قُنْدُهار
بضم القاف، وسكون النون، وضم الدال أيضا: مدينة في الإقليم الثالث، طولها مائة درجة وعشر درج، وعرضها ثلاثون درجة، وهي من بلادالسند أو الهند مشهورة في الفتوح، قيل غزا عبّاد ابن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ثم أخذ على جوى كهن إلى الروذبار من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كسّ وقطع المفازة حتى أتى قندهار فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين، فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها فسميت العبّادية، قال يزيد بن مفرّغ: كم بالجروم وأرض الهند من قدم، ومن سرابيل قتلى ليتهم قبروا بقندهار، ومن تكتب منيّته بقندهار يرجّم دونه الخبر
[معجم البلدان]
القندهار (1) :
مدينة بالهند كبيرة النظر كثيرة الخلق، وهم قوم يمتازون بلحاهم من غيرهم، فإنهم يتركون لحاهم تطول حتى تصل إلى ركبهم ودونها، وهي عراض كثيرة الشعر، ووجوههم مدورة، والمثًل يُضْرَب بكبر لحاهم وطولها، وزيهم زي الأتراك، وعندهم حنطة وأرز وحبوب وأغنام وأبقار، وهم يأكلون الأغنام الميتة ولا يأكلون البقر الميتة، وهم يحاربون ملك كابل وكابل من مدن الهند المجاورة لبلاد طخارستان. قال بعضهم: مدحت ملك القندهار والطاق فأعطاني ستين ألف درهم طاطرية، كل درهم مثقال (2) : يا ملك القندهار والطاق. .. ووارث الملك عن دراداق ورثت آبائك الملوك علاً. .. يسمو سمواً لعز شاساق حاموا وحاميت عن حريمهم. .. فحزت بالقصر حوزة الطاق دانت ملوك الأنام للملك ال. .. أبلج قسراً بكل آفاق وهذا الملك هو ملك الفيلة، يقال إن له عشرين ألف فيل بعضها ببعض، وليس ينزل المدائن لكثرة من معه إنما ينزل الفضاء في الخيام، وله سوق فيها من الفواجر ثلثمائة ألف فاجرة وأزيد بأحسن الثياب. قالوا (3) : وملوك الهند كلهم يرون الزنا وهو عندهم مباح ما خلا ملك قمار. قال بعضهم: دخلت قمار وأقمت بها نحواً من ستين يوماً، فلم أرَ ملكاً أغير منه ولا أشد في الأشربة منه، يُعاقِب على الزنا والشُرب بالقتل، وليس أحد من ملوك الهند يشرب الشراب ما خلا ملك سرنديب فإنه يشربها، تُنْقل إليه من بلاد المغرب. (1) يعتمد المؤلف على الإدريسي (ق) : 71 (OG: 195)، وقارن بما في تقويم البلدان: 356، وحدود العالم: 88، ورحلة ابن بطوطة: 392، 552، وقندهار (Ghandahar) تقع على الزاوية الشرقية من خليج كمبي (Cambay) (انظر حدود العالم: 245). (2) وردت ألفاظ في هذه الأبيات لم أوفق لوجه الصواب فيها. (3) قد مر في مادة ((قمار)) وهو عند ابن رستة.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]