الجدال

أهداف المحتوى:


  • أن يدرك حكم الجدال .
  • أن يذكر أنواع الجدل .
  • أن يعرف مظاهر وأسباب ودوافع الجدال .
  • أن يعدِّد مضار الجدل وعلاجه .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن الجدال
  • عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تُجادِلوا في القرآن؛ فإنَّ جِدالًا فيه كُفرٌ». شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- مرفوعاً: «أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة لمن ترك المِرَاءَ وإن كان مُحِقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حَسَّنَ خلقه» شرح وترجمة الحديث
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «لا تُمارِ أخاكَ, ولا تُمازِحْه, ولا تَعِدْهُ مَوعِدًا فَتُخْلِفَه». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (الجدال ):قصدُ إفحام الغير، وتعجيزه، وتنقيصه؛ بالقدح في كلامه، ونسبته إلى القصور والجهل فيه .
    (حكم الجدال والدليل ): الجدال والمراء في القرآن، وفي دين الله من كبائر الذنوب، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال : «لا تجادلوا في القرآن؛ فإن جدالًا فيه كفر ».
    [أخرجه البيهقي ] الجدال قد يكون بحق، وقد يكون بباطل، قال الله تعالى : ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [العنكبوت : 46]، وقال تعالى : ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل : 125]، وقال الله تعالى : ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [غافر : 4]، قال @: فإن كان الجدال للوقوف على الحق وتقريره، كان محمودًا، وإن كان في مدافعة الحق أو كان جدالًا بغير علم، كان مذمومًا، وعلى هذا التفصيل تنزل النصوصُ الواردة في إباحته وذمِّه . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَن جادل في خصومة بغيرِ علم، لم يزل في سخط حتى ينزع ».
    [أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت »] عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «ما ضلَّ قومٌ بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدال » [رواه الترمذي ]، ثم تلا : ﴿ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا ﴾ [الزخرف : 58].
    (أنواع الجدال ): نوعان : الأول : جدال ممدوح، وهو الجدال لتثبيت الحق ودحض الشبهات : من أنواع الجدال الجائز : الجدال لتثبيت الحق ودحض الشبهات ومنه جدال النبي صلى الله عليه وسلم لقومه لبيان سبيل الحق وكشف ما عندهم من الشبهات، قال الله تعالى : ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ .
    [النحل : 125] وهذا النوع من الجدال أحيانًا يكون واجبًا، وأحيانا يكون مستحبا، فيكون واجبا إذا أثيرت الشبهات في وجه الإسلام، فيكون بالتي هي أحسن كما أمر ربنا تبارك وتعالى .
    وقد يكون الجدال مستحبًا لدعوة غير المسلمين للإسلام، وذلك ببيان ما هم عليه من سوء الديانة وفساد المعتقد، وتحريف ما بين أيديهم من الكتاب إذا كانوا أهل كتاب، مع بيان دين الله تعالى وذلك أيضاً لا يكون إلا بالتي هي أحسن كما أمر ربنا تبارك وتعالى .
    قال الله تعالى : ﴿ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزلَ إِلَيْنَا وَأُنزلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ ﴾ .
    [العنكبوت : 46] النوع الثاني : الجدال المذموم : وينقسم إلى أقسام كثيرة فمنها ما هو كفر بالله تعالى، ومنها ما يوجب النار عياذًا بالله تعالى، ومنها ما هو علامة على الضلال، ومنها ما يورث العداوة ويقطع المودة، ومنها ما يولد الكبر في قلب صاحبه . (مظاهر الجدال ): 1/ الطعن في كلام الغير بدون حجج قوية يستند إليها، بحيث تدفع حجج الطرف الآخر . 2/ الخروج عن سياق الحوار إلى محاور بعيدة عن المقصد الذي من أجله أُقِيمَ النقاش . 3/ التنقُّص في ألفاظ المتحدِّث؛ لضعفٍ في لُغته أو إملائه أو معناه، أو التشكيك في قصده، واتهامه بقصدٍ آخرَ غير وارد . 4/ ارتفاع الصوت وإظهار الكبرياء، واشتداد الخصومة عند بيان عوار المجادل والمماري .
