غزوة الخندق

أهداف المحتوى:


  • التعرف على أحداث غزوة الخندق .
  • معرفة خطورة المنافقين، خصوصا وقت الشدائد .
  • معرفة خطورة اليهود، وأنهم أهل غدر وخيانة .
  • معرفة فضل الصحابة الأوائل، وعظيم تضحيتهم لهذا الدين العظيم .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن غزوة الخندق
  • عن جابر -رضي الله عنه- قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر فعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شديدة، فجاؤوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: هذه كُدْيَةٌ عَرَضَتْ في الخندق. فقال: «أنا نازل» ثم قام، وبطنه مَعْصوبٌ بحَجَرٍ، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقًا، فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- المِعْوَلَ، فضرب فعاد كَثِيبًا أَهْيَلَ أو أَهْيَمَ، فقلت: يا رسول الله ائْذَنْ لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيتُ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا ما في ذلك صبرٌ فعندك شيء؟ فقالت: عندي شَعِيرٌ وعَنَاقٌ، فذبحتِ العَنَاقَ وطَحَنَتِ الشعيرُ حتى جعلنا اللحمَ في البُرْمَةِ، ثم جِئْتُ النبي -صلى الله عليه وسلم- والعَجِينُ قد انْكَسَرَ، والبُرْمَةُ بين الأَثَافِي قد كادت تَنْضِجُ، فقلت: طُعَيْمٌ لي فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو»؟ فذكرت له، فقال: «كثيرٌ طيبٌ قل لها لا تَنْزِعِ البُرْمَةَ، ولا الخبز من التَّنُّورِ حتى آتي» فقال: «قوموا»، فقام المهاجرون والأنصار، فدخلت عليها فقلت: وَيْحَك قد جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- والمهاجرون والأنصار ومن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، قال: «ادخلوا ولا تَضَاغَطُوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويُخَمِّرُ البُرْمَةَ والتَّنُّورَ إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم يَنْزِعُ، فلم يزل يكسر ويَغْرِفُ حتى شَبِعُوا، وبقي منه، فقال: «كُلِي هذا وأَهْدِي، فإن الناس أصابتهم مَجَاعَةٌ». وفي رواية قال جابر: لما حفر الخَنْدَقَ رأيت بالنبي -صلى الله عليه وسلم- خَمَصًا، فانْكَفَأْتُ إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- خَمَصًا شديدًا، فأخرجت إلي جِرَابًا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة دَاجِنٌ فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقَطَّعْتُهَا في بُرْمَتِهَا، ثم وَلَّيْتُ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: لا تفضحني برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن معه، فجئته فسَارَرْتُه، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعًا من شعير، فتعال أنت ونفر معك، فصاح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «يا أهل الخندق: إن جابرًا قد صنع سُؤْرًا فَحَيَّهَلا بكم» فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تنزلن بُرْمَتِكُم ولا تَخْبِزَنَّ عَجِينَكُم حتى أَجِيء» فجئت وجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت. فأخرجت عجينًا، فبَسَقَ فيه وبَارَكَ، ثم عمد إلى بُرْمَتِنَا فبَصَقَ وبَارَكَ، ثم قال: «ادعي خَابِزَةً فلتَخْبِزْ معك، واقْدَحِي من بُرْمَتِكُم، ولا تنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن بُرْمَتَنَا لتَغِطُّ كما هي، وإن عَجِينَنَا ليُخْبَزُ كما هو. شرح وترجمة الحديث
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- «أنَّ عمر بن الخَطَاب -رضي الله عنه- جاء يَومَ الخَندَقِ بَعدَ مَا غَرَبَت الشَّمسُ فَجَعَل يَسُبُّ كُفَّار قُرَيشٍ، وقال: يا رسول الله، مَا كِدتُّ أُصَلِّي العَصرَ حَتَّى كَادَت الشَّمسُ تَغرُبُ، فَقَال النَبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: والله مَا صَلَّيتُهَا، قال: فَقُمنَا إلَى بُطحَان، فَتَوَضَّأ للصَّلاَة، وتَوَضَأنَا لَهَا، فَصَلَّى العَصر بعد مَا غَرَبَت الشَّمسُ، ثُمَّ صَلَّى بعدَها المَغرِب». شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • (غزوة الخندق ): وتسمى أيضا غزوة الأحزاب .
المادة الأساسية
  • (غزوة الخندق ): هي غزوة وقعت في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة  (الموافق مارس  627م ) بين المسلمين بقيادة نبينا محمد ﷺ، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية .
    سبب غزوة الخندق : هو أن يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع نبينا محمدٍ ﷺ وحاولوا قتله، فوجَّه إليهم جيشَه فحاصرهم حتى استسلموا، ثم أخرجهم من ديارهم، ونتيجةً لذلك، همَّ يهود بني النضير بالانتقام من المسلمين، فبدؤا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجاب لهم من العرب : قبيلة قريش وحلفاؤها : (كنانة والأحابيش، وقبيلة غطفان فزارة وبنو مرة، وأشجع ) وحلفاؤها بنو أسد وسليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ .
    لما علم رسول الله ﷺ بالأمر سارع إلى عقد مجلس استشاري أعلى، تناول فيه موضوع خطة الدفاع عن كيان المدينة، وبعد مناقشات جرت بين القادة وأهل الشورى، اتفقوا على قرار قدمه الصحابي النبيل سلمان الفارسي رضي الله عنه . قال سلمان : يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خندقنا علينا، وكانت خطة حكيمة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك .وأسرع رسول الله ﷺ إلى تنفيذ هذه الخطة، فوكل إلى كل عشرة رجال أن يحفروا من الخندق أربعين ذراعا .وقام المسلمون بجد ونشاط يحفرون الخندق، ورسول الله ﷺ يحثهم ويساهمهم في عملهم هذا .
    وقع أثناء حفر الخندق آيات من أعلام النبوة، رأى جابر بن عبد الله في النبي ﷺ خمصا شديدا، فذبح بهيمة وطحنت امرأته صاعا من شعير ثم التمس من رسول الله ﷺ سرا أن يأتي في نفر من أصحابه، فقام النبي ﷺ بجميع أهل الخندق، وهم ألف فأكلوا من ذلك الطعام وشبعوا، وبقيت برمة اللحم تغط به كما هي، وبقي العجين يخبز كما هو «5».
    وجاءت أخت النعمان بن بشير بحفنة من تمر إلى الخندق ليتغدى أبوه وخاله، فمرت برسول الله ﷺ فطلب منها التمر وبدده فوق ثوب، ثم دعا أهل الخندق فجعلوا يأكلون منه . وجعل التمر يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه، وإنه يسقط من أطراف الثوب .
    لما أراد المشركون مهاجمة المسلمين واقتحام المدينة، وجدوا خندقا عريضا يحول بينهم وبينها، فالتجأوا إلى فرض الحصار على المسلمين، بينما لم يكونوا مستعدين له حين خرجوا من ديارهم إذ كانت هذه الخطة - كما قالوا - مكيدة ما عرفتها العرب، فلم يكونوا أدخلوها في حسابهم رأسا .خان يهود بني قريظة العهد والميثاق – كعادة يهود -، ودخلوا مع المشركين في حربهم ضد المسلمين .كان هذا من أحرج وأشد المواقف على المسلمين في هذه الغزوة .
    كانت بدايةُ نصر الله في هزيمة الأحزاب متمثلةً في إسلام رجل من المشركين، تمكَّن من إيقاع الفُرْقة بين هذه الجموع المحتشدة، وبثَّ في صفوفهم الريبة والشك؛ حتى تفرَّقت كلمتهم، وأصبح كل حزب غير مطمئنٍّ إلى الحزب الآخر، ذلك الرجل هو نُعيم بن مسعود الغطفاني الذي أتى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله، إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعملوا بإسلامي، فمُرني بما شئتَ، فقال له رسول الله ﷺ : «إنما أنت فينا رجل واحد، فخذِّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خُدْعَة »، فخرج نُعَيم بن مسعود حتى أتي بني قريظة -وكان نديمًا لهم في الجاهلية - فقال لهم : يا بني قريظة، قد عَرَفتم وُدِّي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا : صدقتَ، لستَ عندنا بمتهم، فقال لهم : إن قريشًا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد، وقد ظاهرتموهم عليه، وإن قريشًا وغطفان ليسوا كهيئتكم، البلد بلدكم، به أموالك وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره، وإن قريشًا وغطفان أموالهم وأبناؤهم ونساؤهم وبلدهم بغيره، فليسوا كهيئتكم، إن رأوا نُهْزة وغنيمة أصابوها، وإن كان غير ذلك، لحقوا ببلادهم وخلَّوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به إن خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم؛ حتى تأخذوا منهم رهنًا من أشرافهم يكونون بأيديكم، ثقة لكم على ألا تقاتلوا معهم محمدًا حتى تُناجزوه، فقالوا : لقد أشرت برأي ونُصح .
