الشّاذِياخُ
بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت، وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ يقال لها الشاذياخ. وشاذياخ أيضا: مدينة نيسابور أمّ بلاد خراسان في عصرنا، وكانت قديما بستانا لعبد الله بن طاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور، فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور: أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصبا فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيورا فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته، فقال له الجندي يوما: اذهب واسق فرسي ماء، فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال لزوجته: اذهبي أنت واسقي فرسه لأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل، فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة، واتفق ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرسا وتسقيه فما خبرك؟ فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله الله! ثمّ أخبرته الخبر، فغضب وحوقل وقال: لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شرّا، ثمّ أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حلّ ماله ودمه، وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه دارا له وأمر الجند ببناء الدور حوله، فعمّرت وصارت محلّة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالّها ثمّ بنى أهلها بها دورا وقصورا، هذا معنى قول الحاكم، فإنّني كتبت من حفظي إذ لم يحضرني أصله، ولذلك قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر: فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا بالشاذياخ ودع غمدان لليمن فأنت أولى بتاج الملك تلبسه من ابن هوذة يوما وابن ذي يزن ثمّ انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمرّ بها بعض الشعراء فقال: وكان الشاذياخ مناخ ملك، فزال الملك عن ذاك المناخ وكانت دورهم للهو وقفا، فصارت للنّوائح والصّراخ فعين الشّرق باكية عليهم، وعين الغرب تسعد بانتضاخ وقال آخر: فتلك قصور الشاذياخ بلاقع، خراب يباب والميان مزارع وأضحت خلاء شاذمهر وأصبحت معطّلة في الأرض تلك المصانع وغنّى مغنّي الدّهر في آل طاهر بما هو رأي العين في الناس شائع عفا الملك من أولاد طاهر بعد ما عفا جشم من أهله والفوارع وقال عوف بن محلّم في قطعة طويلة أذكرها بتمامها في الميان، إن شاء الله: سقى قصور الشّاذياخ الحيا من بعد عهدي وقصور الميان فكم وكم من دعوة لي بها ما إن تخطّاها صروف الزّمان وكنت قدمت نيسابور في سنة 613، وهي الشاذياخ، فاستطبتها وصادفت بها من الدّهر غفلة خرج بها عن عادته واشتريت بها جارية تركية لا أرى أن الله تعالى خلق أحسن منها خلقا وخلقا وصادفت من نفسي محلّا كريما، ثمّ أبطرتني النعمة فاحتججت بضيق اليد فبعتها فامتنع عليّ القرار وجانبت المأكول والمشروب حتى أشرفت على البوار، فأشار عليّ بعض النصحاء باسترجاعها، فعمدت لذلك واجتهدت بكلّ ما أمكن فلم يكن إلى ذلك سبيل لأن الذي اشتراها كان متموّلا وصادفت من قلبه أضعاف ما صادفت مني، وكان لها إليّ ميل يضاعف ميلي إليها، فخاطبت مولاها في ردّها عليّ بما أوجبت به على نفسها عقوبة، فقلت في ذلك: ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب؟ فإنّي إليها، ما حييت، طروب بلاد بها تصبي الصّبا ويشوقنا ال شمال ويقتاد القلوب جنوب لذاك فؤادي لا يزال مروّعا، ودمعي لفقدان الحبيب سكوب ويوم فراق لم يرده ملالة محبّ ولم يجمع عليه حبيب ولم يحد حاد بالرّحيل، ولم يزع عن الإلف حزن أو يحول كثيب أئنّ ومن أهواه يسمع أنّتي، ويدعو غرامي وجده فيجيب وأبكي فيبكي مسعدا لي فيلتقي شهيق وأنفاس له ونحيب على أن دهري لم يزل مذ عرفته يشتّت خلّان الصّفا ويريب ألا يا حبيبا حال دون بهائه. .. على القرب باب محكم ورقيبفمن يصح من داء الخمار فليس من. .. خمار خمار للمحبّ طبيب بنفسي أفدي من أحبّ وصاله، ويهوى وصالي ميله ويثيب ونبذل جهدينا لشمل يضمّنا، ويأبى زماني، إنّ ذا لعجيب! وقد زعموا أن كل من جدّ واجد، وما كلّ أقوال الرجال تصيب ثمّ لما ورد الغزّ إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في سنة 548 قدموا نيسابور فخرّبوها وأحرقوها فتركوها تلالا فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمّروها، فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا، ثمّ خرّبها التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فلم يتركوا بها جدارا قائما، فهي الآن فيما بلغني تلول تبكي العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.
[معجم البلدان]
شاذياخ
اسم مدينة بخراسان على قرب نيسابور. كانت بستاناً لعبد الله بن طاهر بن الحسين. ذكر الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور أن عبد الله بن طاهر قدم نيسابور بعساكره، فنزلوا في دور الناس غصباً، فاتفق أن بعض أصحابه دخل دار رجل له زوجة حسناء، وكان رجلاً غيوراً لا يفارق داره غيرةً على زوجته، فقال له الجندي يوماً: اذهب بفرسي واسقه ماء! فلم يجسر على خلافه ولم يستطع مفارقة أهله، فقال لزوجته: اذهبي أنت بفرسه واسقيه حتى احفظأنا أمتعتنا! فمضت المرأة وكانت وضيئة حسناء، فاتفق ركوب عبد الله بن طاهر، فرأى المرأة تقود الفرس فقال لها: ما شأنك؟ لست أهلاً لهذا! فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر! فأخبرته الحال فغضب وحولق، فأمر العرفاء في عسكره: من بات بالمدينة حل ماله ودمه! وسار إلى شاذياخ وبنى بها قصراً، والجند كلهم بنوا بجنبه دوراً، فعمرت وصارت أحسن الأماكن وأطيبها؛ قال الشاعر: فاشرب هنيئاً عليك التّاج مرتفقاً بالشّاذياخ، ودع غمدان لليمن فأنت أولى بتاج الملك تلبسه من ابن هوذة فيها وابن ذي يزن فلما استولى الغز على خراسان في عهد سنجر بن ملكشاه سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وخربوا نيسابور وأحرقوها، انتقل من بقي منهم إلى شاذياخ وعمروها حتى صارت أحسن بلاد الله وأطيبها، وكانت ذات سور حصين وخندق وكثرة خلق إلى سنة ثمان عشرة وستمائة، استولى عليها التتر وخربوها، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
[آثار البلاد وأخبار العباد]
الشاذياخ
بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت، وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ، يقال لها الشاذياخ. والشاذياخ أيضا: مدينة بنيسابور أمّ بلاد خراسان فى عصرنا، كانت قديما بستانا لعبد الله ابن طاهر؛ فنزل نيسابور لما قدمها ونزل عسكره فى منازلها، فلما علم بتعديهم عليهم عمر قصرا بالشاذياخ، ونادى فى عسكره من بات بنيسابور حل ماله ودمه، وأمر الجند أن يبنوا حول قصره فعمرت واتصلت بالمدينة ، وصارت محلة منها كبيرة، وخرب بعد ذلك ما سواها من المدينة؛ فهى نيسابور.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]