المطر

أهداف المحتوى:


  • أن يذكر نعمة المطر .
  • أن يتعرف على السُّنن عند نزول المطر .
  • أن يتفكر في آثار أسماء الله تعالى في المطر .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن المطر
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أن رجلا دخل المسجد يوم الْجُمُعَةِ من باب كان نحو دار الْقَضَاءِ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يَخْطُبُ، فَاسْتَقْبَلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائمًا، ثم قال: يا رسول الله، هَلَكَتِ الأموال، وانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ الله تعالى يُغِيثُنَا، قال: فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم قال: اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا. قال أنس: فلا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قَزَعَةٍ ، وما بيننا وبين سَلْعٍ من بيت ولا دار. قال: فطلعت من ورائه سَحَابَةٌ مثل التُّرْسِ. فلما تَوَسَّطَتْ السماء انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ. قال: فلا والله ما رأينا الشمس سَبْتاً. قال: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائم يَخْطُبُ الناس، فَاسْتَقْبَلَهُ قائمًا، فقال: يا رسول الله، هَلَكَتْ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتْ السُّبُلُ، فادع الله أن يُمْسِكَهَا عنَّا، قال: فرفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يديه ثم قال: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا, اللَّهُمَّ على الآكَامِ وَالظِّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَر. قال: فَأَقْلَعَتْ، وخرجنا نمشي في الشمس». قال شريك: فسألت أنس بن مالك: أهو الرجل الأول قال: لا أدري. شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: « الرِّيحُ من رَوْحِ الله، تأتي بالرَّحمة، وتأتي بالعَذَاب، فإذا رَأَيْتُمُوهَا فَلاَ تَسُبُّوهَا، وسَلُوا الله خَيرها، واسْتَعِيذُوا بالله من شرِّها». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • المطر والغَيث آية من آيات الله الكونية التي ينبغي للمرء التوقف عندها والتأمل فيها، ثم شكرها ورعايتها . قال تعالى : ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى : 28].
المادة الأساسية
  • (السنة عند نزول المطر ):من السنن عند نزول المطر ما يلي :  1/ التعرض له : عن أنس –رضي الله عنه - قال : أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قال : فحسر رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ثوبه حتى أصابه من المطر . فقلنا : يا رسول الله لِمَ صنعت هذا؟ قال : «لأنه حديث عهد بربه تعالى » [رواه مسلم ].
    2/ أن نقول الذكر الوارد عند نـزول المطر، وقد وردت عدة أذكار منها :  أ – قـول : «اللهم صيبًا نافعًا »، فعن عائشة –رضي الله عنها - أن رسـول الله –صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال : «صيبًا نافعًا » [رواه البخـاري ]. ب – قول : «رحمة » لحديث عائشة –رضي الله عنها - أن النبي –صلى الله عليه وسلم - كان يقول إذا رأى المطر : «رحمة » [رواه مسلم ]. ج - قول : «مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله »، كما في حديث خالد بن زيد –رضي الله عنه - [رواه البخاري ].
    الدعاء العام عند نزول المطر، فهو من مواطن استجابة الدعاء، كما في الحديث : «وَتَحْتَ الْمَطَرِ » [رواه الحاكم ] إذا كثر المطر وخيف ضرره يسن أن يقول : «اللهم حوالينا ولا علينا، على الآكام –أي الهضاب -، والجبال، والآجام -أي منبت القصب -، والظراب -أي الجبال -، والأودية، ومنابت الشجر » [رواه البخاري ومسلم ].
    ويسن أن يقول عند سماع صوت الرعد والصواعق ما جاء في حديث ابن عمر –رضي الله عنهما - قال : كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم - إذا سمع الرعد والصواعق قال : «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك » [رواه أحمد ]. وكان ابن الزبير –رضي الله عنه - إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال : «سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته » [رواه مالك ].
    وأُشيرَ إلى أن الصواعق تكثر في آخر الزمان كما في حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه - أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - قال : «تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى يأتي الرجل القوم فيقول من صعق تلكم الغداة؟ فيقولون : صُعِق فلان وفلان وفلان » [رواه أحـمد ].
    ولا بأس بالجمع بين الصلاتين إذا كثر المطر : لحديث ابن عباس –رضي الله عنهما - قال : «صلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم - الظهر والعصر جميعًا بالمدينة من غير خوف ولا سفر . قال أبو الزبير : فسألت سعيدًا لم فعل ذلك؟ فقال : سألت ابن عباس كما سألتني فقال : أراد أن لا يُحرِج أحدًا من أمته ».
    [رواه مسلم ] كما يسن الصلاة في الرِّحَال (أي أماكن الإقامة ) عند نـزول المطر مع شدة البرد؛ لحديث ابن عمر –رضي الله عنهما - «أنه أذَّن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح، فقال : ألا صلوا في الرحال .
    ثم قال : كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم - يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة ذات مطر يقول : ألا صلوا في الرحال » [رواه مسلم ] (مما يتفكر فيه المؤمن عند نزول المطر ): 1/ علينا أن نتفكر في قدرة الله وعظمة الله، على إنزال المطر، وأن الله تعالى هو وحده القادر على إنزال الغيث، وأن من الخطأ العظيم أن يُنسَب إنزالُ المطر إلى غيره، وهذا من خصائص ربوبيته، يقول تعالى : ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ  (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ  (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)﴾ [الواقعة : 68-70] 2/ التفكر بإحياء الله للأرض بعد نزول الغيث، يقول تعالى : ﴿ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الروم : 50].
    يقول سبحانه : ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق : 9]، ويقول : ﴿ وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا  (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً (49)﴾ [الفرقان : 48، 49] 3/ التفكر من خلال إحياء الله للأرض على البعث يقول تعالى : ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت : 39].
    4/ التفكر من خلال إحياء الله للأرض، على إحياء قلوب الأحياء بعد قسوتها، يقول تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الحديد : 17]، بعد الآية العذبة الرقيقة : ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (16)﴾ [الحديد : 16].
    5/ التفكر في أن هذا المطر قد يكون نقمة كما يكون نعمة، ويكون عذابًا كما يكون رحمة، فالمطر جندي من جنود الله التي لا يعلمها إلا هو، تفكروا كيف كان المطر نقمة على قوم نوح، وكيف كان نقمة على السبئيين في اليمن الذين أنعم الله عليهم بنعم كثيرة، فلما أعرضوا عما أمروا به، وكفروا ولم يشكروا ربهم على نعمه المتتالية عليهم ماذا حدث؟ ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ ﴾ [سبأ : 16] أغرقهم الله بالسيل، الذي هو من المطر، فكان عليهم نقمة ولم يكن نعمة .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر رحمة الله، ولطفه، بنزول هذا المطر الذي فيه مصلحة للناس .
  • أن نتذكر بنزول المطر وإحياء الله للأرض؛ إحياء الله للموتى، وإعادة بعثهم .
  • أن نُنيب إلى الله تعالى؛ فهو القادر على أن يحيي قلوبنا بعد موتها، كما يحيي الأرض بعد موتها .
  • أن نخاف أن يكون المطر نقمة أو هلاكا .

المحتوى الدعوي: