غزوة أحد

أهداف المحتوى:


  • التعرف على أحداث غزوة أحد .
  • معرفة أهمية هذه الغزوة في تربيتها للمؤمنين .
  • معرفة أهمية طاعة النبي ﷺ، والتزام أمره .
  • معرفة فضل الصحابة الأوائل، وعظيم تضحيتهم لهذا الدين العظيم .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن غزوة أحد
  • عن الزُّبير بن العَوَّام -رضي الله عنه- قال: كان على النبي -صلى الله عليه وسلم- دِرْعان يوم أحد، فنهض إلى الصَّخرة فلم يستطع، فأَقعد طلحة تحته، فصعد النبي -صلى الله عليه وسلم عليه- حتى استوى على الصخرة، فقال: سمعتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَوْجِبْ طلحة». شرح وترجمة الحديث
  • عن أنس -رضي الله عنه- قال: غاب عمي أنس بن النَّضْرِ -رضي الله عنه- عن قتال بدر، فقال: يا رسول الله، غِبْتُ عن أول قتال قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين لَيُرِيَنَّ الله ما أصنع. فلما كان يوم أُحُدٍ انْكَشَفَ المسلمون، فقال: اللَّهم أعْتَذِرُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني: أصحابه - وأبرأُ إليك مما صنع هؤلاء - يعني: المشركين - ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ، فقال: يا سعد بن معاذ، الجنَّة وربِّ الكعبة إنِّي أجِدُ ريحها من دونِ أُحُدٍ. قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع! قال أنس: فوجدنا به بِضْعَا وثمانين ضربة بالسيف، أو طعنة بِرُمْح، أو رَمْيَة بسهم، ووجدناه قد قُتل ومَثَّل به المشركون فما عَرفه أحدٌ إلا أُختُه بِبَنَانِهِ. قال أنس: كنَّا نرى أو نَظُنُّ أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23] إلى آخرها. شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • (غزوة أحد ): هي ثاني غزوة كبيرة يخوضها المسلمون، حيث حصلت بعد عام واحد من غزوة بدر .
المادة الأساسية
  • هي معركة وقعت بين المسلمين وقبيلة قريش في يوم السبت السابع من شهر شوال في العام الثالث للهجرة، وكان جيش المسلمين بقيادة نبينا محمد ﷺ، أما قبيلة قريش فكانت بقيادة أبي سفيان بن حرب، وسميت الغزوة بهذا الاسم نسبة إلى جبل أحد بالقرب من المدينة المنورة، الذي وقعت الغزوة في أحد السفوح الجنوبية له .أسباب المعركة :قال ابن جرير الطبري : وكان الذي أهاج غزوة أُحد بين رسول الله ﷺ ومشركي قريش، وقْعة بدرٍ وقتل مَن قُتِل ببدر من أشراف قريش ورؤسائهم .
    لما رجع أبو سفيان سالمًا بِعِيره إلى مكة، وعادت قريش من بدر بالهزيمة، مشى إلى أبي سفيان بعض من أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، وكلَّموه أن يستعينوا بهذه الأموال لحرب النَّبي ونيل الثَّأر منه، وخرجَت قريش بجمعها وبمن أطاعها من كنانة وأهل تهامة، وقد اتَّفقوا على حرب النبي ﷺ .
    ثمَّ ساروا حتى نزلوا قريبًا من أُحد، وفي المدينة شاوَر الرسولُ ﷺ أصحابَه في لقاء العدو، فأشارت طائفة بالخروج للقائهم، وأشارت أخرى بالتحصُّن في المدينة، وكان الرسول ﷺ يرى ذلك، إلَّا أن الغالبية كانوا يرون الخروجَ وتَحمَّسوا لذلك؛ فلبس النَّبي ﷺ لَأْمَتَه بعد أن صلَّى بهم الجمعة وخرج بألف مقاتل، ثمَّ مكر زعيم المنافقين عبدالله بن أُبي بن سلولَ، وعاد من منتصف الطريق بثلاثمائة مقاتل، وقال : عصاني وأطاعهم، وكان من رأيه أن يُقاتِلهم في المدينة، وبقي النَّبي ﷺ بسبعمائة مقاتل، ونزل الشِّعب من أُحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهرَه وعسكره إلى أُحد، وقال : «لا يقاتلنَّ أَحد حتى نأمرَه بالقتال »، وأمَّر على الرماة عبدَالله بن جُبيرٍ، وعددهم خمسُون رجُلًا، فقال : «انضح عنَّا الخيل بالنَّبل؛ لا يأتونا من خلفنا إن كانت لنا أو علينا، فاثبت مكانك لا نؤتينَّ من قِبلك »، ولبس عليه الصلاة والسلام درعين في هذه المعركة .
    بدء المعركة : تَقدَّم حاملُ لواء المشركين طلحة بن عثمان، فقال : يا معشر أصحاب محمد، إنَّكم تزعمون أن الله يُعجِّلنا بسيوفكم إلى النار، ويُعجِّلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجِّله الله بسيفي إلى الجنة، أو يعجِّلني بسيفه إلى النار؟ فقام إليه عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه وبارزه فقطع رِجلَه، فسقط وانكشفت عورته، فقال طلحة : أَنشُدك الله والرَّحِم يا بنَ عم، فتركه عليٌّ، فكبَّر رسول الله ﷺ، وقال لعلي : «ما منعك أن تُجهِز عليه؟ »، قال : ناشدني الله والرَّحِم فكففتُ عنه، ثمَّ شدَّ الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزماهم، وحمل جيش النبي ﷺ على جيش أبي سفيان فهزموه، وحمل خالد بن الوليد قائد خيل المشركين على المسلمين فردَّه الرُّماة، وما هي إلا جولة حتى فرَّت قريش ووصل المسلمون إلى قلب عسكرها، ورأى الرُّماة فرارَ جيش المشركين وانتهاب معسكرهم فقالوا : بادروا إلى الغنيمة، فقال بعضهم : لا نترك أمرَ رسول الله، وانطلق عامَّتُهم فلَحِقوا بالعسكر، فلمَّا رأى خالد قلَّةَ الرماة، انعطف بخيله عليهم، وقتَل الرماةَ، ثمَّ مال إلى المسلمين يُقاتِلهم، ولما رأى المشركون خيلَهم تُقاتِل عادوا ودارت الدائرة على المسلمين . حوادث في المعركة :أعطى النَّبي ﷺ سيفَه لأبي دجانة بحقِّه، وحقُّه أن يضرب به في العدو حتى ينحني .
    قال الزبير رضي الله عنه : والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمِّرات هوارب؛ إذ مالت الرُّماة إلى المعسكر حين كشفنا القوم عنه يريدون النهب، وخلَّوا ظهورنا للخيل، وصرخ صارخٌ ألا إن محمدًا قد قُتل، فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم؛ وهذا دليل على هزيمة المشركين في بَدء المعركة .
    في هذه المعركة أجهز عليٌّ رضي الله عنه على حملة الألوية من المشركين، وأبصر رسول الله ﷺ جماعة من مشركي قريش، فقال لعليٍّ : «احمل عليهم »، فحمل عليهم وفرَّق جَمعَهم، وقتل منهم عمرو بن عبدالله الجمحي، وأبصر آخرين، فأمره أن يَحمل عليهم، فحمل عليهم وقتل منهم شيبة بن مالك .
    قَتل حمزةُ عددًا من المشركين، وكان يترصَّد له وَحشي ليَجِد منه غِرَّة فيرميه بحربته، وبينما كان حمزة منهمكًا في قتال سباع بن عبد العزى وأجهز عليه إذا بوحشي يهزُّ حربتَه ويقذفه بها، فتأتي في مكان قاتل، ويحاول حمزة أن يسير إلى وَحشي ليقتله لكنَّه سقط شهيدًا رضي الله عنه .فيها أُصيبَ رسولُ الله ﷺ، فكُسرت رباعيته، وشُجَّ رأسه، وكُلِم في وجنته بأبي هو وأمي صلوات ربي وسلامه عليه .
