الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
العربية
المؤلف | عبد العزيز بن عبد الله السويدان |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | التربية والسلوك |
إن لشهر رمضان خصوصية ليست لغيره: إنه شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة: 185]. لقد كان اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان ينصب على قراءة القرآن ومدارسته، ولذا صح أن جبريل -عليه السلام- كان يتنزل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، لعلنا اليوم وقد ....
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن لشهر رمضان خصوصية ليست لغيره: إنه شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)[البقرة: 185].
لقد كان اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان ينصب على قراءة القرآن ومدارسته، ولذا صح أن جبريل -عليه السلام- كان يتنزل في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن.
لعلنا اليوم وقد رقت قلوبنا بكتاب الله -تعالى-، تلاوة وتدبرا وتعبدا، ليس في رمضان فحسب، بل في طوال الحياة.
من أسباب ارتباطنا الدائم به: تلاوته، إن في ذلك طاعة لله -تعالى-، حيث أمر جل وعلا بذلك بقوله: (فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)[المزمل: 20].
فنحن نقرؤه طاعة واستجابة لربنا -جل وعلا-.
من الأسباب: أننا نرجو بذلك تجارة لن تبور، وهي الجنة: (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)[فاطر: 29].
وكذلك نرجو بتلاوة القرآن والعمل به: شفاعة القرآن، صح في مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لصاحبه؛ اقرءوا الزهراوين: سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صواف، تحاجان عن صاحبها" نسأل الله من فضله.
"اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة" أي لا تستطيعها السحرة.
من ذلك أيضا: نقرؤه كي تقشعر جلودنا، ثم تلين قلوبنا: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)[الزمر: 23].
نقرؤه: كي نستبشر بوعد الله لنا إن نحن أطعناه، وأن وراء الموت للمؤمنين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
فالقرآن بشر للمؤمنين؛ كما قال تعالى: (طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ * هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)[النمل: 1-2].
وقال أيضا: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الإسراء: 9].
نحن نقرؤه: كي نستبشر بوعد الله لنا إن نحن أطعناه.
نتلو القرآن -أيها الإخوة- من أجل أن نهتدي بهديه، فنكتسب أخلاقه، ونرتب أولياتنا على أولوياته، ونؤصل قيمنا على ميزانه، فهذا أصل عظيم جدا، في الغاية من تلاوة القرآن، وأعظم من طبق هذه الغاية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ففي صحيح مسلم لما سئلت أم المؤمنين -رضي الله عنها وأرضاها- عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: "كان خلقه القرآن، يغضب لغضبهن ويرضى لرضاه".
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)[الإسراء: 9].
نقرأ القرآن -أيها الإخوة- كي نستشفي به أيضا، ونستجلب الرحمة: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)[الإسراء: 82].
ومن أسباب قراءتنا للقرآن أيضا: طلب الثواب في إمرار كلام الله على ألسنتنا، يقول صلى الله عليه وسلم: "مَن قرأ حرفاً مِن كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألِف حرف، ولامٌ حرف، وميمٌ حرف"[أخرجه الترمذي].
ولابد من تحريك الشفتين بالقراءة، حتى تكتب لا إمرار النظر فقط دون تحريك الشفتين.
من أسباب تلاوتنا أيضا لكتاب الله: البحث عن الطمأنينة والسرور والراحة للقلب: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرعد: 28].
القرآن هو الذكر المبين، وتلاوة آياته من ذكر الله، لا شك، ونقرأ القرآن كذلك لتكون لنا ريحا طيبة عند الله، قال صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ... " [رواه مسلم].
ومن أسباب تلاوتنا لكتاب الله: نرجو أن يكون حجة لنا يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: "والقرآن حجة لك، أو عليك".
"القرآن شافع مشفع وماحل مصدق -أي خصم مجادل- من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار" [أخرجه ابن حبان].
نريد أن نرتقي في منازل الجنة -نسأل الله من فضله وكرمه-، فلنقرأ القرآن: "يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: اقرأ وارقَ ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها" [أخرجه ابن حبان والترمذي].
نتلو القرآن -أيها الإخوة- كي نرفع به درجاتنا، فبالقرآن ترتفع الدرجات ورفعتها، تشمل المعنوية في الدنيا، والحسية في الآخرة، المعنوية في الدنيا بعلو المنزلة، والذكر الحسن، والحسية في الآخرة بالدرجات العلى في جنات عدن.
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين".
ونتلو كتاب الله -تعالى- كي نكون من أهل الله وخاصته، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن لله أهلين من الناس" قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "أهل القرآن هم أهل القرآن وخاصته".
نتلوا كتاب الله كذلك: كي نكون مع السفرة الكرام البررة، نرجو بذلك من الأجور الشيء العظيم، أو أن يكون لنا أجران: أجر المشقة، وأجر القراءة.
قال صلى الله عليه وسلم: "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة".
والمراد بالسفرة، أي الكتبة وهم الملائكة الذين يرسلون إلى الناس رسالات الله يبينوها ويوضحونها، فوصفوا بالكرام، أي المكرمين عند الله، والبررة أي المطيعين المطهرين من الذنوب.
قال القاضي: "يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقا للملائكة السفرة، لاتصافه بصفة حمل كتاب الله، قال: ويحتمل أن يكون عاملا بعملهم، وسالك مسلكهم".
قال: "... والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران".
ومن أسباب اعتنائنا بقراءة القرآن إذا أتقناه تجويدا وتلاوة وفهما أن نكتسب الخيرية، فقد قال عليه السلام: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" [أخرجه البخاري].
نقرأ القرآن -يا عباد الله- ونحسن صوتنا به رجاء أن يستمع إلينا العليم الحكيم، نعم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «لله أشد أذنا -أي استماع- إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به، من صاحب القينة إلى قينته» [أخرجه ابن ماجة وابن حبان] والقينة: المغني.
إذاً، فأسباب تلاوتنا لكتاب الله -تعالى- كثيرة وضرورية، أشد ضرورة طاعة لله، ومن أجل أن نهتدي بهديه، واحتسابا للأجر، ورجاء تجارة لن تبور، وهي الجنة، ورجاء شفاعة القرآن، وكي تلين قلوبنا، وكي نستبشر بوعد الله لنا إن نحن أطعناه، ولتكون لنا ريحا طيبة عند الله، ولكي يكون القرآن لنا حجة يوم القيامة.
يشفع لنا -بإذن الله-، وكي نرتقي به في منازل الجنة نرفع به درجاتنا، كي نكون بعنايتنا من أهل الله وخاصته، وكي نكون مع السفرة الكرام البررة، ولنكتسب الخيرية.
وأخيراً: نقرؤه: رجاء أن يستمع إلينا ربنا -جل وعلا-.
أسأل الله -تعالى- أن يعينني وإياكم على العناية بكتاب الله -تعالى-، وأن يرزقنا تلاوته على الوجه الذي يرضيه عنا.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من سار على نهجه واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن المحاولة التفجيرية التي وقعت الأسبوع الماضي محاولة شوهاء، تفتح بابا من الفتن، لا قبل للمسلمين بها.
وهو لا يدل على الانتحار الجسدي فحسب، بل الانتحار الفكري والخلقي الذي وصل إليه هؤلاء واستخفافهم بالقيم، واستهدافهم للضرورات الشرعية المجمع عليها.
ولو كان عندهم أدنى مقدار للفقه الشرعي لمآلات الأمور، والمفاسد العظيمة المترتبة على ذلك، لما أقدم على فعلته، عدا عن خيانة العهد والكذب والغدر الذي بدر منه، بعد أن أمنه الأمين.
وإنما الخيانة والكذب والغدر من سمات المنافقين: "إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر".
أما المؤمن الحق فهو أوفى الناس بعهده، لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفي بعهد مع أعدى أعدائه، اتباعا للقرآن الذي أمر بالاستقامة والوضوح، مع الأعداء فيما يتعلق بالعهود والمواثيق، وضمان الأمانة.
لقد قال تعالى: (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)[التوبة: 7].
قال: (فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ) أي على العهد فاستقيموا لهم، المسلم لا يغدر ولا يخون العهد، حتى مع ألد أعدائه.
لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وسماهم وابن أبي سرح، قال الراوي: وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان، فلما دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الناس إلى البيعة جاء به، أي عثمان جاء بابن أبي سرح حتى أوقفه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله بايع عبد الله، فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا، كل ذلك يأبى، فبايعه بعد ثلاثا مرات، ثم أقبل على أصحابه، أي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أن انصرف الرجل، فقال: أما كان فيكم رجل رشيد، يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته؟ فقالوا: ما ندري يا رسول الله ما في نفسك، ألا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي –صلى الله عليه وسلم- أن تكون له خائنة الأعين.
لا غدر ولا خيانة، هذا ليس موجود في أخلاق المسلم إلا مريض النفس والقلب.
إن الفكر الذي يدعو إلى القتل والتفجير، حتى في بلاد المسلمين فكر ضال منحرف.
إن من المسلمات أن للأمن أثرا كبيرا على استقرار البلاد والعباد، وحسن معايشهم، ومن تدبر في آيات القرآن وجد تلازما وثيقا في عدد من آياته بين الأمن ورغد العيش من جهة وبين الخوف والجوع من جهة أخرى.
قال سبحانه: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[البقرة: 126].
وقال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ)[البقرة: 155].
وقال أيضا: (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ) الأمن مرتبط بالرزق في كل ما كان، قال: (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ) الجوع مع الخوف: (بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)[النحل: 112].
ولا يعرف قيمة الأمن حق المعرفة إلا من فقده.
ومن تأمل حال إخواننا في فلسطين والعراق، وأفغانستان والصومال، وغيرها وجد أحوالا شديدة، نسأل الله أن يفرج عن المسلمين في كل مكان.
ولذا فإن المحافظة على الأمن والاستقرار في بلادنا عبادة نتقرب بها إلى الله -عز وجل-، وهي مسئولية الجميع، حكاما ومحكومين.
فلابد من تكاتف الجهود في هذا المجال للتصدي لمن يحاول الإخلال بأمن البلاد، سواء كانوا من الداخل أو الخارج، فالبلاد مستهدفة، والعدو متربص.
والمصيبة أن ذلك الفكر الذي يهوى التفجير والاغتيال، والغدر والإفساد في الأرض في بلاد المسلمين يقوم بأفعاله تلك باسم الدين، باسم الإسلام، وهذا لا شك صيد ثمين، ومكسب كبير لأعداء الدين، أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، فبمثل هذه الأفعال الفاسدة التي لا يقرها شيخ عالم، ولا داعية راشد، يتهمون النشاطات البريئة التي تنبذ فكر التفجير والإفساد والفتن، بل تدعو إلى الوسطية والسكينة والمحافظة على الأمن والسلامة والاستقرار يتهمونها أيضا بأنها السبب وراء تكوين هذا الفكر، وهي تهمة باطلة وخبيثة.
ولولا أمثال هذه الممارسات الفاسدة ما كانوا ليجرؤوا على مثل هذه الافتراءات.
فأسأل الله -تعالى- أن يهدي ضال المسلمين.