معَرَّةُ النُّعْمَانِ
ذكر اشتقاق المعرّة في الذي قبله، والنعمان هو النعمان بن بشير صحابيّ اجتاز بها فمات له بها ولد فدفنه وأقام عليه فسميت به، وفي جانب سورها من قبل البلد قبر يوشع بن نون، عليه السّلام، في بريّة فيما قيل، والصحيح أن يوشع بأرض نابلس، وبالمعرة أيضا قبر عبد الله بن عمّار بن ياسر الصحابي، ذكر ذلك البلاذري في كتاب فتوح البلدان له، وهذا في رأيي سبب ضعيف لا تسمى بمثله مدينة، والذي أظنه أنها مسمّاة بالنعمان وهو الملقب بالساطع ابن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة: وهي مدينة كبيرة قديمة مشهورة من أعمال حمص بين حلب وحماة ماؤهم من الآبار وعندهم الزيتون الكثير والتين ومنها كان أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي القائل: فيا برق ليس الكرخ داري، وإنما رماني إليها الدهر منذ ليال فهل فيك من ماء المعرّة قطرة تغيث بها ظمآن ليس بسال؟ ومن المعرّيين أيضا القاضي أبو القاسم الحسن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن المطهّر ابن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم بن الساطع وهو النعمان، وباقي النسب قد تقدم، التنوخي المعرّي الحنفي العاجي، ولد لثمان وعشرين ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة 349، وحدّث وروي عنه، وحجّ في سنة 419 على طريق دمشق، فمات بوادي مرّ لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من السنة وحمل إلى مدينة الرسول، صلّى الله عليه وسلّم، ودفن بالبقيع، وله مصنفات ووصايا وأشعار، فمن شعره قوله: إنع إلى من لم يمت نفسه، فإنه عمّا قليل يموت ولا تقل فات فلان، فما في سائر العالم من لا يفوت ألا ترى الأجداث مملوّة لمّا خلت من ساكنيها البيوت؟ فاقنع بقوت، حسب من لم يكن مخلّدا في هذه الدار قوت ولا يكن نطقك إلا بما يعنيك في الذّكرة أو في السكوت
[معجم البلدان]
معرة النعمان
بليدة بين حلب وحماة، كثيرة التين والزيتون. ينسب إليها أبو العلاء أحمد ابن عبد الله المعري الضرير المشهور بالذكاء. ومن عجيب ما ذكر عنه أنه أخذ حمصة وقال: هذا يشبه رأس البازي! وهذا تشبيه عجيب من أولي الأبصار فضلاً عن الأكمه، وقد ذكر البعير عنده أنه حيوان يحمل حملاً ثقيلاً فينهض به فقال: ينبغي أن تكون رقبته طويلة ليمتد نفسه فتقدر على النهوض به! وكان له سرير يجلس عليه فجعلوا في غيبته تحت قوائمه أربعة دراهم، تحت كل قائمة درهماً، فقال: ان الأرض قد ارتفعت عن مكانها شيئاً يسيراً والسماء نزلت! ومن العجائب انه مع ذكائه اختفت عليه الموجودات التي ليست بمجسمة كالجواهر الروحانية، فاعتقد ان كل موجود يكون مجسماً حتى قال: قالوا: إلهٌ لنا قديمٌ!. .. قلت لهم: هكذا يقولقالوا: قديمٌ بلا مكانٍ. .. قلت: أين هو؟ فقولوا! هذا الكلام لنا خفاءٌ. .. معناه: ليست لنا عقول وقال أيضاً: يدٌ بخمس ماءٍ من عسجدٍ قرنت ما بالها قطعت في ربع دينار؟ وقال الرضي الموسوي: صيانة النّفس أغلتها وأرخصها صيانة المال فانظر حكمة الباري وذكر أنه في آخر عمره تاب عن أمثال هذه واستغفر، وحسن إسلامه.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
معرة النعمان
في شمال سورية على الطريق بين حماة وحلب، منسوبة إلى النعمان بن بشير الصحابي. اجتاز بها فمات له بها ولد، فدفنه وأقام عليه، فسميت به. معصّب: بوزن
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]
معرة النعمان
مدينة تقع على الطريق بين حماه وحلب، تنسب إلى النعمان بن بشير الأنصاري، وفيها نشأ أبو العلاء المعري وفيها قبره. وينسب إليها كثير من العلماء والشعراء منهم: زين الدين عمر المعروف بابن الوردي الشاعر.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
معرة النعمان (1) :
بالشام مدينة قديمة فيها خراب، بينها وبين حلب خمسة أيام، وهي مدينة كبيرة كثيرة المباني والأسواق، ولا في شيء من نواحيها ماء جار ولا عين، والغالب على أرضها الرمل وشرب أهلها من ماء السماء، وهي كثيرة الزيتون والكروم والتين والفستق والجوز وغير ذلك، وأهلها تنوخ. ولها سبعة أبواب: باب حلب. باب الكبير. باب شيث. باب الجنان. باب حمص. باب كذا. وعلى ميل منها دير سمعان، وفيه قبر عمر بن عبد العزيز
رضي الله عنه، ويذكر أن قبر شيث بن آدم
عليهما السلام عند الباب المنسوب إليه منها، وداخل المعرة قبر يوشع بن نون، وله يوم حفل في كل عام يقصد إليه من الأقطار ومنها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري اللغوي الشاعر البليغ الفصيح، كانت تشد إليه الرحال وتضرب إليه أكباد الإبل من الآفاق، وزعموا أنه ينتحل مذهب البراهمة والله أعلم. والناس يقابلون بينه وبين ابن سيده ويقولون: أعميان إمامان حافظان أحدهما بالمشرق والآخر في المغرب ويخوضون في ذلك. والذي ذكر البلاذري (2) أنها تنسب إلى النعمان بن بشير الأنصاري. وبلاد المعرة (3) سواد كلها بشجر الزيتون والتين والفستق وأنواع الفواكه، ويتصل التفاف بساتينها وانتظام قراها مسيرة يومين، وهي أخصب بلاد الله وأكثر أرزاقاً ووراءها جبل لبنان. (1) نزهة المشتاق: 197 وبعضه في أول المادة وآخرها عن اليعقوبي: 324، وانظر الكرخي: 46، وابن حوقل: 164، وياقوت (معرة النعمان)، وفي صبح الأعشى 4: 142 نقل عن الروض. (2) فتوح البلدان: 156. (3) رحلة ابن جبير: 254.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]