البحث

عبارات مقترحة:

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

العلي

كلمة العليّ في اللغة هي صفة مشبهة من العلوّ، والصفة المشبهة تدل...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

العزيز

كلمة (عزيز) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) وهو من العزّة، ولها عدة معانٍ في اللغة هي: القوة، والغلبة، والقهر، والندور، واسم (العزيز) هو من أسماء الله الحسنى، يدل على ا تصافه بهذه المعاني اللغوية جميعها، على وجه الكمال الذي يليق به عز وجل. وهو اسم ثابت له سبحانه بالكتاب والسنة، وعليه إجماع الأمة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

أصله من مادّة (عزز)، قال ابن فارس: «والعين والزاء أصل واحد، يدل على شدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقهر». ونقل عن الخليل قوله: «العزة لله جل ثناؤه، وهو من العزيز. ويقال عز الشيء حتى لا يكاد يوجد» "مقاييس اللغة" لابن فارس (4/38). وقال الزجّاج: «هو الممتنع فلا يغلبُه شيء». "لسان العرب" لابن منظور (4/2927). فمُجمَلُ معانيه في أصل اللغة عائد إلى: القوة، والغَلَبة، والمَنَعة، والندور. فعلى المعنى الأول جاء قوله تعالى: ﴿ فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٖ﴾ [يس: 14]، وعلى الثاني جاء قوله: ﴿ وَعَزَّنِي فِي اْلْخِطَابِ﴾ [ص: 23]، وعلى الثالث: ﴿ذُقْ إِنَّك أْنتَ اْلعَزِيْزُ اْلْكَرِيمُ﴾، والرابع كقوله عز وجلّ: ﴿وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ﴾ [فصلت: 41].

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أنه عز وجل متصف بالعزة بجميع معانيها، كما قال سبحانه: ﴿فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ [النساء: 139]، فالعزيز له العزة التامة، ومن تمام عزته براءته عن كل سوء وشر وعيب، ويقول ابن القيم: «للعزة ثلاثة معانٍ: عزة القوة، وعزة الامتناع، وعزة القهر، والرب تبارك وتعالى له العزة التامة بالاعتبارات الثلاث» "المدارج" لابن القيم (3/285). ويمكن أن يكون بمعنى نفاسة القدر، فهو الذي لا يعادله شيء ولا مثيل له ولا نظير. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص48).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

معنى (العزيز) في اللغة والاصطلاح واحد، فما دلّت عليه اللغة من المعاني الأربعة السابقة يثبُت لله عز وجل على وجه يليقُ به.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل اسم العزيز على إثبات صفة العزة بأنواعها لله سبحانه

الفروق

الفرق بين العزيز و الجبار

أولًا: يشترك الاسمان في معنى القهر، فالجبّار من الجبر ومن معانيه القهر، وقد سبق أن من أنواع العزة: عزة القهر، ولكن ينفرد الجبّار في الدلالة على أنه سبحانه يجبر الضعفاء من عباده، ويجبر قلوبهم المنكسرة من أجله، الخاضعةَ لعظمته وجلاله. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص48). ثانيًا: اسم العزيز إذا أُطلق على غير الله عز وجل كان على سبيل المدح كما قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]، ويقال رجل عزيز في قومه، أما اسم الجبّار فإطلاقه على غير الله إنما يكون على وجه الذم والنقص كما قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ [غافر: 35] وكما قال لرسوله : ﴿وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ﴾ [ق: 45] أي: مسلّط عليهم تكرههم على الإيمان. ينظر للاستزادة: "شفاء العليل" لابن القيم (1/366). انظر: الجبار

الأدلة

القرآن الكريم

العزيز في القرآن الكريم
· كثيرًا ما يرد اسم الله العزيز مقترنًا باسمه الحكيم متقدّمًا عليه، وذلك فيما يقرب من (50) موضعًا منها قوله تعالى: ﴾ تَنزِيلُ اْلْكِتَٰبِ مِنَ اْللَّهِ اْلْعَزِيزِ اْلْحَكِيمِ ﴿ [الزمر: 1] ووجه تقدمه هو أن الله عزَّ، فلمّا عزَّ حكم، وربما كان هذا من تقديم السبب على المسبَّب. انظر "بدائع الفوائد" لابن القيم (1/59). واقترن اسم العزيز أيضًا باسمي (الغفور، الغفّار) كما في قوله تعالى: ﴿اْلَّذِي خَلَقَ اْلْمَوْتَ وَاْلْحَيَوٰةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلٗاۚ وَهُوَ اْلْعَزِيزُ اْلْغَفُورُ﴾ [الملك: 2] وقوله: ﴿رَبُّ اْلسَّمَٰوَٰتِ وَاْلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا اْلْعَزِيزُ اْلْغَفَّٰرُ﴾ [ص: 66] والغفور والغفار يدلّان على السَّتر، وهما صيغتان للكثرة باعتبار تكرّر المغفرة، والغفّار أدل على الكثرة - لا على الذات - من الغفور. ووجه التناسب بين اسم العزيز وهذين الاسمين هو أن الله الغالبَ على أمره القاهرَ فوق عباده، قادرٌ على أن يأخذ الخلق بذنوبهم ويعذبهم بما شاء، ولكنه على عزته وقوته وقهره كثير المغفرة والعفو، فمغفرته إذن تكون عن كمال عزة وقدرة لا عن ضعف وعجز، فهو الكامل في مغفرته، وفي عزته، وفي الجمع بين العزة والمغفرة.

السنة النبوية

العزيز في السنة النبوية
ورد ذكرُ اسم الله (العزيز) في العديد من الأحاديث، منها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان يقول: «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا تموت، والجن والإنس يموتون». أخرجه مسلم (2717). وقال رسول الله : «قال الله عز وجل: العزُّ إزاري، والكبرياء ردائي، فمن ينازعني عذّبته» مسلم (2620). وروى أنس عن النبي : «لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويزوي بعضها إلى بعض» البخاري (6661)

الإجماع

قال القشيري: «وأجمعت الأمة عليه» "شرح أسماء الله الحسنى" (ص87)

العقل

يُثبت العقلُ عِزَّةَ الله بقياس الأولى؛ لأن العزة صفة كمال، وخلافها صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

· إن الإيمان باسم الله العزيز يمنح العبدَ التسليم، ويجعله خائفًا من ربه سبحانه، لائذًا به متبرّئًا من حوله وقوته؛ لأنه يعلم أنه سبحانه غالبٌ على أمره، وأن حكمه نافذٌ فيه، وأنه رب عزيز قاهر يحكم في عبد ذليل مقهور، فتطيب نفسه بما يجري عليه من قضاء الله وقدره، فإذا منعه شكر وإذا ابتلاه صبر. · الإيمان بهذا الاسم يعطي العبد شجاعة وثقة كبيرة لأنه يعلم أن ما شاء كان ولو لم يشأ الناس، وما لم يشأ لم يكن ولو شاء الناس. · ومن عرف أن الله هو العزيز لم يعتقد لمخلوق إجلالًا ولم يشعر بالهوان عند رؤية مظاهر الفخامة والضخامة والغنى والترف والقوة، بل اعتقد ما أخبر به النبي : «وجُعِلَ الذلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري» أحمد (92/2). فالاعتقاد بأنه لا عزة إلا لله ولا عزة إلا منه يجعل للمؤمن استعلاءً بإيمانه يحتكم إلى معيار التقوى في التفاضل بين الخلق، فالأمرُ كما قال عمر: «نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلّنا الله».

المظاهر في الكون والحياة

من مظاهر عزته سبحانه ما يكون من نصرة رسله وعقاب الكافرين بهم بكوارث الدنيا ونكباتها قبل عذاب الآخرة، كما قال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ [الرعد: 31] فهو مثال على عزة الغلبة التي وصف بها تعالى نفسَه حيث قال: ﴿كَتَبَ اْللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِىٓ ۚ إِنَّ اْللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21]

أقوال أهل العلم

«وعزة كل أحد بقدر علو رتبته في الدين؛ فإنه كلما كانت هذه الصفة فيه أكمل كان وجدان مثله أقل، وكان أشد عزة وأكمل رفعة ولهذا قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]» الفَخْر الرَّازِي "شرح الأسماء" (ص196)
«إن العزةَ تمام القدرة والحكمةَ كمال العلم وبهاتين الصفتين يقضي سبحانه وتعالى ما يشاء ويأمر، وينهى ويثيب ويعاقب، فهاتان الصفتان مصدر الخلق والأمر» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الجواب الكافي" (ص168)
«هو عزيز في رحمته، رحيم في عزته وهذا هو الكمال: العزَّة مع الرحمة، والرحمة مع العزَّة، فهو رحيم بلا ذُلٍّ» ابن كَثِير "تفسير القرآن العظيم" (3/457)