سوء الظن

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرف على سوء الظن .
  • أن يدرك حكم سوء الظن .
  • أن يعدِّد أنواع سوء الظن .
  • أن يذكر دواعي وأسباب سوء الظن .
  • أن يعرف وسائل علاج سوء الظن .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن سوء الظن
  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-قال: «إيَّاكم والظنَّ, فإن الظنَّ أكذبُ الحديث». شرح وترجمة الحديث
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام، يقول: «لا يَمُوتَنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسنُ الظَّنَّ بالله -عز وجل-». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (سوء الظن ): هو : اعتقاد جانبِ الشرِّ، وترجيحُه على جانب الخير، فيما يحتمل الأمرين معًا . (مصدره ): مقرُّه ومصدرُه القلب، بحيث يركنُ ويميل إلى خواطر سيئة عمن يسوءُ به، دون دليل واضحٍ، أو علم ثابت، أو مشاهدة بيِّنة .
    (أنواعه ): 1/ سوء الظن بالله : قال تعالى : ﴿ بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا ﴾ [الفتح : 12].
    يقول ابن القيم رحمه الله : «فأكثرُ الخلق، بل كلهم إلا من شاء الله يظنون بالله غيرَ الحق ظنَّ السوء؛ فإن غالب بني آدم يعتقدُ أنه مبخوسُ الحق، ناقص الحظِّ، وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله، ومن فتَّش نفسه وتغلْغَلَ في معرفة دفائنها وطواياها، رأى ذلك فيها كامنًا كمونَ النار في الزِّناد، ولو فتَّشْت من فتَّشْته، لرأيت عنده تعتبًا على القدر، وملامةً له، واقتراحًا عليه خلافَ ما جرى به، وأنه ينبغي أن يكون كذا وكذا، فمستقلٌّ ومستكثرٌ ».
    وسبب ذلك : ضعفُ الإيمان بالله عزَّ وجل، والجهل به وبأسمائه وصفاته، وعدم التسليمِ بقضائه وقدره، والركونُ إلى وساوس الشيطان وهمزاته، والواجبُ على المسلم أن يُحسِن الظنَّ بربِّه؛ فإن ذلك من مقتضياتِ ولوازم الإيمان به سبحانه؛ فعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول : «لا يموتَنَّ أحدُكم إلا وهو يحسنُ بالله الظنَّ ».
    [رواه مسلم ] 2/ سوء الظنِّ برسول الله صلى الله عليه وسلم : ويكون بالابتداع في دينِ الله سبحانه وتعالى، ومخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن الماجشون : «سمعتُ مالكًا يقول : مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنة، فقد زعم أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خانَ الرسالة؛ لأن الله يقول : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة : 3]، فما لم يكن يومئذٍ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا ».
    3/ سوء الظن بصحابته رضي الله عنهم : وهم خيرُ القرون كما وصفهم صلى الله عليه وسلم، ومَن أساء بهم الظنَّ، فقد قدح فيهم واتَّهمهم، ومن المُحال أن يُلحق بهم في شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وما فيها من الفضائل التي خصَّها بهم الله تعالى في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
    4/ سوء الظنِّ بعلماء الشريعة : العلماءُ هم ورثةُ الأنبياء والمرسلين، لهم مكانتهم وقَدْرهم كما في الحديث المشهور على اختلاف في ثبوته : «يَحمِلُ هذا العلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه، يَنفون عنه تحريفَ الغالِين، وانتحالَ المُبطِلين، وتأويل الجاهلين ».
    ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ [رواه ابن عدي في الكامل ] 5/ سوءُ الظن بالمسلمين : أن يَظنَّ بإخوانه المسلمين شرًّا، سواء كانوا أقرباءه وأرحامه، أم أصدقائه أم جيرانه أم عموم المسلمين، وأنهم لا يملكون من الخير إلا قليلًا، أو لا يملكون شيئًا؛ فيرى أفعالهم ذميمة، ومقاصدهم رميمة . (أسباب سوء الظن ): 1/ التنشئة السيئة، فالآباء يزرعون سوء الظن في نفوس أبنائهم بالاقتداء أو بالتوجيه والتحذير . 2/الصحبة الفاسدة التي تعمِّق النظرة القاتمة للمسلمين فتزرع في القلب سوء الظن تجاههم .
