التجسس

أهداف المحتوى:


  • أن يدرك خطورة التجسس .
  • أن يتعرف على العقوبة والآثار المترتبة على التجسس .
  • أن يعدِّد مضار التجسس .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن التجسس
  • عن معاوية -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إنك إن اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ المسلمين أفْسَدْتَهُم، أو كِدْتَ أن تُفْسِدَهُم». شرح وترجمة الحديث
  • عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: أنه أُتِي برجُل فقيل له: هذا فُلان تَقْطُر لحيته خَمْرًا، فقال: إنا قد نُهِيْنَا عن التَّجَسُّسِ، ولكن إن يَظهر لنا شَيْءٌ، نَأخُذ به. شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • (التجسس ) مرض عضال يصيب المجتمعات في مقاتلها، داء انتشر في الناس كالنار في الهشيم . فثمة أناس لا همّ لهم ولا شغل لهم إلا تتبع عورات الناس، وتصيّد زلاتهم، وعَدّ هفواتهم، يتفننون في التجسس وفضح الآخرين، والفرح بانكشاف ما ستروه، والمسارعة في إبداء ما أخفوه، لا لمصلحة تتحقق، ولا لمفسدة تتقى، وإنما لغرض الفضيحة وكشف الأسرار وإبداء العيوب والأخطاء، إما بدافع الفضول وحب الاستطلاع، أو بدافع الحسد وإرادة الانتقام، أو طمعا في حطام الدنيا الزائل .
المادة الأساسية
  • (تعريف التجسس ): التّفتيش عن بواطن الأمور، والسؤال عن العورات، وتتبع عيوب الغير . وهو : تتبع عورات الناس وهم في خلواتهم، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون . وإما بالاطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفونه عن أعين الناس دون إذن منهم .
    (حكم التجسس ): محرم، وكبيرة من كبائر الذنوب، قال الله عز وجل : ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ .
    [الأحزاب : 58] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ».
    [رواه البخاري ] عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من اتبع عوراتهم يتَبّع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ».
    [رواه أبو داود ] (آثار التجسس ومخاطره ): 1/ صورة من صور ضعف الإيمان وضعف التدين وقلة المراقبة، وهو من الجانب الأخلاقي والسلوكي يدل على دناءة النفس وخستها، وضعف همتها، وانشغالها بالتافه من الأمور عن معاليها وغاياتها .
    2/ سبيل إلى قطع الصلات وتقويض العلاقات، وظهور العداء بين الأحبة والأصحاب، وبث الفرقة بين الإخوان، فقد يرى المتجسِّسُ من المتجَسَّسِ عليه ما يُسوءه فتنشأ عنه العداوة والحقد والكراهية والبغضاء، ويدخل صدرَه الحرجُ والتخوف بسبب فقده للثقة في صاحبه .
    3/ به تنهار القدوات، وتصغر في الأعين القامات، ويفقد الناس الثقة حتى في علمائهم وصلحائهم؛ فقد يكون الذي تتجسس عليه قدوة وأسوة في الخير والصلاح، لكنه بشر يعتريه ما يعتري البشر من التقصير والغفلة والإساءة والنسيان؛ فإذا رآه المتجسس على خطإ وأذاع أمره ونشر خبره سقط من أعين الناس وتلاشت بين الناس مكانته، فحُرِمُوا من خيره وصلاحه، ونصحه وتوجيهه . 4/ داءٌ ينغص العيش ويفسد الحياة؛ حين تصبح الحياة مليئة بالشكوك والتخوفات، فلا يأمن الإنسان على خصوصياته وأسراره من أن تنكشفَ وتظهرَ للناس . بل يعيش المرء في حالة من الشك الذي لا ينتهي، والقلق الدائم الذي لا ينقضي . فعن معاوية رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : «إنّك إن اتّبعتَ عوراتِ النّاس أفسدتهم، أو كدت أن تفسدهم ». فقال أبو الدرداء : «كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها ».
    [رواه ابن حبان ] 5/ سبيل إلى الكراهية والبغضاء، ودافع إلى العداوة والانتقام؛ فإذا علم شخص ما أنّ فلانا يتجسس عليه ويريد أن يهتك ستره ويفضح أمره، فربما سعى هو من جانبه إلى التجسس عليه وفضحه وهتك ستره . 6/ سبيل إلى إشاعة الفاحشة بين المسلمين وانتشار السوء بينهم؛ وذلك بما يحصل من نشر لما استتر من الفضائح، وإظهار لما خفي من السوءات . 7/ دليل بيّن واضح على سوء الطوية، وعن نفاق يعشش في قلب صاحبه، وأن صاحبه بعيد عن الإيمان وإن ادّعاه، بعيد عن التقوى وإن تزيا بلباسها . (صور التجسس ووسائله ): 1/ التجسس على بيوت الناس ومساكنهم . 2/ التنصّتُ على الناس والاستماع إليهم خفية، وقد جاء في ذلك الوعيد الشديد، فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «...ومن استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرّون منه، صبّ في أذنه الآنك يوم القيامة ...». والآنك : الرّصاص المذاب . [رواه البخاري ]3/ محاولة الاطلاع على ما يخفيه الناس عن غيرهم .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نجتنب هذا الخلق الدنيء، والصفة المذمومة .
  • نستحضر الخوف من غضب الله تعالى وعقابه .
  • نبتعد عن هذه الخلق السيء؛ لأنه يوغر الصدور، ويورث الفجور .
  • علينا إحسان الظن بالمسلمين .

المحتوى الدعوي: