الرقيب
كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...
العربية
المؤلف | باحثو مركز أصول |
القسم | موسوعة الشبهات المصنفة |
النوع | صورة |
اللغة | العربية |
المفردات | مقاصد الشريعة |
مضمونُ السؤال:
السائلُ يُريدُ معرفةَ الفوائدِ والمكاسبِ التي ستتحقَّقُ له في حالِ دخولِهِ الإسلامَ، وكيف سيكونُ أثرُ الإسلامِ في حياتِه؟ وهل هنالك فعلًا مكاسِبُ حقيقيَّةٌ تَجعَلُهُ يتخلَّى عما هو عليه مِن دِينٍ ومعتقَدٍ مقابِلَ دخولِهِ الإسلامَ؟
مختصَرُ الإجابة:
الإسلامُ هو الدِّينُ الحقُّ الذي يجبُ على الإنسانِ اعتناقُه، والتديُّنُ به.
ومَن يُسلِمْ، سيجدُ في الإسلامِ كافَّةَ الإجاباتِ عن الأسئلةِ الكبرى التي كانت تحيِّرُه، وسيجدُ أن الإسلامَ يلبِّي كافَّةَ احتياجاتِهِ المادِّيَّةِ والمعنويَّة، والجسميَّةِ والرُّوحيَّة، ويحقِّقُ له الطُّمَأنينةَ، والسكينةَ النفسيَّةَ، وغيرَها.
كما أن الإسلامَ يحُلُّ الكثيرَ مِن مشاكلِ العالَمِ الخطيرةِ والمهلِكةِ التي أضَرَّتْ بالمجتمَعاتِ البشَريَّة، وعجَزَتْ أديانُها وأنظِمتُها وقوانينُها عن السيطرةِ على هذه المشاكلِ المُقلِقةِ، وإيجادِ الحلِّ لها.
ومَن يدخُلِ الإسلامَ، فإنه يُنقِذُ نفسَهُ مِن دخولِ النار، ويَسيرُ في الطريقِ الذي يُدخِلُهُ الجنَّةَ بفضلِ اللهِ ورحمتِه.
الجوابُ التفصيليّ:
عندما يَرغَبُ غيرُ المسلِمِ في دخولِ الإسلامِ تعترِضُهُ شبهةٌ نفسيَّةٌ، وهي: لماذا أُسلِمُ؟
وما الذي سأستفيدُهُ مِن تَرْكي لِمَا أنا عليه، ودخولي الإسلامَ؟
والجوابُ على ذلك مِن عدَّةِ أوجُهٍ:
الوجهُ الأوَّلُ: الدِّينُ جزءٌ مُهِمٌّ في كِيانِ الإنسانِ ووجودِه، والإنسانُ بفطرتِهِ يَبحَثُ عن الإلهِ الحقِّ الذي عليه أن يعبُدَه، ويَبحَثُ عن الدِّينِ الحقِّ الذي عليه أن يعتنِقَه، وليس هنالك دِينٌ صحيحٌ مِن بينِ الأديانِ الموجودةِ حاليًّا إلا دِينٌ واحدٌ، وهو دِينُ الإسلام، الذي هو الدِّينُ الحقُّ، وما عداه فباطلٌ.
فالإسلامُ هو الدِّينُ الحقُّ الذي شرَعهُ اللهُ تعالى، وارتضاه لجميعِ الناس، وهو الطريقُ المستقيمُ الموصِّلُ إلى الربِّ المعبودِ سبحانه، والمطلوبُ مِن جميعِ البشَرِ في كافَّةِ أرجاءِ الأرضِ: الدخولُ فيه واتِّباعُه؛ قال تعالى:
﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ﴾
[آل عمران: 19].
الوجهُ الثاني: الإسلامُ يُجيبُ عن أهمِّ الأسئلةِ الوجوديَّةِ الكبرى، التي دائمًا ما تَشغَلُ بالَ الإنسان، ويتساءَلُ عنها مع نفسِهِ ومع الآخَرين مِن حولِه، ويَبحَثُ عن إجاباتٍ لها، ومِن تلك الأسئلة:
مَن الذي خلقَنَا وأوجَدَنا في هذه الحياة؟
لماذا خُلِقْنا؟
لماذا نحنُ هنا؟
إلى أين سنَذهَبُ بعد الموت؟
فالإجابةُ في الإسلامِ عن هذه الأسئلةِ واضحةٌ ومُقنِعةٌ:
فاللهُ تعالى هو الإلهُ الخالقُ لهذا الكون، والذي خلَقَ الإنسانَ أيضًا، وخلَقهُ لغايةٍ ساميةٍ، وهي تحقيقُ العبوديَّةِ له سبحانه، وعِمارةُ الأرضِ بمقتضى تلك العبوديَّة؛ قال تعالى:
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]
، وأوجَدَنا في هذه الحياةِ؛ ليختبِرَنا: ما الذي سنَفعَلُهُ ونقدِّمُهُ فيها؟ ومَن هو الأحسَنُ عمَلًا وصُنعًا؟ قال تعالى:
﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾
[الملك: 2]
، وبعد الموتِ: سوف نَذهَبُ إلى الدارِ الآخِرةِ التي فيها الجزاءُ والحِسابُ حسَبَ ما عَمِلْناهُ في الحياةِ الدنيا، ويكونُ للمحسِنين الجنَّةُ، وللمسيئين النارُ.
الوجهُ الثالثُ: الإسلامُ هو الذي يلبِّي احتياجاتِ الرُّوحِ، ويحقِّقُ الطُّمَأنِينةَ النفسيَّةَ التي تحصُلُ بالإيمانِ باللهِ تعالى، وتقويةِ الصِّلةِ والارتباطِ به، ومَلْءِ القلبِ والرُّوحِ بحُبِّ اللهِ تعالى، والتوكُّلِ عليه، ورجاءِ الخيرِ منه؛ قال تعالى:
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللهِ أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾
[الرعد: 28]
، فبالإيمانِ تتحقَّقُ الطُّمَأنِينةُ والسكينةُ للنفس، ويختفي القَلَقُ والاضطراب، والشعورُ بالحَيْرةِ والضياعِ اللَّذَيْن يلازِمانِ مَن يَعيشُ حياةً مادِّيَّةً تُهمِلُ جانبَ الرُّوحِ والدِّين.
ولذلك نجدُ المجتمَعاتِ غيرَ المسلِمةِ التي طغَت عليها المادِّيَّةُ تُعاني مِن البؤسِ والشقاءِ بسببِ بُعْدِها عن الدِّين، وإغفالِها جانبَ الرُّوح؛ مما أدَّى إلى انتشارِ وارتفاعِ معدَّلاتِ الانتحارِ فيها.
وتُظهِرُ تقاريرُ ومؤشِّراتُ منظَّمةِ الصحَّةِ العالَميَّةِ للعامِ (2016م)، معدَّلَ الانتحارِ العالَميِّ: أنه على الرغمِ مِن وقوعِ حالاتِ انتحارٍ في البلدانِ المتدنِّيةِ والمتوسِّطةِ الدَّخْلِ، حيثُ يَعيشُ معظمُ سكَّانِ العالَمِ، إلا أن المعدَّلاتِ كانت أعلى في البلدانِ الأكثرِ ثراءً، فقد سجَّلتْ (دولةُ غويانا) في أمريكا الجنوبيَّةِ أَعْلى معدَّلاتِ الانتحارِ في العالَم؛ لتصلَ إلى ما يَزيدُ عن (30 حالةَ انتحارٍ)، لكلِّ مئةِ ألفِ شخصٍ، تَلِيها (روسيا) في ثاني أعلى معدَّلٍ بـ (26.5حالةَ انتحار)، لكلِّ مئةِ ألفِ شخصٍ، كذلك احتلَّت مراتبَ متقدِّمةً كلٌّ مِن: ليتوانيا، وليسوتو، وأوغندا، وسريلانكا، وكوريا الجنوبيَّة، والهندِ، واليابانِ، إضافةً إلى الولاياتِ المتَّحِدةِ التي سجَّلت (13.7 حالةَ انتحارٍ)، لكلِّ مئةِ ألفِ شخصٍ، وأظهَرَ التقريرُ أن القارَّةَ الأميركيَّةَ سجَّلت ارتفاعًا في حالاتِ الانتحار؛ إذِ ازدادَتْ بنسبةِ (6%) خلالَ السنواتِ السِّتِّ الماضية.
انظُرْ: «موقعَ منظَّمةِ الصحَّةِ العالَميَّةِ، المَرصَدِ الصحِّيِّ العالَميّ، تقديراتِ معدَّلِ الانتحار».
وهذا يؤكِّدُ على البؤسِ والشقاءِ الذي يَعيشُهُ الإنسانُ؛ إذا ابتعَدَ عن الإيمانِ باللهِ عزَّ وجلَّ.
الوجهُ الرابعُ: الإسلامُ هو الذي يُعيدُ للإنسانِ توازُنَهُ واعتدالَه؛ بالتوفيقِ بين متطلَّباتِ الرُّوحِ والجسَد، والتوفيقِ بين متطلَّباتِ الحياةِ الدنيا والحياةِ الآخِرة؛ قال تعالى:
﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
[القصص: 77].
وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهما، قال: قال لي رسولُاللهِ ﷺ:
«يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟»، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَلَا تَفْعَلْ؛ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ؛ فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»، فَشَدَّدتُّ، فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ»، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ؟ قَالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ»، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ ﷺ»؛
رواه البخاري (1975).
فنلاحِظُ في التوجيهِ النبويِّ التوازُنَ بين مطالِبِ الجسَدِ ومطالبِ الرُّوح، والتوازُنَ بين حقِّ اللهِ تعالى وحقِّ الأهل، وحقِّ الضيفِ وحقِّ النفس.
الوجهُ الخامسُ: يَبحَثُ كافَّةُ الناسِ عن السعادةِ والحياةِ الطيِّبة، وتَظَلُّ كافَّةُ الوسائلِ قاصِرةً عن تحقيقِ السعادةِ الحقيقيَّةِ للإنسان، إلا عندما يُؤمِنُ الإنسانُ بالإلهِ الذي خلَقهُ وأوجَدهُ، ويستقيمُ على دينِهِ الصحيحِ الذي هو الإسلامُ؛ فعند ذلك يجدُ السعادةَ الحقيقيَّةَ، والعيشَ الطيِّبَ؛ قال تعالى:
﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
[النحل: 97].
فالمؤمِنُ يشعُرُ بطعمِ السعادةِ ولذَّةِ العيشِ، وإنْ كان لدَيْهِ القليلُ مِن متاعِ الحياة؛ ويَشهَدُ لهذا قصَّةُ أحدِ الصالِحين مِن المسلِمين:
فقد رُويَ عن إبراهيمَ بنِ بشَّارٍ رحمه اللهُ، قال: «خرَجْتُ أنا وإبراهيمُ بنُ أَدْهَمَ، وأبو يُوسُفَ الفُوليُّ، وأبو عبدِ اللهِ السِّنْجاريُّ نُريدُ الإسكندريَّةَ، فمرَرْنا بنهرٍ يقالُ له: نهرُ الأُرْدُنِّ، فقعَدْنا نستريحُ، وكان مع أبي يوسفَ كُسَيراتٌ مِن خُبزٍ يابِساتٍ، فألقاهم بين أيدينا، فأكَلْنا وحَمِدْنا الله، فقمتُ أسعى أتناوَلُ ماءً لإبراهيمَ، فبادَرَ إبراهيمُ، فدخَلَ النهرَ حتى بلَغَ الماءُ رُكْبتَيْه، فمال بكفَّيْهِ في الماء، فملَأَها، ثم قال: باسمِ اللهِ، وشَرِبَ، فقال: الحمدُ لله، ثم إنه خرَجَ مِن النهرِ، فمَدَّ رِجْلَيْه، وقال: يا أبا يوسُفَ، لو عَلِمَ الملوكُ وأبناءُ الملوكِ ما نحن فيه مِن النعيمِ والسرورِ، لجَالَدُونا بالسيوفِ على ما نحنُ فيه مِن لذيذِ العَيْش، فقلتُ له: يا أبا إسحاقَ، طلَبَ القومُ الراحةَ والنعيمْ، فأخطَؤوا الطريقَ المستقيمْ». «تاريخ دِمَشْقَ» لابن عساكِرَ (6/ 366).
الوجهُ السادسُ: الإسلامُ دِينٌ عظيمٌ يوجِّهُ الإنسانَ لكلِّ ما يحتاجُ إليه في كافَّةِ جوانبِ حياتِهِ؛ في الجانبِ الدينيِّ، والصحِّيِّ، والجسميِّ، والعقليِّ، والأخلاقيِّ، والاجتماعيِّ، والوظيفيِّ، والماليِّ، وغيرِها مِن الجوانب؛ فما ترَكَ الإسلامُ جانبًا مِن جوانبِ الحياةِ إلا وتناوَله، وأوضَحَ لنا فيه الخيرَ مِن الشرّ، والطاهرَ مِن الخبيث، والصحيحَ مِن الفاسد، وبهذا الشمولِ والكمالِ الذي اتَّسَمَ به الإسلامُ، سيجدُ المسلِمُ التوجيهَ الصحيحَ الذي عليه أن يسلُكَهُ ويسيرَ عليه في كافَّةِ أمورِ حياتِهِ؛ قال تعالى:
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
[المائدة: 3].
الوجهُ السابعُ: الإسلامُ يكرِّمُ الإنسانَ، سواءٌ كان رجُلًا أو امرأةً، ويُعْلي قدرَهُ، ويَحفَظُ مكانَه، ويَجعَلُهُ سيِّدَ نفسِهِ، والمسؤولَ عنها، ويحرِّرُهُ مِن العبوديَّةِ والخضوعِ لغيرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَحفَظُ للإنسانِ حقوقَهُ، ويشرِّعُ الأحكامَ التي تَحفَظُ للمسلِمِ دِينَهُ، ونفسَهُ، وعقلَهُ، وعِرضَهُ، ومالَهُ؛ فيعيشُ حياةً آمِنةً كريمةً؛ قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾
[الإسراء: 70].
الوجهُ الثامنُ: الإسلامُ قادرٌ على حلِّ الكثيرِ مِن مشاكلِ العالَمِ الخطيرةِ المُهلِكةِ التي أضَرَّتْ بالمجتمَعاتِ البشَريَّةِ؛ كالعُنصُريَّةِ، وتَعَاطي المُسكِراتِ، وانتشارِ الفواحشِ، وغيرِها مِن المشكِلاتِ الاجتماعيَّةِ والاقتصاديَّة، والتي انتشَرَتْ في الكثيرِ مِن البلدانِ التي ابتعَدَتْ عن تطبيقِ أحكامِ الإسلامِ وشريعتِه؛ فعجَزتْ أديانُها وأنظِمتُها وقوانينُها عن السيطرةِ على هذه المشاكلِ المُقلِقة، والمستعصيةِ عن الحلِّ، بل التي تسبَّبَتْ تلك الأديانُ والأنظمةُ في حصولِها؛ فالإسلامُ هو الدِّينُ الحقيقيُّ مِن عندِ الخالقِ العليم؛ فلا بدَّ أن يكونَ قادرًا على حلِّ هذه المشاكل.
الوجهُ التاسعُ: الدخولُ في الإسلامِ هو الذي يَضمَنُ للإنسانِ النجاةَ مِن النار، ودخولَ الجنَّةِ في الآخِرة، ومَن لا يعتنِقِ الإسلامَ دِينًا، فسيكونُ مِن الخاسِرين، ويكونُ مصيرُهُ إلى الجحيم، فإذا أرَدتَّ الفوزَ، والفلاحَ في الآخِرة، وإنقاذَ نفسِكَ مِن النار، فعليك بالإسلام:
قال اللهُ تعالى:
﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
[آل عمران: 85].
وعن أنَسٍ رضِيَ اللهُ عنه، قال:
«كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ ﷺ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أَسْلِمْ»، فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ ﷺ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ»؛
رواه البخاري (1356).
على الإنسانِ الذي يَبحَثُ عن الدينِ الحقِّ: أن يدخُلَ في الإسلامِ، ويلتزِمَ به، ويطبِّقَ أحكامَهُ في كافَّةِ جوانبِ حياتِه، وسيجدُ الخيرَ والسعادةَ، والفوزَ في حياتِهِ وبعد مماتِه، ويجدُ أن اللهَ تعالى أخرَجهُ مِن ظُلُماتِ الكفرِ والغَوَاية، إلى نورِ الإسلامِ والهِدَاية؛ قال تعالى:
﴿اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ﴾
[آل عمران: 85].