    (أسباب ودوافع الجدال ): 1/ التربية الخاطئة من قِبل الشيخ والمربِّي على الجدال تلقيًا؛ كتعلم فنِّ الجدل والمناظرة قبل أوانه، أو اقتداءً وتقليدًا؛ كرؤية وتتبُّع سلوكه في خطابه ومناظراته . 2/ ضحالة التحصيل العلمي والمعرفي، وضعف الرسوخ في أصول ونصوص الكتاب والسُّنة . 3/ الكِبر والغرور، فلا تسمح له نفسُه بالإذعان للحق الذي عرَفه واتضح له . 4/ إعجاب المرء بنفسه وبما حصله من علوم ومعارفَ، وغرورُه بالمكانة الوهمية التي تحصل عليها . 5/ الجهل بالذات وقدرها، وبالآخرين ومكانتهم، فينظر إليهم أنهم جهلة لا يعلمون شيئًا .
    6/ حب الانتصار والانتقام من الآخرين حسدًا وحقدًا عليهم، وقد كان الشافعيُّ رحمه الله يقول : «ما كلَّمتُ أحدًا قطُّ إلا أحببت أن يُوفَّق ويُسدَّد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ، وما كلمت أحدًا قطُّ إلا ولم أبالِ بيَّن الله الحقَّ على لساني أو لسانِه ». 7/  فراغ القلب مِن تقوى الله ومعرفته، وبالتالي يحصل التشويش على الحق والصواب . 8/  الغفلة عن العواقب المترتبة على الجدال والمراء . (آثار ومضار الجدال ): 1/ حرمان الأجر العظيم والثواب الجزيل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : «أنا زعيم ببيتٍ في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان محقًّا ». [رواه أبو داود ] 2/ حصول بُغْض الناس وكراهيتهم للمجادل، فيتحاشونه خشيةَ أن يؤذيهم بجداله . 3/ حرمان الوصول إلى الحق ومعرفة الصواب، وغياب السعادة المترتبة على هذا الوصول . 4/ الاستمرار فيه يؤدي إلى التمادي في الباطل، والتمسُّكِ بالخطأ . 5/ المراء يُفسد الصداقةَ القديمة، ويحُلُّ العقدةَ الوثيقة، وأقلُّ ما فيه أن تكون به المغالبة، والمغالبة أمتن أسبابِ القطيعة . 6/ المراء يُغلِق باب الحوار ويُلغيه؛ لأنه يدفع طرفي الحوار إلى تصوُّرِ الحوار كمباراة لا تكون نتيجتها إلا قاتلًا أو مقتولًا . (العلاج ): 1/ القيام بواجب النصيحة، والتحلي بآدابها؛ بحيث تؤتي ثمارَها في توجيه المُناظر إلى الجدال بالتي هي أحسن . 2/ سَعْي المربي الجاد إلى تربية مريديه وأتباعه على حب الحق والوصول إليه بالمعرفة المتواصلة لأحكام الشريعة السمحاء . 3/ الابتعاد عن تعلم فن الجدل والمناظرة قبل اكتمال الأهلية في العلم .
    4/ فإن كان ولا بد من الجدال، فالواجب التأدُّب بآداب الجدال التي بيَّنتها كتبُ الدعوة إلى الإسلام  5/ الابتعاد عن الأفراد المتعصِّبين والذين يحبُّون الخوض بالباطل، وکذلك الامتناع عن مناقشة مثل هؤلاء الأشخاص؛ حيث سيجرُّ الإنسان إلى الجدال والمراء وإن کان غير قاصد لذلك .
    6/ اختيار السکوت في کل مَوْرد يحتمل فيه أن يکون الجدال بالباطل، وکلما استمر هذا السکوت مدَّة أطول، وتحمل الضغط النفسي، وتحدِّيات الحالة المزاجية، فإنَّ ذلك سيوفِّر الأرضية المساعدة للتخلُّص من شرِّ هذه الحالة السلبية، ومعالجة هذه الصفة فی النفس .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نربي أنفسنا على محبة الله وتوحيده ومعرفته، والسعي لتحصيل مرضاته .
  • أن نسعى في غَرْس مفاهيم احترام الآخرين وتقديرهم، ولو اختلفت الأفكار والأقوال، والابتعاد عن مفهوم إلغاء المخالفين .
  • أن نعوّد أنفسنا على الجرأة والشجاعة في الاعتراف بالخطأ وقَبول الحق من أي أحد .
  • أن نتفكر في النتائج السلبية والعواقب الوخيمة المترتبة على هذه الصفة الذميمة .

المحتوى الدعوي:



العنوان اللغة
الإحسان في الجدال Bosanski
حكم الجدال في الحج Bosanski