قتل الإنسان نفسه الانتحار

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرف على خطورة هذه الجناية العظيمة .
  • أن يتعرف على العقوبة والآثار المترتبة على الانتحار .
  • أن يعرف أن نفسه التي بين جنبيه أمانة، وليست ملكًا له .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن قتل الإنسان نفسه الانتحار
  • عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الكبائر: الإشراك بالله، وعُقُوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغَمُوس». شرح وترجمة الحديث
  • «من تردّى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنّم يتردّى فيه خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن تحسّى سمًّا فقتل نفسه، فسمّه في يده يتحسّاه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنّم خالدًا مخلّدًا فيها أبدًا ».
  • «أُتي النبيّ صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص، فلم يصلّ عليه ».

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • صلة الإنسان بجسمه ليست صلة مالك يتصرف في ملكه كيفما يشاء وبما يشاء، ولا تسلط يخضع المسلط عليه لرغباته دون حساب ودون رقيب، ولكنها صلة كصلة المودع بالوديعة التي وضعت تحت يده، فهو أمين عليها، ومطالب بأن يحوطها بكل مقومات الحفظ والصيانة، وبكل ما يدرأ عنها الأضرار حتى ترد إلى صاحبها، وصلة كصلة المنتفع بما وهب له الانتفاع به، فيجب أن يباشر انتفاعه به على الوجه الذي رسمه له مالكه، وعلى المنهج الذي ارتضاه له، وفي الحدود التي ارتضاها وشرعها، فإذا جاوز الحد حق عليه الجزاء .
المادة الأساسية
  • (الانتحار ): ‏هو قتل الإنسان نفسه، أو إتلاف عضو من أعضائه، أو إفساده أو إضعافه بأي شكل من الأشكال؛ مثل : الشنق، أو الحرق، أو تناول السموم، أو تناول جرعة كبيرة من المخدرات، أو إلقاء نفسه في النهر، أو قتل نفسه بمأكول أو مشروب؛ وذلك لأسباب يعتقد صاحبها معها بأن مماته أصبح أفضل من حياته .
    (حكمه، والأدلة على تحريمه ): حرام بالاتفاق، ويعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وزرا من قاتل غيره، وهو فاسق، وباغ على نفسه .
    قال الله تعالى : ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما (29) ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا (30) ﴾ [النساء : 29، 30].
    عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من تردى من جبل فقتل نفسه، فهو في نار جهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه، فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة، فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدًا ».
    [رواه البخاري ] (من أسباب الانتحار ): 1/ الهم والقلق النفسي والضيق الذي يشعر به الإنسان المقدم على الانتحار، حيث تصبح الحياة لا قيمة لها عنده، ويريد التخلص مما يعانيه، والغالب ذلك في الكفار، وقد يحصل من بعض المسلمين عند ضعف الإيمان .
    وصدق الله إذ يقول : ﴿ ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى  (124) قال ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا  (125) قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى (126)﴾ [طه : 126-124].
    2/ تراكم الديون والحقوق ومطالبة أصحابها بها والخوف من عواقب ذلك، وفقدان الوظيفة أو عدم الحصول عليها بعد البحث والانتظار لسنوات عديدة، والبقاء عاطلًا بلا عمل . 3/ الخسارة المالية الكبيرة التي تسبب الصدمة العنيفة لصاحبها . 4/ الأمراض النفسية المزمنة، كحالات الاكتئاب الشديدة، أو انفصام الشخصية، وأثبتت الدراسات أن (90%) من حالات الانتحار كانت بسبب الاكتئاب . 5/ استعمال المخدرات والمسكرات، فإنها تسبب تلف خلايا المخ، وبالتالي يصبح المدمن عرضة للانتحار في أي وقت . 6/ المشاكل الأسرية والتي تؤدي إلى الطلاق، وتشتت الأسر، والعزلة عن الناس . 7/ السجن لسنوات طويلة مع شعور السجين بالظلم، والإهمال لحقوقه .
    8/ تسجيل بعض المواقف السياسية، أو الاحتجاج على بعض الأوضاع المعيشية الصعبة، كحالات الفقر الشديدة، أو البطالة، أو غيرها، ويكون هذا أمام المقرات الرسمية المهمة في الدول . 9/ سجلت حالات انتحار لأطفال لم يبلغوا الحلم، إما بسبب تقليد الأفلام الكرتونية، أو لعدم احتواء مشاكلهم، واضطراباتهم السلوكية، أو لغير ذلك .
    10/ ويلحق بهذه الأسباب قيادة السيارات بطريقة غير صحيحة، كمن يسرع سرعة شديدة تؤدي إلى عدم السيطرة على السيارة تحت أي ظرف يتعرض له، أو القيادة بشكل معاكس للطريق، أو التفحيط أو المسابقة بالسيارات .. أو غير ذلك مما يفعله السفهاء .
    (من الحلول المقترحة لمكافحة هذه المشكلة الخطيرة ): 1/ تقوية الوازع الديني لدى الناس وتذكيرهم بالتوكل على الله وتفويض الأمر إليه سبحانه، قال تعالى : ﴿ وإن يمسسك اللّه بضرّ فلا كاشف له إلاّ هو وإن يمسسك بخير فهو على كلّ شيء قدير﴾ [الأنعام :17].
    والصبر على البلاء، وأن يسعوا في الرزق، فليس مرتبطًا بالوظيفة، أو الشهادة الدراسية، فكم من أمّيّ لا يقرأ ولا يكتب، ومع ذلك يملك الأموال الطائلة؟ ! قال تعالى : ﴿ وفي السّماء رزقكم وما توعدون ﴾ [الذاريات :22].
    2/ الصبر، والأمر به، فالصبر منزلته في الدين عالية؛ وهو من أعظم ما يعصم المسلم في الوقوع في كثير من المصائب الدينية والدنيوية، وقد ورد الأمر الشرعي بالصبر على مصائب الدنيا والتي قد تحمل الإنسان على الجزع والتسخط إلى أن يقدم على إزهاق نفسه؛ فقال تعالى : ﴿يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون﴾ [آل عمران : 200].
    وقال تعالى : ﴿يا أيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة إنّ اللّه مع الصّابرين﴾ [البقرة : 153]، وقال تعالى : ﴿لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الّذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتّقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور﴾ [آل عمران : 186]، وقال تعالى : ﴿ قال موسى لقومه استعينوا باللّه واصبروا إنّ الأرض للّه يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتّقين ﴾ [الأعراف : 128]، وقال تعالى : ﴿ وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها وتمّت كلمت ربّك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ﴾ [الأعراف : 137].
    3/ الاقتصاد في المعيشة، والبعد عن الإسراف، وأن يقتصر الدين على الحالات الضرورية القصوى، قال تعالى : ﴿ وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين ﴾ [الأعراف :31]. 4/ التداوي بالقرآن، فإن فيه الشفاء لكل الأمراض النفسية والعضوية، قال تعالى : ﴿ قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاء ﴾ [فصلت : 44]. وقال تعالى : ﴿ وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لّلمؤمنين ﴾ [الإسراء : 82]. واستعمال العقاقير الطبية الموصوفة من الأطباء المتخصصين الموثوق بهم .
    5/ بث الوعي الديني بخطورة العجلة في قيادة السيارات، والالتزام بأنظمة المرور، قال تعالى : ﴿ ولا تلقوا بأيديكم إلى التّهلكة ﴾ [البقرة : 195]، وبيان فوائد الالتزام بآداب القيادة، وما فيها من المصالح وما يدرأ بها من المفاسد .
    6/ إبعاد الأفلام، والألعاب الالكترونية، والمسلسلات الكرتونية، أو التلفزيونية التي تحتوي على العنف، أو الانتحار عن الأطفال، واستبدالها بما ينفعهم في دينهم ودنياهم .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نحذر كل الحذر مما يؤدي إلى هذه النهاية البشعة .
  • أن نصبر على ابتلاءات الدنيا ونكدها؛ طمعا في ثواب الله، والنعيم المقيم .
  • أن نستشعر العقوبة الشديدة الواردة في قتل الإنسان نفسه، وهي الخلود في نار جهنم -عافانا الله -.
  • أن نشغل أنفسنا بالطاعة والأعمال الصالحة، والإيجابية .