها يوم النحر :وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال ﷺ «أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر » [سنن أبي داوود : 1765، وصححه الألباني في صحيح الجامع : 1064] ويوم النحر اليوم العاشر من ذي الحجة ويوم القر ما بعده .
    6/ اجتماع أمهات العبادة فيها :قال ابن حجر : (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره ) [فتح الباري بشرح صحيح البخاري : 2/534].
    (بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟ ) حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور :1/ التوبة الصادقة : فعلى المسلم أن يستقبلها بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى : ﴿وَتُوبُوا إلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيٌّهَا الـمُؤمِنُونَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ﴾ [النور : 31].
    ومن ذا الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط؟ !2/ العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام : فينبغي للمسلم أن يحرص حرصًا شديدًا على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، والدعوة إلى الله تعالى .
    3/ البعد عن المعاصي : فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته،(فضل العمل في عشر ذي الحجة ):عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله ﷺ : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام » يعني أيام العشر ـ قالوا : يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء » [سنن أبي داوود : 2438].
    وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنت عند رسول الله ﷺ قال : فذكرت له الأعمال فقال : «ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر » قالوا : يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره . فقال : «ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه » [مسند أحمد : 6559].
    فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده .
    ودل الحديثان أيضًا على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها .
    (من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة ):1/ أداء مناسك الحج والعمرة : وهما أفضل ما يُعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي ﷺ : «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » [متفق عليه، صحيح البخاري : 1773، صحيح مسلم : 1349].والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي ﷺ، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات .
    2/ الصيام :وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي : «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به » [متفق عليه، صحيح البخاري : 5927، صحيح مسلم : 1151]. ولحديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ﷺ قالت : «كان رسول الله ﷺ يصوم تسع ذي الحجة » [سنن أبي داوود : 2437].
    وقد خص النبي ﷺ صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال : «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والتي بعده » [صحيح مسلم : 1162] ويستحب صومه لغير الحاج .وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي ﷺ حث على العمل الصالح فيها . وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال : صيامها مستحب استحبابًا شديدًا .
    3/ الصلاة :وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلًا، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي ﷺ فيما يرويه عن ربه : «وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه » [صحيح البخاري : 6502]4/ التكبير والتحميد والتهليل والذكر : فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال : «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد » [مسند أحمد : 5446].وقال البخاري : كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها . وقال : وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعًا .
    ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي ﷺ ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده، فإن حصل توافق بين المُكبِّرين عن غير قصد فلا بأس .
    5/ الصدقة : وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [البقرة :254]، وقال ﷺ «ما نقصت صدقة من مال » [صحيح مسلم : 2588].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر أن هذه العشر خصها الله بفضائل ليست في غيرها .
  • أن نغتنم هذه العشر، ونتقرب فيها إلى الله بالإكثار من العمل الصالح .
  • أن نستشعر فضل الله، وعظيم أجره؛ إذ يثيب على العمل القليل الثواب الكثير .

المحتوى الدعوي: