الخبير
كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الخليفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | المهلكات - نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة |
إن المرء لا يصيب حقيقة الإيمان حتى لا يعيب الناس بما هو فيه، وحتى يبدأ بصلاح ذلك العيب، فيصلحه من نفسه. فالواجب على المغتاب: أن يتق الله، ويندم ويتوب، ويتأسف على ما فعله، ليخرج به من حق الله -تعالى-، ثم يستحل المغتاب ليحله، فـ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله المطلع على الخفيات والسرائر، العالم بالبواطن والظواهر، أحمده تعالى لا أحصي ثناءً عليه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى- وتوبوا إليه.
واعلموا: أن الغيبة محرمة بين المسلمين في الكتاب والسنة، قال تعالى: (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ)[الحجرات:12].
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعض خطبه حتى أسمع العواتق في بيوتهن: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته".
فاجتنبوا -رحمكم الله-: الغيبة، وتجنبوا غيبة إخوتكم يصلح الله لكم ذنوبكم.
فمن ذكر عندك أحدا من إخوانه بما يكرهه، فهو مغتاب له، وآكل للحم أخيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما الغيبة؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "ذكرك أخاك بما يكرهه" قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقوله؟ قال: "إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".
وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك".
وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ولا يبصر الجذع في عين نفسه".
إن المرء لا يصيب حقيقة الإيمان حتى لا يعيب الناس بما هو فيه، وحتى يبدأ بصلاح ذلك العيب، فيصلحه من نفسه.
فالواجب على المغتاب: أن يتق الله، ويندم ويتوب، ويتأسف على ما فعله، ليخرج به من حق الله -تعالى-، ثم يستحل المغتاب ليحله، فيخرج من مظلمته.
وينبغي أن: يستحله، وهو نادم على ما فعله حزين متأسف، وقد جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحلها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم، إنما يؤخذ من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه، فزيدت على سيئاته".
فاتقوا الله -عباد الله-: واحذروا الغيبة والنميمة، وجميع الأفعال المحرمة الذميمة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)[الحجرات:12].