    ثم خرج حتى أتى قريشًا، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : يا معشر قريش، قد عرَفتم وُدِّي إياكم وفراقي محمدًا، وقد بلغني أمر رأيتُ حقًّا على أن أُبلغكموه نصحًا لكم، فاكتموا عليَّ، قالوا : نفعل، قال : فاعلموا أن معشر يهود قد نَدِموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد أرسلوا إليه : أن قد نَدِمنا على ما فعلنا، فهل يُرْضيك عنا أن نأخذ من القبيلتين من قريش وغطفان رجالًا من أشرافهم، فنُعطيكهم، فتضرب أعناقهم، ثم نكون معك على من بَقِي منهم؟ فأرسل إليهم أن نعم، فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنًا من رجالكم، فلا تَدفعوا إليهم منكم رجلًا واحدًا .
    ثم خرج حتى أتى غطفان، فقال : يا معشر غطفان، أنتم أصلي وعشيرتي وأحب الناس إليَّ، ولا أراكم تتهمونني، قالوا : صدقت، قال : فاكتموا عليَّ، قالوا : نفعل، ثم قال لهم مثل ما قال لقريش، وحذَّرهم ما حذَّرهم، فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس، وكان مما صنع الله -عز وجل - لرسوله أن أرسل أبو سفيان ورؤوس غطفان إلى بني قُريظة عِكْرِمة بن أبي جهل في نفر من قريش وغطفان، فقالوا لهم : إنا لسنا بدار مُقام، قد هلك الخُفُّ والحَافِر، فاغدوا للقتال حتى نُناجز محمدًا، ونَفْرُغ مما بيننا وبينه، فأرسلوا إليهم أن اليوم السبت وهو يوم لا نعمل فيه شيئًا، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثًا، فأصابه مالم يَخْفَ عليكم، ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم، تعطونا رهنًا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقةً لنا حتى نناجز محمدًا، فإننا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال، أن تشمِّروا إلى بلادكم وتتركونا، والرجل في بلدنا ولا طاقة لنا بذلك من محمدٍ، فلما رَجَعت إليهم الرسل بالذي قالت بنو قريظة، قالت قريش وغطفان : تعلمون والله أنَّ الذي حدَّثكم نُعَيْم بن مسعود لَحَقٌّ، فأرسلوا إلى بني قريظة : إنا والله لا ندفع إليكم رجلًا واحدًا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال، فاخرجوا فقاتلوا، فقالت بنو قريظة -حين عَلِمَت بقول قريش وغطفان -: إنَّ الذي ذَكَر لكم نُعَيْم بن مسعود لَحَقٌّ، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا، فإن وجدوا فرصة انتهزوها، وإن كان غير ذلك، انسحبوا إلى بلادهم وخلَّوا بينكم وبين الرجل في بلادكم، فأرسَلوا إلى قريش وغطفان : إنا والله لا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنًا، فأبوا عليهم، وخذَّل الله بينهم .بعد أن أوقع الله الفُرْقة بين الأحزاب -فتصدَّعت قوَّتهم وتفرَّقت كلمتهم، ودبَّ الشك والرِّيبة في قلوبهم، فوَهنت عزائمهم، وتبدَّدت الآمال أمامهم .ثم أرسل الله ريحًا هوجاء شديدة باردة على الأحزاب، فأكفئت قدورهم، وأطفأت نيرانهم .
    عند ذلك وقف أبو سفيان، فقال : يا معشر قريش، إنكم والله ما أصبحتم بدار مُقَام، لقد هلك الكُرَاع والخُفُّ، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نَكْرَه، ولَقِينا من هذه الريح ما ترون، فارتحِلوا، فإني مُرْتَحِل، وقام طُلَيحة بن خُوَيلد فنادى : إن محمدًا قد بدأكم بِشَرٍّ، فالنجاةَ النجاةَ، وانطلقوا راجعين بخُفَّي حُنَين، وتبدَّد الحصار عن المدينة .وفي الصباح انصرف الرسول ﷺ والمسلمون معه راجعين إلى المدنية متوَّجين بنصر الله .وهكذا صدق الله وعده، ونصر عبده، وأعزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نعرف أهمية هذه الغزوة، ومكانتها في تاريخنا الإسلامي .
  • نعرف فضل من شارك في هذه الغزوة من الصحابة رضوان الله عليهم .
  • أن نحذر من المنافقين، وأن نعرف أنهم عدو خطير يتربص وينتهز الفرصة للقضاء على الإسلام .
  • أن نحذر من اليهود أشد الحذر، قوم لا عهد لهم ولا ميثاق، وأهل غدر وخيانة .

المحتوى الدعوي: