البحث

عبارات مقترحة:

الحيي

كلمة (الحيي ّ) في اللغة صفة على وزن (فعيل) وهو من الاستحياء الذي...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

المسلم ومقومات الثبات

العربية

المؤلف محمد ابراهيم السبر
القسم خطب الجمعة
النوع نصي
اللغة العربية
المفردات المنجيات
عناصر الخطبة
  1. كثرة الساقطين في وحل الشبهات والشهوات .
  2. الحاجة إلى الأخذ بأسباب الثبات .
  3. ثبات الإنسان على الحق بثبات قلبه .
  4. ماهية الثبات والحاجة إلى معرفة مقوماته .
  5. وسائل ومقومات الثبات على الحق .
  6. صيانة القلب عن الذنوب والمعاصي .

اقتباس

إن ثبات القلب في وجه رياح الشبهات والشهوات أمر في غاية الأهمية؛ لكونه يتعلق بالمنهج الذي يسلكه صاحبه في الحياة، ويحدد مصيره ومآله بعد الممات. ولا ثبات للقلب إلا بتثبيت الله. وحري بالمسلم معرفة مقومات الثبات على الحق والهدى للتمسك بها، والعمل بموجبها، ومعرفة أسباب...

الخطبة الأولى:

عباد الله: من يتأمل ما يمر به العالم اليوم من ألوان الاضطرابات، وما يعصف به من فتن الشبهات والشهوات يوقن أن الثبات على الحق أمرٌ عزيز، لا يوفق إليه إلا من أعانه الله -تعالى- على ذلك.

وتعظم الحاجة إلى الأخذ بأسباب الثبات في أوقات الفتن سيما فتن آخر الزمان حيث كثرة الانتكاس والارتكاس؛ كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً".

ولذا فإن ثبات القلب في وجه رياح الشبهات والشهوات أمر في غاية الأهمية لكونه يتعلق بالمنهج الذي يسلكه صاحبه في الحياة، ويحدد مصيره ومآله بعد الممات.

ولا ثبات للقلب إلا بتثبيت الله، قال تعالى: (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[الأنفال: 24]، وقال تعالى: (يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء)[إبراهيم: 27]، وقال سبحانه: (وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً)[الإسراء: 74]، وفي الحديث: "إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"(رواه مسلم).

والثبات: هو الاستقامة على الهدى والتمسك بالسنة في الأقوال والأفعال، وترك الذنوب والمعاصي، واجتناب الشهوات والشبهات.

فحري بالمسلم معرفة مقومات الثبات على الحق والهدى للتمسك بها، والعمل بموجبها، ومعرفة أسباب الانحراف والردى للنأي والبعد عنها؛ لأنَّ الثباتَ حتى الممات هو ثمرةُ الهداية التي ينشدها، ويحرص عليها كل مسلم ومسلمة.

وسؤال الله الثبات هو ديدن المؤمنين، قال تعالى مخبراً عنهم أنهم قالوا: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8].

ومن أهم المقومات التي من تمسك بها ثبت ونجا من الفتن، ومن تهاون بها انحرف وضل: الاعتصامُ بالكتابِ والسنةِ انقياداً وعملاً وتطبيقاً، قال تعالى: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[آل عمران: 103]، قال الشوكاني في "فتح القدير": "أمرهم سبحانه بأن يجتمعوا على التمسك بدين الإسلام، أو بالقرآن، ونهاهم عن التفرق الناشئ عن الاختلاف في الدين".

والاعتصام بالكتاب والسنة أمان من الضلال، ففي الحديث: "تركت فيكم أمرينِ لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتابُ الله وسنتي"، وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال: "لما وقع من أمر عثمان -رضي الله عنه- ما كان وتكلم الناس في أمره أتيت أبي بن كعب فقلت: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: كتابُ الله".

ومن مقومات الثبات: الدعاءُ: (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)[آل عمران: 8]، وكان أكثر دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا مقلبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينك"، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد".

والقرآن العظيم من أعظم وسائل التثبيت، ولذا كانت الحكمة من إنزال القرآن منجَّماً ومفصلاً هي تثبيت قلب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)[الفرقان: 32]، وأخبر سبحانه أنه أنزل هذا القرآن لتثبيت المؤمنين، فقال: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النحل: 102]، فالقرآن يقوي الإيمان ويزكي النفس ويوثق صلة العبد بربه، ومن قرأه بتدبر اطمأن قلبه وانشرح فؤاده وأمن من رياح الفتن أن تؤثر فيه، قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28].

وتدبر القرآن يجعل المسلم يستشعر عظمة الله -عز وجل-، ومن استشعر عظمة الله ثبت قلبه وامتلأ محبة وانقياداً لخالقه ومولاه.

ومَنْ تدبر قصص الأنبياء والصالحين في القرآن ثبت قلبه، وعلم أن ثمة من سبقه في الطريق فاقتدى بهم، وتمسك بهديهم، قال تعالى: (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)[هود: 120]، ومن ذلك: ثبات النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)[آل عمران: 173].

والذكر من أعظم مقومات الثبات: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ)[العنكبوت: 45]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا)[الأنفال: 45]، والذكر وجاء وحماية للعبد من الشيطان.

ومن مقومات الثبات: الالتفافُ حولَ العلماءِ الذين أشعر الله بفضلهم بقوله: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[المجادلة: 11]، وأذن بتعظيمهم بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ)[النساء: 59].

قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها" فالعلماء نبراس الأمة، وصمام الأمان، تحتاجهم الأمة أكثر من حاجتها إلى الطعام والشراب، قال الإمام أحمد: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته إلى العلم بعدد أنفاسه".

فالعلماء هم منارات الأرض، وهم فيها بمنزلة النجوم في السماء يهتدي الحيران في الظلماء، والفتنة إذا أقبلت عرفها العلماء، وإذا أدبرت عرفتها العامة، وقد مرت أحداثٌ قديماً وحديثاً أثبتت أن العلماء الراسخين هم أجدر بالقول في النوازل والحُكْمِ فيها، قال علي بن المديني -رحمه الله-: "أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة".

ومن مقومات الثبات: التمسك بمنهج السلف الصالح، فعن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- قال: "صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ قال: "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"(رواه أبو داود والترمذي).

والبعد عن منهج السلف الصالح سبب في الحيرة والزيغ والضلال، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "إذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة الفتن وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم".

ومن منهج السلف الصالح لزوم جماعة المسلمين وإمامهم وعدم الخروج عليهم، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية.

والتخلق بخلق الصبر من مقومات الثبات، فعن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، ولمن ابتلي فصبر فَوَاهاً" أي ما أحسن ما فعل(رواه أبو داود)، وقال النعمان بن بشير: "إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن فأعدوا للبلاء صبراً".

نعم- عباد الله- لقد جعل الله الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يهزم، وحصناً حصيناً لا يهدم ولا يثلم.

صبرتُ فكان الصبر خير مغبة

وهل جزع يجدي علي فاجـزع

ملكت دموع العين حتى رددتها

إلى ناظري فالعين في القلب تدمع

لقد حوصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من المسلمين في شعب من شعاب مكة مدة ثلاث سنوات، والمسلمون صابرون محتسبون لما أصابهم من جهد البلاء وشدة الكرب، حتى كانوا يأكلون ورق الشجر وقِطَع الجلود، إلى أن هيأ الله أسباب الفرج فنقضت الصحيفة الظالمة ونودي برفع الحصار عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن أقاربه وأصحابه، لقد صبر صلى الله عليه وسلم وتحمل المشقة والعناء وهو المجاب الدعوة والمؤيد من السماء ليرسم للأمة منهجاً تسير على خطاه في الصبر وعدم الاستعجال، فالصبر مفتاح الفرج ومقدمة النصر، قال عليه الصلاة والسلام: "واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".

ومن مقومات الثبات: العمل للدين والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ففي الدعوة إلى الله إشغال النفس بالطاعة بأحسن الأقوال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[فصلت: 33]، والدعوة نصرة لدين الله، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[محمد: 7].

ونبي الله يوسف -عليه السلام- جعل السجن مدرسة للتوحيد، ومنبراً للدعوة: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف: 39].

ومن مقومات الثبات: سلوك منهج التوسط والاعتدال وعدم الغلو والتنطع في الدين، قال صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو"، فلا بد من التوازن في جوانب التربية الإيمانية والأخلاقية ذلك أن بعضهم يتقد حماساً مدة معينة ثم لا يلبث أن يخبو، والمنبت لا ظهراً أبقى ولا أرضا قطع.

وقد يصل بالمتحمس الأمر إلى الغلو ومن ثم التقصير؛ لأنه سيكل ويمل ثم بعد ذلك ينتكس.

والصحبة الصالحة خير معين على الثبات: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)[الكهف: 28]، وقال صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".

فالصاحب ساحب والطبع استراق، والمؤمن مرآة أخيه إن رأى منه خيراً حثه عليه، وإن رأى منه تقصيراً نبهه.

ومن مقومات الثبات: شغل الوقت بالمفيد مما يقي من أسباب الانحراف والانجراف فالفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك تبلد الفكر، وثخن العقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس، والأفكار الرديئة على القلب، وربما حدث له إرادات سيئة شريرة ينفس بها عن الكبت الذي أصابه من الفراغ.

لقد هاج الفراغ عليه شغلاً

وأسباب البلاء من الفراغ

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم…

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.

وبعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، فتقواه سبحانه هي المخرج من الفتن: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا)[الطلاق: 2]، وقال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)[الطلاق: 4].

واعلموا أن من تقوى الله الامتثال لما أمر الله به: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْراً عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا)[النساء: 66-68].

والإكثار من العمل الصالح: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ)[آل عمران: 133]، (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ)[الحديد: 21].

فالواجب على المسلم المرابطة على ثغور القلب، وحمايتها من الذنوب والمعاصي، فترك المعاصي والذنوب صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها من أسباب الثبات، والذنوب من أسباب الزيغ، وقال عليه الصلاة والسلام: "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن تجتمع على العبد حتى يهلكنه"، وفي اللفظ الآخر: "فإن لها من الله طالباً".

اللهم صل وسلم على نبينا محمد…