الوارث
كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: «إذا كان يوم الجمعة وقَفَتِ الملائكةُ على باب المسجد يَكْتُبون الأوّلَ فالأوّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّر كمثل الذي يُهْدي بَدَنةً، ثم كالذي يُهْدي بقرة، ثم كَبْشا، ثم دَجاجة، ثم بَيضة، فإذا خرج الإمام طَوَوُا صُحُفَهم، ويسْتَمعون الذِّكرَ».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
تقف الملائكة على باب المساجد يوم الجمعة، يكتبون الداخلَ الأولَ ثم الذي يليه، ومَثَلُ أجرِ المبكِّر إلى الجمعة كمثل أجر الذي يذبح ناقة أو جملًا تقرُّبًا إلى الله -تعالى-، وأجر الذي يأتي بعده كأجر الذي يذبح بقرة تقرُّبًا إلى الله -تعالى-، وأجر الذي يأتي بعده كأجر الذي يذبح كبشًا من الغنم تقرُّبًا إلى الله -تعالى-، وأجر الذي يأتي بعده كأجر الذي يذبح دجاجة تقرُّبًا إلى الله -تعالى-، وأجر الذي يأتي بعده كأجر الذي يقرِّب بيضة إلى الله -تعالى-، فإذا خرج الإمام وطلع المنبر ليبدأ الخطبة، أغلق الملائكة صحفهم التي يكتبون فيها أسماء أهل الجمعة أولًا فأولًا، والأجر على قدر مراتبهم في السبق، وجلست الملائكة يستمعون الخطبة مع الناس.
المُهَجِّر | المُبَكِّر. |
يُهدي | تصدّق بها متقرّباً إلى الله. |
بَدَنة | جمل. |
طَوَوا | أغلقوا. |
الذِّكر | الخطبة. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".