    3/ الوقوع في المعاصي والشبهات، فيُسقِطُ العاصي حاله السيِّئ عليهم، وقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : «ودَّتِ الزانية لو أن نساءَ الحيِّ كلَّهنَّ زوانٍ ».  4/ضعفُ التمسك بآداب الإسلام في معاملة الخلق؛ والرحمة بهم، واحترام الكبير والشفقة على الصغير، وحب الخير لهم لاستجلاب رحمة الله وخيره . 5/ عدم التخلُّص من أوهام الماضي وصفحاته السيِّئة، والولوج على الحاضر بسَعةِ الأُفقِ ونظرة التفاؤل والأمل بالتغيير إلى الأحسن . 6/ التسرع والعجلة في الحكم إذا سمع شيئًا يسوؤه عن أخيه وكان الأولى أن يتريث ويصبر حتى يتثبت . 7/ عدمُ إدراك الآثار المترتِّبة على سوء الظنِّ بالناس، والانجرار وراء أحكامه الفاسدة . (علاماته وأماراته ): 1/ نفرةُ القلب وكراهيته لمن ظنَّ به ظنَّ السوء . 2/ التقصيرُ في حقوق الآخرين وإكرامهم . 3/ التفسير الخاطئ لكل عملٍ صالح يقوم به أخوه المسلم، وأن مرادَه سيئ وليس لوجه الله تعالى والدار الآخرة . 4/ استبعادُ نصر الله للمؤمنين، وتوقُّع الهلاك والهزيمة في كل معركة مع الأعداء في ميادين المواجهة بشتَّى صورها .
    (ثمراته وآثاره ): 1/ التجسُّس على عباد الله؛ إذ القلب لا يقنعُ بالظن، ويَطلبُ التحقيق، وهذا منهيٌّ عنه؛ لقوله تعالى : ﴿ وَلَا تَجَسَّسُوا ﴾ [الحجرات : 12]. 2/ التعرُّض لغضب الربِّ تبارك وتعالى وسخطه وعدم رضاه . 3/ تنغيصُ العيش، وإضاعة العمر بلا فائدةٍ، مع سيطرة القلق والهمِّ على النفس، مما يُوقِعُ في فعل المعاصي والذنوب . 4/ وقوعُ العداوة والبغضاء بين المؤمنين لنُفرتِهم من سيِّئ الظن وعدم مخالطته؛ فيتفرق الصف المسلم ويضعف . 5/ وإذا استفحل الأمر وازدادت نسبة سوء الظن، قد يصل إلى حد تخوينه وتكفيره وربما إلى سفك دم المظنون به سوءًا . (علاجه ): 1/ تعميقُ الإيمان بالله وتقويتُه في القلب، والتفقُّه في آداب الإسلام في النَّجوى والحكم على الآخرين . 2/ الصحبةُ الصالحة التي تقرِّب إلى الله، وتُحبُّ الخيرَ للناس، وتُحسِنُ الظنَّ بهم . 3/ متابعة الآخرين له؛ فمن الوالدين بالتوجيه والإرشاد، ومن إخوانه المسلمين بالنصح والتعليم . 4/ مجاهدةُ النفس، ومغالبة الشيطان، وردُّ وسوسته، وترسيخ مفهوم خطورة إطلاق التُّهم على الآخرين جزافًا .5/ تذكُّر عاقبة ذلك من حصول غضبِ الله عليه، وصدود الناس عنه، وكلُّ ذلك كفيلٌ بالخسارة الفادحة في الدارين، نسأل الله العافية والسلامة .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نحذر كل الحذر من هذه المعصية الخطيرة والتهاون فيها .
  • أن نستشعر أن سوء الظن يجلب غضب الله – سبحانه وتعالى – لأنه ينافي كمال الإيمان .
  • أن نستشعر أنه يؤدي للندم والحسرة، وتنغيص العيش، وإضاعة العمر بلا فائدة .

المحتوى الدعوي: