البحث

عبارات مقترحة:

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير، واسم (القدير) اسم من أسماء الله الحسنى يدل على أنه سبحانه وتعالى متصف بالقدرة على كل شيء، لا يدخل قدرتَه عجز أو فتور، ويدل أيضًا على أن الله يقدّر الأمور على الوجه الذي يريده، ولا رادّ لما قضى به. وهو اسم ثابت لله في الكتاب والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

لفظ (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من الجذر (قدر)، يكون من القُدْرَة، ويكون من التَّقْدِيرِ؛ فإذا كان من القدرة فالفعل منه: قَدَرَ أو قَدِرَ عَلَيْهِ ومضارعه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ. وإذا كان من التقدير فالفعل الثلاثي منه: قَدَرَ عَلَيْهِ ذَلِكَ يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْرًا وقَدَرًا. ويعرّف الراغب الأصبهاني القدرةَ فيقول: «القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكّن من فعل شيء ما، وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه» "المفردات" (ص657). والقَدَر أو القَدْر هو: قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها لها. انظر للاستزادة "اللسان" لابن منظور (5/3546) "المقاييس" لابن فارس (5/62).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة القدرة والتقدير لله تعالى، وبيان ذلك أن الله وصف الله نفسه بأنه قادر على كل شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور، كما قال جل وعلا: ﴿وكانَ اللهُ عَلى كُل شَيْء قَدِيرًا﴾ [الأحزاب: 27]، وهذه هي الصفة الأولى وهي القدرة، ومُحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنًى وإن أُطلق عليه لفظًا، بل حقّه أن يقال: قادِرٌ على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التّقييد، ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلّا ويصحّ أن يوصف بالعجز من وجه، والله تعالى هو الذي ينتفي عنه العجز من كلّ وجه. "المفردات" للراغب الأصبهاني (ص657). وقد يكون القدير بِمَعْنى المقدِّر للشيء كقوله تعالى: ﴿فقَدَرْنا فَنِعْمَ القادروْنَ﴾ [المرسلات: 43] أيْ: نِعْم المُقَدِّرُونَ. وعَلى هَذا يتَأوَّلُ قَوْلُه سبْحانَه: ﴿فَظَن أنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ [الأنبياء: 87] أي: لن نقدر عليه الخطيئة أو العقوبة إذ لا يجوز على نبي الله أن يظن عدم قدرة الله جل وعز عليه فى حال من الأحوال. انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص85).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي ظاهرة، لأن ما دلت عليه اللغة من معنيَي: القدرة والتقدير ثابت لله عز وجل، إلا أنه يكون له على وجه الكمال المطلق، وليس ذلك إلا له سبحانه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفتَي: القدرة، والتقدير لله تعالى. ومن المسائل المعروفة في كتب العقيدة والتي نريد الإشارة إليها هنا: هل تتعلق قدرة الله بالمستحيلات العقلية؟ هل يقدر الله على الجمع بين النقيضين؟ يقول ابن تيمية: " قد أخبر الله أنه على كل شيء قدير والناس في هذا على ثلاثة أقوال: طائفة تقول: هذا عام ، يدخل فيه الممتنع لذاته من الجمع بين الضدين، وكذلك يدخل في المقدور، كما قال ذلك طائفة منهم ابن حزم. وطائفة تقول: هذا عام مخصوص، يخص منه الممتنع لذاته؛ فإنه وإن كان شيئًا، فإنه لا يدخل في المقدور، كما ذكر ذلك ابن عطية وغيره. وكلا القولين خطأ. والصواب: هو القول الثالث الذي عليه عامة النظار: وهو أن الممتنع لذاته ليس شيئًا ألبتة، وإن كانوا متنازعين في المعدوم؛ فإن الممتنع لذاته لا يمكن تحققه في الخارج، ولا يتصوره الذهن ثابتا في الخارج؛ ولكن يقدّر اجتماعهما في الذهن ، ثم يحكم على ذلك بأنه ممتنع في الخارج؛ إذ كان يمتنع تحققه في الأعيان وتصوره في الأذهان؛ إلا على وجه التمثيل، بأن يقال: قد تجتمع الحركة والسكون في الشيء، فهل يمكن في الخارج أن يجتمع السواد والبياض في محل واحد. كما تجتمع الحركة والسكون؟ فيقال: هذا غير ممكن. فيقدر اجتماع نظير الممكن ، ثم يحكم بامتناعه. وأما نفس اجتماع البياض والسواد في محل واحد : فلا يمكن ولا يعقل، فليس بشيء ، لا في الأعيان ولا في الأذهان، فلم يدخل في قوله: وهو على كل شيء قدير ". "مجموع الفتاوى" (8 /8).

الفروق

الفرق بين القدير و القادر

الفرق بين الاسمين يعود إلى الأصل اللغوي؛ إذ إن كلمة (قادر) اسم فاعل من قَدَرَ، أما (قدير) فهي صيغة مبالغة، ومعلوم أن صيغة المبالغة تكون أبلغ في الوصف من اسم الفاعل. انظر "اشتقاق الأسماء" (ص48). انظر: القادر

الفرق بين القدير و المقتدر

الفرق بين الاسمين يعود إلى الأصل اللغوي؛ إذ إن كلمة (قدير) صيغة للمبالغة من الفعل: قَدَرَ، أما (مقتدر) فهي اسم فاعل من الفعل: اقْتَدَرَ، ففيها زيادة بالهمزة والتاء لتصبح على وزن (افتعل)، ومعلوم أن كل زيادة في اللفظ تؤدي إلى زيادة في المعنى وتوكيد له، ولذا فإن (مقتدر) أبلغ في الوصف من (قدير) وإن كانت الثانية صيغة مبالغة؛ لأن (مقتدر) ذات بنية أكبر، فيكون المعنى الذي تدل عليه أبلغ، قال ابن الأثير: «في أسماء الله تعالى: القادر، والمقتدر، والقدير، فالقادر اسم الفاعل من قدر يقدر، والقدير فعيل منه وهو للمبالغة والمقتدر: مُفْتَعِل من اقتدَرَ وهو أبلغ» "النهاية" (4/22). انظر: المقتدر

الأدلة

القرآن الكريم

القدير في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (القدير) في خمسة وأربعين موضعًا في القرآن الكريم، جاء في جُلّها منفردًا غير مقترن باسم آخر، وفي قليل منها مقترنًا بغيره. فمن مجيئه منفردًا قوله جل وعلا: ﴿فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 284]، وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا﴾ [الفرقان: 54]، وقوله: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ ﴾ [الشورى: 29]. ومن مجيئه مقترنًا بغيره، اقترانه باسمه تعالى (العليم) في قوله: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ [النحل: 70] ولعلَّ المعنى المستفاد من الجمع بين هذين الاسمين الكريمين هو نسبة الكمال لله تعالى في الجمع بين العلم والقدرة؛ لأن العلم بدون قدرة عجز، والقدرة بدون علم مَظِنّة الإفساد والظلم والطغيان، والله أعلم. انظر "مطابقة الأسماء الحسنى مقتضى المقام" د. نجلاء كردي (ص433). واقترن باسم (العفو) في قوله تعالى: ﴿ إِن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا﴾ [النساء: 149] يقول رشيد رضا في تفسير الآية: «بيّن تعالى حكم إبداء الخير وإخفائه سواء كان قولا أو عملا وحكم العفو عن السوء وعدم مؤاخذة فاعله به، وهو أن فاعلي الخيرات جهرًا أو سرًّا والعافين عن الناس الذين يسيئون إليهم يجزيهم سبحانه وتعالى من جنس عملهم، فيعفو عن سيئاته ويجزل مثوبتهم، وكان شأنه العفو. وهو القدير الذي لا يعجزه الثواب الكثير على العمل القليل، وإذا عفا فإنما يعفو عن قدرة كاملة على العقاب، فصيغة المبالغة من القدرة وهي كلمة (قدير) هي التي تدل على إجزال المثوبة وعلى الترغيب في العفو مع القدرة على المؤاخذة، وإلا كان وضعها في هذا الموضع غير متفق مع بلاغة القرآن.» "تفسير المنار" (سورة النساء /الآية 148-149)

السنة النبوية

القدير في السنة النبوية
ورد اسم الله تعالى (القدير) في سياقات عدة، كثير منها في أبواب الأدعية والأذكار، من ذلك: حديث أبي موسى الأشعري عن النبي أنه كان يدعو بهذا الدعاء: «رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير» البخاري (6398) ومسلم (4719) وعنده: «جدي وهزلي وخطئي وعمدي». حديث المغيرة بن شعبة؛ حيث كتب إلى معاوية أن النبي كان إذا سلّم قال : «لاإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» البخاري (844) ومسلم (593) وأبو داود (1505) والنسائي (1324). حديث عبد الله بن الزبير؛ أنه كان يهلل بهنّ دُبُرَ كل صلاة يقول حين يُسلِّم: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون» مسلم (594).

العقل

صفة القدرة التي يدل عليها اسم الله (القدير) صفة كمال، والعجز الذي هو خلافها صفة نقص، فتثبت صفة القدرة لله تعالى بقياس الأولى؛ لأن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان بهذا الاسم الجليل من أسمائه تعالى ما يلي: · الإيمان بأن ما أودعه الله تعالى من قدرة وقوةٍ في مخلوقاته إنما هو منه جل وعلا، وهو من إنعامه وتفضّله، وهذا يحمل العبد على أن يستعمل هذه القدرة في طاعة الله من قبيل الشكر له، فيسخرها في فعل ما يرضي الله، ويصرفها عن أن تكون في ما لا يرضي الله. · ومن ذلك أيضًا أن المؤمن باسم الله (القدير) لا يغترُّ بقدرته وقوته، بل يكون إيمانه راسخًا بـ "لا حول ولا قوة إلا بالله" إذ هو مدرك لها تمام الإدراك، مصدِّقٌ لها تمام التصديق، فيتبرَّأ من حوله وقوته ويلتجئ إلى حول الله وقوته، كما هو الحال في من يستخير الله في أموره، فهو يقول في بداية دعائه: «اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم» (6382). · المؤمن باسم الله (القدير) بمعنى المقدّر للأمور يُرزَق التسليم والاستسلام لله تعالى، والرضا بأقداره، والثقة بحكمته فيما قضى به وأراده؛ لعلمه أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وفي ذلك راحة الفكر، وطمأنينة النفس، ورغد العيش، وهناءة الحياة، وليس ذلك إلا للمؤمن بقدَر الله وحكمته فيه. انظر للاستزادة "ولله الأسماء الحسنى" لعبد العزيز الجليّل (12 /362)

المظاهر في الكون والحياة

مظاهر اسم الله القدير في الكون الحياة لا حدَّ لها، فإن كل موجودٍ ماديٍّ ومعنويٍّ مظهرٌ من مظاهر هذا الاسم، فالإحصاء فيها ممتنع، كما قال جلَّ وعلا: ﴿ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، قال الشيخ عبد الرزاق البدر: «وأنه سبحانه كامل القدرة، فبقدرته أوجد الموجودات وبقدرته دبرها، وبقدرته سوّاها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئًا قال له: كن فيكون، وبقدرته يقلب القلوب ويصرِّفها على ما يشاء ويريد، ويهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويجعل المؤمن مؤمنًا، والكافر كافرًا، والبَرَّ برًّا، والفاجر فاجرًا» "فقه الأسماء الحسنى" (ص218)

أقوال أهل العلم

«أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (2/196)
«وهو القدير وليس يعجزه إذا … ما رام شيئًا قط ذو سلطان» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "النونية" (2/218)
«القدير: كامل القدرة، بقدرته أوجد الموجودات، وبقدرته دبرها، وبقدرته سواها وأحكمها، وبقدرته يحيي ويميت، ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، الذي إذا أراد شيئا قال له «كن فيكون»، وبقدرته يقلب القلوب، ويصرفها على ما يشاء ويريد.» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (5/624)