مرض النبي ﷺ ووصاياه

أهداف المحتوى:


  • التعرف على مرض موت النبي ﷺ .
  • معرفة أنه ﷺ ليس مخلَّدًا في هذه الدنيا .
  • معرفة وصاياه الأخيرة التي أوصى به قبيل وفاته ﷺ، ومعرفة أهميتها .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن مرض النبي ﷺ ووصاياه
  • عن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: لما نُزِلَ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً له على وجهه، فإذا اغْتَمَّ بها كشفها فقال -وهو كذلك-: "لَعْنَةُ الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد -يُحَذِّرُ ما صنعوا". ولولا ذلك أُبْرِزَ قَبْرُهُ، غير أنه خَشِيَ أن يُتَّخَذَ مسجدا. شرح وترجمة الحديث
  • عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ جلس على المنبر فقال : «إن عبدًا خيَّره الله أن يؤتيَه من زهرةِ الدنيا ما شاء، وبين ما عندَه، فاختارَ ما عندَه » فبكى أبو بكر . قال : فديناك بآبائنا وأُمهاتِنا فعجِبنا له، فقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ، يُخبر رسول الله ﷺ عن عبدٍ خيَّره الله بين أن يؤتيَه من زهرةِ الدنيا، وبين ما عندَه، وهو يقول : فدَيْناك بآبائنا وأمهاتِنا . فكان رسول الله ﷺ هو المخير، وكان أبو بكر أعلمَنا .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (مرض النبي ﷺ ووصاياه ):في اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11 هـ وكان يوم الاثنين - شهد رسول الله ﷺ جنازة في البقيع، فلما رجع - وهو في الطريق - أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه، وقد صلَّى النبي ﷺ بالناس وهو مريض 11 يومًا، وجميع أيام المرض كانت 13 أو 14 يومًا .
    الأسبوع الأخير : ثقل برسول الله ﷺ المرض، فجعل يسأل أزواجه : «أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟ » ففهمن مراده، فأذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب، عاصبًا رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته، وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله ﷺ، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة .
    قبل الوفاة بخمسة أيام :ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، فقال : «هريقوا علي سبعِ قِرَب من آبار شتَّى، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم » فأقعدوه في مخضب، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول : «حسبُكم، حسبُكم »، وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد - وهو معصوب الرأس - حتى جلس على المنبر، وخطب الناس - والناس مجتمعون حوله - فقال : «لعنةُ اللهِ على اليهودِ والنصارى، اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ » - وفي رواية «قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد - وقال : «لا تتخذوا قبري وثنًا يُعبد » [متفق عليه ].
    وعرض نفسه للقصاص قائلا : «من كنتُ جلدتُ له ظهرًا فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنتُ شتمتُ له عرضًا فهذا عرضي فليستقد منه »، ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها، فقال رجل : إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال : أعطِه يا فضلُ .
    ثم أوصى بالأنصار قائلًا :«أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم » وفي روايةٍ أنه قال : «إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمرًا يضر فيه أحدا أو ينفعه فليقبل من مُحسنِهم، ويتجاوز عن مُسيئهم ».ثم قال : «إن عبدًا خيَّره الله أن يؤتيَه من زهرةِ الدنيا ما شاء، وبين ما عندَه، فاختارَ ما عندَه » قال أبو سعيد الخدري : فبكى أبو بكر .
    قال : فديناك بآبائنا وأُمهاتِنا فعجِبنا له، فقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ، يُخبر رسول الله ﷺ عن عبدٍ خيَّره الله بين أن يؤتيَه من زهرةِ الدنيا، وبين ما عندَه، وهو يقول : فدَيْناك بآبائنا وأمهاتِنا . فكان رسول الله ﷺ هو المخير، وكان أبو بكر أعلمَنا .
    ثم قال رسول الله ﷺ «إن مِن آمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذًا خليلًا غير ربي لاتخذتُ أبا بكر خليلًا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين نفي المسجد باب إلا سدَّ، إلا باب أبي بكر .
    قبل أربعة أيام :ويوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال - وقد اشتد به الوجع -: «هلُّموا أكتب لكم كتابًا لن تضلُّوا بعده » - وفي البيت رجال فيه عمر - فقال عمر : قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبك كتاب الله . فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول : قربوا يكتب لك رسول الله ﷺ، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله ﷺ : «قوموا عني ».
    وأوصى ذلك اليوم بثلاث : أوصى بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وأوصى بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزه، أما الثالث فنسيه الراوي، ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي : الصلاة وما ملكت أيمانكم .
    والنبيّ ﷺ مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم - يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام - وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفا .وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد . قالت عائشة : فقال النبيّ ﷺ : «أصلى الناس؟ » قلنا : لا يا رسولَ الله، قلنا : لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك . قال : «ضعوا لي ماء في المخضبِ ».
    ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال : «أصلى الناس؟ » - ووقع ثانيًا وثالثًا ما وقع في المرة الأولى من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء - فأرسل إلى أبي بكر أن يصلِّيَ بالناس، فصلى أبو بكر تلك الأيام؛ 17 صلاة في حياته ﷺ .وراجعت عائشة النبيّ ﷺ ثلاث أو أربع مرات؛ ليصرفَ الإمامة عن أبي بكر، حتى لا يتشاءم به الناس، فأبى، وقال : «إنكنَّ صواحبُ يوسفَ . مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس ».
    قبل يوم أو يومين :ويوم السبت أو الأحد وجد النبيّ ﷺ في نفسه خفة، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخَّر، فأومأ إليه بأن لا يتأخر، قال : أجلساني إلى جنبه، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله ﷺ، ويسمع الناس التكبير .
    قبل يوم :وقبل يوم من الوفاة - يوم الأحد - أعتق النبيّ ﷺ غلمانه، وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها، وكانت درعه ﷺ مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من الشعير .
    آخر يوم من الحياة :روى أنس بن مالك : أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الاثنين - وأبو بكر يصلي بهم - لم يفجأهم إلا رسول الله ﷺ كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم، وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسَّم يضحك، فنكصَ أبو بكر على عقبيه؛ ليصِلَ الصف، وظنَّ أن رسول الله ﷺ يريد أن يخرج إلى الصلاة . فقال أنس : وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحًا برسول الله ﷺ، فأشار إليهم بيده رسول الله ﷺ أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر .ثم لم يأتِ على رسول الله ﷺ وقت صلاة أخرى .ولما ارتفع الضحى، دعا النبيّ ﷺ فاطمة فسارّها بشيء فبكت .
    ثم دعاها، فسارها بشيء فضحكت، قالت عائشة، فسألنا عن ذلك - أي فيما بعد - فقالت : سارت النبيّ ﷺ : أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيتُ، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله يتبعُه فضحكتُ .وبشر النبيّ ﷺ فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين .ورأت فاطمة ما برسول الله ﷺ من الكرب الشديد الذي يتغشَّاه، فقالت : واكرب أباه . فقال لها : «ليس على أبيك كرب بعد اليوم ».ودعا الحسن والحسين قبلهما، وأوصى بهما خيرًا، ودعا أزواجه فوعظهن وذكرهن .
    وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله يخبر حتى كان يقول : يا عائشةُ، ما أزال أجدُ ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم .وأوصى الناس، فقال : «الصلاةَ الصلاةَ وما ملكت أيمانكم »، كرَّر ذلك مرارًا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • معرفة تفاصيل مرض الحبيب المصطفى ﷺ، وتفاصيل آخر أيام حياته .
  • معرفة حرص النبي ﷺ على صلاة الجماعة مع ما كان به من شدة المرض .
  • معرفة وصاياه الأخيرة، والعضّ عليها بالنواجذ وتنفيذها .
  • ننشر سيرة النبي ﷺ ما استطعنا .