يُعنى هذا الكتاب بإثبات أنه مهما تعددت وتنوعت الطرق التي يتبعها إنسان في تحليل القرآن، لوصل إلى نتيجة حتمية، وهي أنه لم يقم بكتابة هذا الكتاب لجنة من المفكرين المتميزين، ولا الشياطين، ولا حتى النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وبما أنه يستحيل على محمد عليه الصلاة والسلام أن يكون كاتبًا للقرآن، فهذا يعني أنه كان صادقًا في حقيقة أن القرآن من عند الله، ومع ثبوت حقيقة كون القرآن وحي من عند الله، فهذا يعني أنه كان نبيًا حقيقيًا. ويجب أن تستحق رسالته الاستماع والاحترام، وقبولها كاملةً من عقيدة وشرائع وأحكام. وكما يُعنى هذا الكتاب بمخاطبة من أنكر القرآن كاملاً كوحي إلهي، يستهدف أيضًا من يُنكر من بعض المنتسبين للإسلام لبعض الحقائق والأحكام في القرآن بدعوى عدم فهمها أو عدم وملاءمتها لأفكارهم وحياتهم، كالمطالبة بتعطيل أحكام الميراث على سبيل المثال، بسبب عدم الاقتناع بالأحكام القرآنية، والادعاء بعدم ملاءمة هذه الأحكام لزماننا، أو المطالبة بفصل أحكام الدين عن حياة المجتمع. وعن هذا يقول البريطاني المسلم "بول ويليامز" مستنكرًا: "العلماني المسلم هو شخص يؤمن بأن الخالق كان قادرًا بما يكفي على خلق قوانين رياضية وفيزيائية عالية الدقة لضبط حركة الأجرام، لكنه لم يكن قادرًا بما يكفي على خلق قوانين تنظم المجتمع الإنساني".