    فيها أقبل أُبي بن خلف على فرسه وهو يَصرُخ : أين محمد؟ لا نجوتُ إن نجا، فقال المسلمون : يا رسول الله، أيعطف عليه رجل منَّا؟ قال : «دعوه »، فلمَّا دنا تناول رسول الله ﷺ الحربةَ من الحارث بن الصمة، ثمَّ استقبله فطعنه في عنقه طعنةً تدحرج منها عن فرسه مرارًا .
    وصعد المسلمون الجبلَ مع رسول الله، وأراد المشركون صعودَ الجبل، فقال رسول الله ﷺ : «لا ينبغي لهم أن يَعلونا »، فقام المسلمون ورموهم بالحجارة حتى أنزلوهم، وقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر .
    وفيه مَثَّل المشركون بعدد من المسلمين القتلى؛ ومنهم حمزة رضي الله عنه، فجدعوا الأنوف، وقطعوا الآذان، وبقروا البطون، وكان حصيلة القتلى من المسلمين سبعين شهيدًا، وحصيلة القتلى من المشركين اثنين وعشرين قتيلًا .
    أشرف رسول الله ﷺ على الشهداء، فقال : «أنا شهيد على هؤلاء، إنه ما من جريح يجرح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة، يدمي جُرحه اللون لونُ الدمِ، والريحُ ريحُ المسكِ ».
    كان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة، فأمر أن يردوهم فيدفنوهم في مضاجعهم، وألا يغسلوا، وأن يُدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد والجلود، وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين في ثوب واحد، ويقول : أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟ فإذا أشاروا إلى رجل قدمه في اللحد، وقال : أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة . ودفن عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من المحبة .
    (الحكم والغايات المحمودة في هذه الغزوة ):1/ تعريف المسلمين سوء عاقبة المعصية، وشؤم ارتكاب النهي، لما وقع من ترك الرماة موقفهم الذي أمرهم الرسول ﷺ ألا يبرحوا منه .
    2/ معرفة أن عادة الرسل أن تبتلى وتكون لها العاقبة، والحكمة في ذلك أنهم لو انتصروا دائما دخل في المؤمنين من ليس منهم، ولم يتميز الصادق من غيره، ولو انكسروا دائما لم يحصل المقصود من البعثة، فاقتضت الحكمة الجمع بين الأمرين لتمييز الصادق من الكاذب، وذلك أن نفاق المنافقين كان مخفيا عن المسلمين، فلما جرت هذه القصة، وأظهر أهل النفاق ما أظهروه من الفعل والقول عاد التلويح تصريحا، وعرف المسلمون أن لهم عدوا في دورهم، فاستعدوا لهم وتحرزوا منهم .3/ من الحكم : أن في تأخير النصر في بعض المواطن هضما للنفس، وكسرا لشماختها، فلما ابتلى المؤمنون صبروا، وجزع المنافقون .4/ ومنها أن الله هيأ لعباده المؤمنين منازل في دار كرامته لا تبلغها أعمالهم، فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها .5/ ومنها أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقها إليهم .
    6/ ومنها أنه سبحانه وتعالى أراد إهلاك أعدائه، فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين، ومحق بذلك الكافرين .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نعرف أهمية هذه الغزوة، ومكانتها في تاريخنا الإسلامي .
  • نعرف فضل من شارك في هذه الغزوة من الصحابة – رضوان الله عليهم -.
  • نعرف سوء عاقبة المعصية، وشؤم ارتكاب النهي .
  • أن نحذر من المنافقين، وأن نعرف أنهم عدو خطير يتربص وينتهز الفرصة للقضاء على الإسلام .

المحتوى الدعوي: