ولا تقربوا الزنا

عناصر الخطبة

  1. فاحشة الزنا وبعض الآفات المصاحبة لها
  2. بعض العواقب الوخيمة لفاحشة الزنا في الدنيا والآخرة
  3. أسباب جريمة الزنا وواجب أولياء الأمور تجاه ذلك
  4. الزنا قرض ودين وبعض القصص في ذلك
اقتباس

ما أقبح جريمة الزنا! إنه يبدد الأموال، وينتهك الأعراض، ويقتل الذرية، ويهلك الحرث والنسل، عاره يهدم البيوت، ويطأطئ الرؤوس، يسوَّد الوجوه، ويخرس الألسنة، ويُهبط بالرجل العزيز إلى هاوية من الذل والحقارة والازدراء، هاوية ما لها من قرار، ينزع ثوب الجاه مهما…

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله …

أما بعد:

اتقوا الله -تعالى-، واعلموا -رحمكم الله- بأن أفحش الفواحش، وأحط القاذورات، جريمة الزنا، حرمه ربكم وجعله قريناً للشرك في سفالة المنزلة. وفي العقوبة والجزاء، فقال تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[النور: 3].

ويقول في الجزاء والعقوبة: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا(69)﴾[الفرقان: 68- 69].

ما أقبح جريمة الزنا! إنه يبدد الأموال، وينتهك الأعراض ويقتل الذرية ويهلك الحرث والنسل، عاره يهدم البيوت، ويطأطئ الرؤوس، يسوَّد الوجوه، ويخرس الألسنة، ويُهبط بالرجل العزيز إلى هاوية من الذل والحقارة والازدراء، هاوية، ما لها من قرار، ينزع ثوب الجاه مهما اتسع، ويخفض عالي الذكر مهما ارتفع.

إن جريمة الزنا، لطخة سوداء إذا لحقت بتاريخ أسرة، غمرت كل صفحاتها النقية.

إنه قبيح لا يقتصر تلويثه على فاعله، بل إنه يشوه أفراد الأسرة كلها، خصوصاً إذا صدر من أنثى، إنه يقضي على مستقبلهم جميعاً.

إنه العار الذي يطول ولا يزول، يتناقله الناس زمناً بعد زمن، بانتشاره تغلق أبواب الحلال، ويكثر اللقطاء، وتنشأ طبقات في المجتمع بلا هوية.

إنه الزنا، يجمع خصال الشر كلها، من الغدر والكذب والخيانة.

إنه ينزع الحياء ويذهب الورع، ويزيل المروءة، ويطمس نور القلب، ويجلب غضب الرب.

إنه إذا انتشر، أفسد نظام العالم، في حفظ الأنساب، وحماية الأوضاع، وصيانة الحرمات. والحفاظ على روابط الأسر، وتماسك المجتمع.

أيها المسلمون: إن من سنة الله -تبارك وتعالى-: أن الأمم لا تفنى، وأن الدول لا تسقط، وأن الحضارات لا تتلاشى، وأن المجتمعات لا تضعف، إلا حين تسقط الهمم، وتخور العزائم، وتستسلم الشعوب لشهواتها، ولا تهتم إلا بلذاتها فتتحول أهدافها من مثل عليا إلى شهوات دنيئة فتسود في المجتمع الرذائل، وينتشر الفواحش، وتفتك بها الأمراض الخبيثة، فلا تلبث تلك الدولة، أو ذلك المجتمع، أو هاتيك الحضارة: أن تتلاشى وتضمحل وتذهب ريحها، ويحق عليها قول الله -تعالى-: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾[الإسراء: 16].

أيها المسلمون: إن بعض الأخطاء إذا وقعت من الشخص، أو فعل بعض الكبائر، أو ارتكب بعض المعاصي، فإن المصلحة في بعض الأحيان يقتضي، الستر على هذا الإنسان والتغاضي عنه، والنظر إليه بعين الرحمة، إلا الزنا، فإن الله -جل وتعالى- نهانا أن تأخذنا بالزناة رأفة في دين الله، فقال جل وتعالى: ﴿وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾[النور: 2].

إن الزاني لم يرحم نفسه ولم يرحم التي أوقعها في فريسته، ولم يرحم الأسرة التي منها، ولا أسرة التي زنى بها، ولم يرحم كذلك المجتمع المسلم الذي يعيش فيه، وفوق هذا تجرأ على محارم الله، وخالف شرع الله، فكان لا يستحق الرحمة.

إن مستحل الزنا في الإسلام كافر خارج من الدين، والواقع فيه من غير استحلال فاسق أثيم، يرجم بالحجارة حتى يموت إذا كان محصناً، ويجلد ويغرب إذا كان غير محصن.

أيها الأحبة في الله: لقد نفى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كمال الإيمان عن الزاني؛ ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".

وأخبر بأن المجتمع كله يصيبه الأمراض والأوجاع بسبب انتشار الزنا؛ يقول ابن عمر -رضي الله عنهما- أقبل علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن" وذكر منها: "ولم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم".

ما ذنب المجتمع في أن ينتشر فيه الأمراض؟

ذنبه أنه لم يقاوم تيار الفساد، ولم يقاوم ولم يغير الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الزنا.

ذنبه أنه لم يأمر بالمعروف ولم ينهى عن المنكر.

ذنبه أنه في بعض الأحيان يقاوم تيار الصلاح، ويعترض على نشاط الدعوة والاستقامة ويمنع من كثرة الخير وبروز الدين.

فكان ذنب هذا المجتمع: أن يذوق مرارة الوجع مع الزناة والزواني الذين أصابهم الزهري والسيلان، وأمراض العصر الشهيرة من الإيدز وغيرها التي هي ولدية القاذورات.

فاتقوا الله -أيها المسلمون- اتقوا الله -تعالى- انتبهوا على أنفسكم، وانتبهوا على أولادكم وبناتكم.

إن الأسباب المؤدية إلى انتشار الزنا والرذيلة في المجتمع كثير، ولا يصلح أن نترك الأمور تسير كيفما اتفق، وكل منا يتبرأ من مسئوليته، لا بد من حماية أولادنا وبناتنا:

أولاً: مما يتبذل في الأسواق من التبرج والسفور والميوعة من قبل بعض الفاسدات، ومن الإغراء التي يخرجن بها الأجنبيات بحجة أنهم أجانب وغير مسلمين، فلا يصلح السكوت على مثل هذا الوضع.

وثانياً: مما يعرض في وسائل الإعلام من أغانٍ ماجنة، وصور فاضحة، وقصص ساقطة، وأفلام هابطة، مما يحرك ويثير شهوة الكبير المتزوج، فكيف بالشاب المراهق والبنت المراهقة، فكل من يتساهل في أن يُعرض، أو يسمع شيء من هذا في بيته، ثم يقع الانحراف من أحدٍ أولاده هنا في الداخل، أو يسافر إلى الخارج، لتفريغ ما ثار في نفسه، فإنه يتحمل قسطاً من الوزر يوم القيامة، أمام الله -جل وتعالى-.

وثالثاً: لا بد أن نشارك جميعاً في إسكات هذه الأبواق المضللة التي تسعى في نشر هذا السقوط الاجتماعي، إما بكتابة مقالاتهم في بعض الجرائد والمجلات، أو بنظم بعض القصائد ونشرها هنا وهناك، أو بأي طريقة أخر، يحاولون من خلاله نشر سمومهم وأفكارهم، وأقصد بهم التيار العلماني، الذي يسعى جاهداً بكل ما أوتي من حيلة ووسيلة إلى علمنة المجتمع وإلى تغريب حياة الناس، وجعل الواقع، يشابه الواقع الغربي المنحل في كل شيء.

فإنه لابد علينا جميعاً من فضح هؤلاء، ومقاومة شرهم بنشر الخير، ورد أفكارهم بالحجة والبرهان وإلا، لو ترك لهم المجال، ونشروا نتنهم، أصابنا جميعاً: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".

إنه لا بد علينا جميعاً: أن نقاوم كل ما يؤدي إلى ازدياد هذه الظاهرة، مما ذكرت أو غيرها.

وإلا فلن تسلم أسرة -والعياذ بالله- هذا عذاب الدنيا، وعقاب الدنيا.

أما عذاب الآخرة، فأشد وأبقى، عذاب تذهل له النفوس وتنقطع له الأفئدة.

جاء في صحيح البخاري وغيره عن سمرة -رضي الله عنه- في حديث طويل في خبر منام النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل وميكائيل جاءاه، قال: "فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع فيه لغظ وأصوات، قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة الحر،، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزناة والزواني، فهذا عذابهم إلى يوم القيامة".

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن ريح فروج الزناة والزواني يؤذي أهل النار شدة نتنها".

وعن الإمام أحمد والحاكم وصححه عن أنس -رضي الله عنه- قال: "من مات مدمن الخمر سقاه الله -جل وعلا- من نهر الغوطة" قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: "نهر يجري فروج المومسات– يعني البغايا – يؤذي أهل النار ريح فروجهم".

فأهل النار يعذبون بنتن ريح الزناة -والعياذ بالله -نسأل الله السلامة والعافية-.

فاتقوا الله -أيها المسلمون- وقفوا عند مسؤولياتكم، وخذوا على أيدي السفهاء، تنجو وتنج سفينتكم.

الزوج مسؤول والأم مسؤولة، والأب مسؤول، وولي الأمر مسؤول، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

اطلبوا النجاة لأنفسكم، وأولادكم، وكل من هو تحت مسؤوليتكم، قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[الإسراء: 32].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهدانا صراطه المستقيم، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله …

الخطبة الثانية:

الحمد لله …

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، واعلموا -سلمكم الله- بأن الزنا إثم، وجرم عظيم جداً، ما بعده إلا القتل، ثم الشرك برب العالمين، قال الله -تعالى-: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[الإسراء: 32].

وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن".

وفيهما أيضاً عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة".

وعن أبي هريرة مرفوعاً: "إذا زنى الرجل أُخرج من الإيمان، وكان عليه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه الإيمان".

قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "ليس بعد قتل النفس أعظم من الزنا".

وفي الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: "أن تجعل لله نداً وهو خلقك" قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي؟ قال: "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قلت" ثم أي؟ قال: "أن تزاني حليلة جارك".

وذكر سفيان بن عيينة عن جامع بن شداد عن أبي وائل عن عبد الله قال: "إذا بُخس المكيال حُبس القطر، وإذا ظهر الزنا وقع الطاعون، وإذا كثر الكذب كثر الهرج".

ويكفي في قبح الزنا: أن الله -سبحانه وتعالى- مع كمال رحمته، شرع فيه أفحش القتلات وأصعبها وأفضحها، وأمر أن يشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله.

ومن قبحه: أن الله فطر عليه بعض الحيوان البهيم الذي لا عقل له؛ كما ذكر البخاري في صحيحه عن عمرو بن ميمون الأودي قال: "رأيت في الجاهلية قرداً زنى بقردة فاجتمع عليهما القرود فرجموهما، حتى ماتا وكنت فيمن رجمها".

ورحم الله الإمام أحمد كثيراً ما ينشد:

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها *** من الحرام ويبقى الخزي والعار

تبقى عواقب سوء من مغبتها *** لا خير في لذة من بعدها النار

أيها المسلمون: قضية مهمة أختم بها حديثي معكم عن هذا الموضوع الخطير، وهو: أن الزنا دينٌ، الزنا قرضٌ.

الذي ينتهك أعراض الناس، لا بد وأن ينتهك عرضه، الذي يزني بنساء الناس، يزني بنسائه، إذا لم يتب ويرجع إلى الله -جل وتعالى- لماذا أصبحنا نسمع كثيراً عن نساء وبنات مجتمعنا، في كل يوم تقريباً تسمع بخبر في مدرسة بنات، أو كلية، أو سوق، أو شاطئ أو حديقة أو نحو ذلك.

بل تعدى الأمر إلى شقق كاملة للدعارة، لا يكاد يغيب شمس يوم إلا ويصيبك الغثيان، من مثل هذه الأخبار المزعجة، والذي يريد منكم أن يقف على حقائق وأرقام، بل حتى أسماء، فليتصل ببعض أعضاء الهيئة، وسيسمع العجب العجاب.

أقول: لماذا كثرت هذه الظاهرة عندنا؟!

لأنه في المقابل فسد الكثير من شباب ورجال المجتمع، بالألوف المؤلفة من يسافرون إلى الخارج لممارسة الجنس، فالعقوبة بمثلها آلاف مؤلفة من بنات المجتمع يزنى بهن -والعياذ بالله-.

كما تدين تدان: ﴿جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا﴾[يونس: 27].

وهناك الكثير من الأخبار والقصص التي تؤكد هذا الأمر؛ منها: ما ذكره الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في كتابه: "التاريخ": "أن رجلاً تاجراً في إحدى بلاد الشام أراد أن يرسل ابنه للتجارة إلى بلاد أخرى، وهذه التجارة، كانت تجارة الصابون، فلما عزم الابن المكلف على السفر أخذه أبوه على حدة وأسدى إليه نصائح عظيمة بليغة، وكان هذا التاجر له ابن وابنة فقط لا ثالث لهما، فقال لابنه: يا بني حافظ على عرض أختك هذا، فذهب الابن وكان خير مرسول، ومطبق للأمانة، ويصدق عليه قول الشاعر:

إذا كنت في حاجة مرسلاً *** فأرسل حكيماً ولا توصه

وبينما الأب ينظر يوماً إلى بنته من أعلى منزله إذ بالسَّقاء يحضر الماء يسكبها في مكانه المعهود، وبعد ما سكبه إذ بالبنت قريبة منه، فنال منها قبلة ثم خرج.

فتعجب الوالد من هذا الصنيع، فلما قفل الابن عائداً من سفره، وقد ربح كثيراً أخذ أبوه في استجوابه وسؤاله عن ما فعل، فأخذ الابن يذكر لوالده ما عمل من أمور التجارة، وكان الأب لا يريد هذا المغزى، فسأله عن سلوكه في ذهابه وغيابه، فقال الابن: والله يا أبت لم أصنع سوءً قط.

فكان الأب يكرر عليه السؤال، وكان الابن يعيد نفس الجواب.

ثم بعد ذلك قال الابن: إلا أني يا أبت في عودتي أصبت من امرأة قبلة فقط، فقال الأب: وكذلك السّقاء أصاب من أختك قبلة فقط، ولو زدت لزاد.

ورحم الله الشافعي حيث قال:

عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليق بمسلم

يا هاتكاً حُرم الرجال وتابعاً *** طرق الفساد فأنت غير مُكرّم

من يزن في قوم بألفي درهم *** في أهله يزنى بربع الدرهم

إن الزنا دين إن استقرضته *** كان الوفاء من أهل بيتك فاعلم

لو كنت حراً من سلالة ماجد *** ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم

من يزن يزن به ولو بجداره *** إن كنت يا هذا لبيباً فافهم

اللهم احفظنا من بين أيدينا …

اللهم احفظ نساءنا …

ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا …