تأملات في سورة الفاتحة

عناصر الخطبة

  1. فضل سورة الفاتحة
  2. أسماؤها
  3. وقفات مع آياتها
  4. واجبنا تجاه هذه السورة الكريمة
اقتباس

ومَعَنا -عباد الله- سورة هي أعظم سور القرآن، “مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلا فِي الإِنْجِيلِ وَلا فِي الزَّبُورِ وَلا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا”، كما رواه أحمد وصححه الألباني، سورة نرددها في كل ركعة من كل صلاة، مفروضة كانت أم مسنونة، سورة لا تصح صلاتنا إلا بها. “سورة الفاتحة”، هذه السورة المباركة، أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها أعظم سور القرآن، كما ثبت في صحيح البخاري…

الخطبة الأولى:

إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له.

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أما بعد: فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.

عباد الله: القرآن كلام الله -تعالى- تكلم به حقيقة وأنزله على سيدنا محمد  -صلى الله عليه وسلم-، فهو شرف لهذه الأمة، وفضلٌ من الله عليها.

أُنزل هذا القرآن الكريم للتدبر لا لمجرد التلاوة؛ قال الله -عز وجل-: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص:29].

ومَعَنا -عباد الله- سورة هي أعظم سور القرآن، "مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ وَلا فِي الإِنْجِيلِ وَلا فِي الزَّبُورِ وَلا فِي الْفُرْقَانِ مِثْلُهَا"، كما رواه أحمد وصححه الألباني، سورة نرددها في كل ركعة من كل صلاة، مفروضة كانت أم مسنونة، سورة لا تصح صلاتنا إلا بها.

سورة "الفاتحة"، هذه السورة المباركة، أخبرنا رسول الله  -صلى الله عليه وسلم- بأنها أعظم سور القرآن، كما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد بن المعلّى -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: "لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ"، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: "لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟"، قَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، سورة الفاتحة، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ".

سورة مباركة تميزت بفضائل كثيرة، فمن فضائلها ما تقدم من أنها أعظم سورة في القرآن، ومن فضائلها تعدد أسمائها، وذلك لعلو مكانتها وعظمة معانيها، فتسمى: "فاتحة الكتاب"؛ لأنها أول سور القرآن، وعنوان مقاصده.

وتسمى "أم القرآن"؛ لأنها قد اشتملت على أمهات المعاني التي أودعها ربنا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وكذلك تسمى سورة الفاتحة: "الصلاة"، كما في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: "يَقُولُ اللَّهُ -عز وجل-: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، نِصْفُهَا لِي وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ…".

وتسمى كذلك "السبع المثاني والقرآن العظيم"، كما مر معنا، وقال كثير من المفسرين: هي المقصود بقول ربنا -جل جلاله-: ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ﴾ [الحجر:87].

وهذه السورة المباركة كذلك تسمى "الرقية"، وذلك لما قرأ أحد الصحابة على رجل لديغ فبرأ بإذن الله، سأله رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-: "وما قرأت؟"، قال: فاتحة الكتاب يا رسول الله، قال: "وما يدريك أنها رقية؟" رواه البخاري.

ولكن كونها شفاء، بل وكون القرآن كله شفاء، كما قال -تعالى-: ﴿وَنُنَزِّل مِنْ الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء:82]، لا بد له من تحقق شرطين مهمين وأصلين عظيمين: الأول: أن يكون هناك يقين جازم وثقة بالله كاملة بأن القرآن شفاء، هذا من جهة الراقي. والثاني: أن يكون هناك يقين جازم أيضا من المريض بأن القرآن شفاء, ولكن هذا الشفاء قد يتعجل وقد يتأخر؛ لحكمة يعلمها الله -جل وعلا-.

أيها المؤمنون: اشتملت هذه السورة على أعظم ما يمكن ذكره في هذا الموضع، فاشتملت على ذكر الحمد الذي هو أكمل العبادات, افتتح ربنا -جل جلاله- كتابه بالحمد: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾، وهي أكمل عبادة ذكرها ربنا -جل جلاله- في هذه السورة, ثم ذكر اسمه الأعظم: ﴿الله﴾ الذي هو أعظم الأسماء وأشملها لمعاني الأسماء الأخرى، ومعناه: المستحق للعبادة -جل وعلا-، ثم ذكر ربوبيته للعالمين، والعالَمُون كل ما سوى الله -عز وجل-: ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23) قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ(24)﴾ [الشعراء:23-24].

ثم ذكر أعظم صفاته، صفة الرحمة: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة:3]، هذه الصفة التي يحتاج إليها العبد، بل يضطر إليها، لولا رحمة الله -عز وجل- لما وهبنا هذه النعم، لَمَا هدانا صراطا مستقيمًا، لَما أسبغ علينا آلاءه ونعمه ظاهرة وباطنة، فذكر ربنا -جل جلاله- في هذه السورة أعظم صفاته.

ثم قال: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5]، أي: لا نعبد إلا أنت، ولا نستعين إلا بك، فجمعت هذه الآية الدين كله: العبادة والاستعانة. فالعبادة لا تصح أن تكون عبادة إلا بشرطين: الإخلاص، والمتابعة للنبي-صلى الله عليه وسلم-.

ثم ذكر ربنا -جل جلاله- في هذه السورة أعظم حقوقه وهي العبادة، وأعظم حظوظ العبد وهي الاستعانة.

ثم ذكر أعظم الدعاء: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة:6]، كونك يا مسلم تدعو ربك أن يهديك صراطًا مستقيمًا هذا هو أعظم دعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة، فمن هُدي صراطًا مستقيمًا فمآله إلى الجنة، مصيره إلى رضوان الله.

ثم بين ربنا هذا الصراط فقال: ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة:7]، لكن ما هو الصراط؟! وكيف نصل إليه؟!.

ولك أن تتأمل -عبد الله- فضل هذا الدعاء وأهميته، حيث إن الذي علّمك الدعاء هو الله، والذي ضمن الإجابة هو الله! وأنت تكرر هذا الدعاء في اليوم والليلة سبع عشرة مرة في الصلوات المفروضة.

نعم عبد الله، دعاء عظيم جدا، فالصراط المستقيم هو صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح.

ثم ندعو ربنا -جل جلاله- بعد ذلك بأن يجنبنا صراط وطريق من غضب عليهم ولعنهم، فالمغضوب عليهم هم الذين علموا لكنهم لم يعملوا، وهي طريقة اليهود. والضالون هم الذين عبدوا الله على جهل، وهي طريقة النصارى. فالحذار الحذار، والفرار الفرار من هذين الوصفين! قال أهل العلم: "ذكر اليهود والنصارى في هذه السورة؛ لأنهم رؤوس فِرَق الضلال، فمَنْ عبد الله على جهل ففيه شَبَه مِن النصارى، ومَنْ علم ولم يعمل ففيه شبه من اليهود"، أمرنا ربنا -جل جلاله- بأن نتبرأ من طريقهم، وأن نسأل الله -عز وجل- أن يجنبنا صراطهم.

اللهم اهدنا صراطا مستقيما، نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين.

وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله النبي الأمين، بعثه الله بالهدى واليقين؛ لينذر من كان حيًّا ويحق القول على الكافرين، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى إخوانه الأنبياء المرسلين، وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله حق تقاته، وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون.

واعلموا أنه يجب علينا تجاه هذه السورة عدة أمور، فمنها: إحسان وإتقان قراءتها كما ينبغي، وإنك لتحزن أشد الحزن عندما تسمع مصلّياً محافظا على الصلوات الخمس ومن رواد الصفوف الأولى لكنه يلحن في الفاتحة لحنا جلياً يغيّر المعنى وله سنوات على تلك الحالة، ولم يستطع أن يتغلب على نفسه ويقرأ القرآن على من هو أعلم منه ليوقفه على أخطائه.

هذا سيد البشر الذي أنزل عليه القرآن يقول الله عنه: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النمل:6]، نعم، يتلقى القرآن من جبريل -عليه السلام- مع أنه سيد البشر وهو الذي أنزل عليه القرآن, ولكن الشيطان يستحوذ على ابن آدم ويمنعه من التعلم، إلا أن هذا لا يعفيك أمام الله -جل وعلا-.

ومن الوقفات -كما تقدم- أن نعتني بتدبر ألفاظها ومعانيها، ففيها أسرار وحِكم، وهكذا ينبغي أن نكون أيها المسلمون، إذا قرأ الواحد منا سورة الفاتحة فليعلم يقينًا أن الله سميع بصير، أن الله يسمع قراءته ويرى مكانه ويعلم بحاله.

فإذا قلت: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2]، كن على يقين بأن الله -عز وجل- يسمع لمن حمده ويقول -جل جلاله-: "حمدني عبدي" فإذا قلت: ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، قال الله -جل جلاله-: "أثنى علي عبدي"، وهكذا من أجل أن يستحضر المسلم عظمة ربه وهو في صلاته. فإذا قلت: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال الله: "مجدني عبدي". فإذا قلت: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾، قال الله: "هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل".

ثم تأمل، ماذا تسأل؟ وبماذا يجيبك ذو الفضل والإحسان؟ فإذا قلت: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ(7)﴾ [الفاتحة:6-7]، قال الله -عز وجل-: "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل".

عبد الله: أبعد هذا الشرف شرف؟! أبعد هذا الفضل فضل؟! ربك تبارك وتعالى يجيبك وهو فوق سماواته مستو على عرشه مطلع على خلقه: حمدني عبدي.. أثنى عليّ عبدي.. مجدني عبدني.. ولكن كثيرا منا يدخل إلى الصلاة ببدنه ويخرج ببدنه، وأما القلب فهو في سهو ولهو وغفلة.

فاللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها، اللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها، اللهم أيقظ قلوبنا من غفلتها. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، اللهم زدنا يقينا وتصديقاً، وهدى وتوفيقاً.

اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماض فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا. اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا، يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك. اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك، اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم وأكرم نزلهم ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازهم بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفرانا.

اللهم أقل عثرات المسلمين وردهم إليك رداً جميلاً، اللهم اجمع كلمتهم على الحق والهدى وألّف بين قلوبهم ووحد صفوفهم وارزقهم العمل بكتابك وسنة نبيك، وانتصر لعبادك المستضعفين في كل مكان، اللهم واحقن دماءهم وصن أعراضهم وتولّ أمرهم وسدد رميهم وعجّل بنصرهم، وفرّج كربهم، وانصرهم على القوم الظالمين.

اللهم عليك بأعداء الدين، من الكفرة المجرمين، والطغاة الملحدين، الذين قتلوا العباد، وسعوا في الأرض بالتخريب والتقتيل وأنواع الفساد، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين، اللهم شتت شملهم وأحبط سعيهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز.

اللهم أصلح أحوالنا ونياتنا وذرياتنا واختم بالصالحات أعمالنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا.  اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.

اللهم نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلُمّ بها شعثنا، وترُدّ بها الفتن عنا.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.