هارون الرشيد –رحمه الله -

أهداف المحتوى:


  • التعرف على خلافته، وانتشار الإسلام وتوسعه فيها .
  • التعرف على عبادته، وزهده، وورعه .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • (هارون الرشيد– رحمه الله -):
المادة الأساسية
  • (هارون الرشيد - رحمه الله -) هو : هارون بن المهدي محمد بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي العباسي كنيته : أبو جعفر .
    مولده ونشأته : ولد بالري حين كان أبوه أميرا عليها وعلى خراسان في سنة ثمان وأربعين ومائة وأمه أم ولد تسمى الخيزران وهى أم الهادي، عرف بالشجاعة والقوة، وقاد الحملات في عهد أبيه، ولم يتجاوز العشرين ! توليه الخلافة : تولى هارون الرشيد الخلافة بعهد معقود له بعد الهادي من أبيهما المهدي وذلك في ليلة السبت السادس عشر من ربيع الأول سنة سبعين ومائة بعد الهادي حتى جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين بعد المائة الهجرية، وكان عمره آنذاك 25 سنة .
    عبادته : ذكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : "وحكى بعض أصحابه أنه كان يصلي في كل يوم مئة ركعة إلى أن فارق الدنيا، إلا أن يعرض له علة، وكان يتصدق في كل يوم من صلب ماله بألف درهم، وكان إذا حج أحج معه مئة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج في كل سنة ثلاثمائة رجل بالنفقة السابغة والكسوة الظاهرة ". كان غزير الدمع إذا سمع موعظة .
    توقيره للعلماء : كان الرشيد يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام، وقال القاضي الفاضل في بعض رسائله ما أعلم أن لملك رحلة قط في طلب العلم إلا للرشيد فإنه رحل بولديه الأمين والمأمون لسماع الموطأ على مالك رحمه الله . ولما بلغه موت عبد الله بن المبارك حزن عليه وجلس للعزاء فعزاه الأكابر . قال أبو معاوية الضرير : ما ذكرت النبي ﷺ بين يدي الرشيد إلا قال : صلى الله على سيدي . ورويت له حديثه "وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل " فبكى حتى انتحب . وأخرج ابن عساكر عن ابن علية قال : أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق : لم تضرب عنقي؟ قال له : أريح العباد منك .
    قال : فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلها ما فيها حرف نطق به ! قال : فأين أنت يا عدو الله من أبى إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا .
    وكان العلماء يبادلونه التقدير، روي عن الفضيل بن عياض أنه قال : ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره، قال : فكبر ذلك علينا فلما مات هارون وظهرت الفتن وكان من المأمون ما حمل الناس على القول بخلق القرآن، قلنا : الشيخ كان أعلم بما تكلم .
    وفاته - رحمه الله -: ظل عهده مزاوجة بين جهاد وحج، حتى إذا جاء عام (192 هـ = 808م ) فخرج إلى “خراسان” لإخماد بعض الفتن والثورات التي اشتعلت ضد الدولة، فلما بلغ مدينة “طوس” اشتدت به العلة، وتُوفي في (3 من جمادى الآخر 193هـ = 4 من إبريل 809م ) بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، عدت العصر الذهبي للدولة العباسية . قَالَ عند وفاته : احفروا لي قبرا . فحفروا له في ذلك البستان . فَقَالَ : احملوني أنظر إِلَيْهِ . فحمل فنظر إليه، فجعل يَقُولُ : أغثني أغثني، وارحم عبرتي . ثم قَالَ : قربوني قليلا . فقربوه، فنظر في القبر فقال : وسعوا عند الصدر قليلا . ففعلوا، وهو ينظر، وأنزل قوما فختموا فيه القرآن، وقَالَ : مدوا موضع الرجلين . ففعلوا، وهو في محفة على شفير القبر، ثم شخص ببصره إلى السماء وقال : يا من لا يموت، ارحم من يموت، يا من لا يزول ملكه، ارحم من قد زال ملكه . ثم بكى بكاء شديدا، وأنشد : أنا ميت وعز من لا يموت ... قد تيقنت أنني سأموت ليس ملك يزيله الموت ملكا ... إنما الملك ملك من لا يموت وتوفي وفي بيت المال تسعمائة ألف ألف ونيف . وذكر بعض المؤرخين أنه خلف ما لم يخلفه أحد من الملوك من العين والورق والجوهر والدواب والأثاث، ما بلغ قيمته سوى قيمة الضياع : مائة ألف ألف دينار . ورثاه أبو الشيص فَقَالَ : غربت في الشرق شمس ... فلها العينان تدمع ما رأينا قط شمسا ...
    غربت من حيث تطلعرحم الله الإمام هارون الرشيد رحمة واسعة، وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقًا .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نعرف لهارون الرشيد– رحمه الله - مكانته في الإسلام، وفضله .
  • نعرف له فضله في الجهاد، ونشر الإسلام , واتساع رقعة العالم الإسلامي في عهده .
  • نترحم عليه، وندعو الله أن يجزيه عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا .
  • نعرف لهارون الرشيد– رحمه الله - مكانته في الإسلام، وفضله .