صلح الحديبية

مصطلحات ذات علاقة:


الْحُدَيْبِيَةُ


موضع بين مَكَّةَ، وجُدَّةَ . يمكن الإحرام منه، وهو أَبْعَدُ أَطْرَافِ الْحَرَمِ عَنِ الْبَيْتِ . ويطلق على ميقات الحديبية . ومن شواهده عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ : سَأَلْتُ أَنَسًا -رَضِيَ اللهُ عَنْه - فَقَالَ : " اعْتَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - حَيْثُ رَدُّوهُ، وَمِنَ القَابِلِ عُمْرَةَ الحُدَيْبِيَةِ، وَعُمْرَةً فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ . " البخاري : 1779.
انظر : مواهب الجليل للحطاب، 3/171، الإنصاف للمرداوي، 4/55.

أهداف المحتوى:


  • التعرف على أحداث صلح الحديبية .
  • التعرف على أسباب صلح الحديبية .
  • معرفة جواز الصلح مع المشركين .
  • معرفة فضل الصحابة الأوائل، وعظيم تضحيتهم لهذا الدين العظيم، وعظيم تعظيمهم لأمر النبي ﷺ .
  • التعرف على أحداث صلح الحديبية .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن صلح الحديبية
  • عن أنس، أن قريشًا صالحوا النبيَّ ﷺ فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي ﷺ لعليٍّ : «اكتب، بسم الله الرحمن الرحيم »، قال سهيل : أما باسم الله، فما ندري ما بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهمَّ، فقال : «اكتب من محمد رسول الله »، قالوا : لو علِمنا أنك رسولُ اللهِ لاتبعناك، ولكن اكتب اسمَك واسمَ أبيك، فقال النبي ﷺ : «اكتبْ من محمدِ بن عبدِ اللهِ » فاشترطوا على النبي ﷺ أن من جاء منكم لم نردَّه عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا : يا رسول الله، أنكتب هذا؟ قال : «نعم، إنه من ذهبَ منا إليهم فأبعدَه الله، ومن جاءنا منهم سيجعلُ الله له فرجًا ومخرجًا ».

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (صلح الحديبية ): هو صلح عقد في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة  (مارس  627 م ) بين المسلمين وبين قريش بمقتضاه عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات لكنه نقض نتيجة اعتداء بني بكر على بني خزاعة . في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، أعلن نبينا محمد   أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة .
    كان الرسول ﷺ يخشى أن تتعرض له قريش بحرب أو يصدوه عن البيت الحرام، لذلك استنفر احوله من أهل البوادي من الأعراب ليخرجوا معه، فأبطئوا عليه، فخرج بمن معه من المهاجرين والأنصار وبمن لحق به من العرب .
    وقد كشف القرآن الكريم عن حقيقة نوايا الأعراب، قال الله تعالى :  ﴿سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا  بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾  [الفتح : 11-12].
      وأذّن في أصحابه بالرحيل إليها لأدائها وسار النبي محمد   بألف وأربع مئة من المهاجرين والأنصار، وكان معهم سلاح السفر لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال المشركين، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب، وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد يعترضهم في الطريق . وعندما وصلوا إلى ذي الحليفة أحرموا بالعمرة . فلما اقتربوا من مكة بلغهم أن قريشًا جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام .
    نزل النبي ﷺ بالحديبية أرسل عثمان بن عفان إلى قريش وقال له : (أخبرهم أنّا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عمارًا، وادعهم إلى الإسلام )، وأَمَرَه أن يأتي رجالًا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، وأن الله عز وجل مُظهر دينه بمكة . فانطلق عثمان، فأتى قريشًا، فقالوا : إلى أين؟ فقال : بعثني رسول الله أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، ويخبركم : أنه لم يأت لقتال، وإنما جئنا عمارًا . قالوا : قد سمعنا ما تقول، فانفذ إلى حاجتك .
    ولكن عثمان احتبسته قريش فتأخر في الرجوع إلى المسلمين، فخاف النبي عليه، وخاصة بعد أن شاع أنه قد قتل، فدعا إلى البيعة، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان .
    قامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه، فقال : أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدًا .
    والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمر ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيمًا له، ثم قال : وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها .
    ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فلما رآه النبي قال : (لقد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل )، فتكلم سهيل طويلًا ثم اتفقا على قواعد الصلح .(شروط الصلح ):لما اتفق الطرفان على الصلح دعا رسول الله علي بن أبي طالب فقال له : "اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ".فقال سهيل : أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب : باسمك اللهم كما كنت تكتب .
    فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال اكتب : "باسمك اللهم " ثم قال : "اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله " فقال سهيل : والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال : «إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله ».ثم تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية :أن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه .ويمنعوا الحرب لمدة 10 سنين .أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل .عدم الاعتداء على أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب .أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه، وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين .ودخلت قبيلة خزاعة في عهد محمد  ، ودخل بنو بكر في عهد قريش .فلما فرغ من قضية الكتاب، قال محمد   لأصحابه : «قوموا فانحروا، ثم احلقوا » وما قام منهم رجل، حتى قالها ثلاث مرات . فلما لم يقم منهم أحد، قام ولم يكلم أحدًا منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه ؛ فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غما .
    (نتائج صلح الحديبية ):الاعتراف بكيان الدولة الإسلاميّة، فالمعاهدة دائمًا تنشأ بين كيانين نِدَّيْن لبعضهما البعض، في البداية كانت قريش تحارِب الدولة الإسلامية ولا تعترف بها كدولةٍ مستقلةٍ ولها شروطها وأحكامها، وإنما مع صلح الحديبيّة اعترفت قريش بالدولة الإسلاميّة، كما اعترفت القبائِل الأخرى بذلك أيضًا لأن القبائِل العربية كانت ترى بقريش الإمام والقدوة .
    تحقيق الرهبة والمهابة في قلوب الكافرين والمشركين، فمع صلح الحديبية أيقن المشركون أنّ الإسلام له الغلبة وأصبحوا يحسبون حسابًا للمسلمين، مما أدى إلى دخول الكثير في الإسلام مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص .
    فرصة لنشر الدين الإسلامي وتعريف الناس بتشريعاته وأحكامه، فكان صلح الحديبية بمثابة هدنةٍ وفترة راحةٍ ليتفرّغ المسلمون إلى نشر الإسلام، كما ساعد الرسول ﷺ على إرسال الرسائل إلى ملوك الفرس والروم والقبط لدعوتهم إلى الإسلام .توجه المسلمون إلى اليهود لإيقافهم والقضاء عليهم وتأديبهم وكل من عاونهم من القبائل، حيث إنّ المسلمين عندما أمنوا جانب قريش استطاعوا التركيز على اليهود .
    ميل حلفاء قريش إلى موقف المسلمين خلال فترة المفاوضات في الصلح، فمثلًا الحليس بن علقمة عندما رأى المسلمين يلبون رجع إلى أصحابه وقال لهم لقد رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فما أرى أن يصّدوا عن البيت .أعطى الصلح المسلمين الوقت الكافي للتجهيز من أجل غزوة مؤتة .كان الصلح مقدمةً لفتح مكة المكرمة .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نأخذ الأحكام المتعلقة بالحرب ومصالح أهل الإسلام وأمره وأمور السياسات من سيره ومغازيه ﷺ .
  • مشروعية المبادرة بطلب الصلح، وعقده مع الأعداء إذا كان فيه مصلحة راجحة للمسلمين .
  • أن نعرف أن عقد الهدنة والصلح لا يعني بالضرورة الحصول على كاف المكاسب .
  • أن الصلح لا يعني تعطيل الجهاد .

المحتوى الدعوي: