مغانجة
مدينة عظيمة جداً، بعضها مسكون والباقي مزروع. وهي بأرض الفرنج على نهر يسمى رين. وهي كثيرة القمح والشعير والسلت والكروم والفواكه. بها دراهم من ضرب سمرقند في سنة إحدى واثنتين وثلاث مائة، عليها اسم صاحب السكة وتاريخ الضرب؛ قال الطرطوشي: أحسب أنه ضرب نصر بن أحمد الساماني. ومن العجائب أن بها العقاقير التي لا توجد إلا بأقصى الشرق، وانها من أقصى الغرب كالفلفل والزنجبيل والقرنفل والسنبل والقسط والخاولنجان، فإنها تجلب من بلاد الهند وإنها موجودة بها مع الكثرة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
مغانجه (1) :
بقرب الدرب في بلاد افرنجة، وهي مدينة عظيمة جداً لا يسكن منها إلا بعضها لانخراقها واتساعها، وسائرها مزارع، وهي على نهر عظيم كان عليه في الزمان القديم قنطرة من صخر جليل على حنايا عالية، فكان لصوص الصقالبة وغيرهم قبل تبصرهم يعبرون عليها فيغيرون على نواحي مغانجة، فأمر صاحبها يومئذ بخراب القنطرة فخربت وهدمت أرجلها حتى ساوت الماء، وبقبلي مغانجة خارج منها كنيسة كبيرة يعظمها النصارى، وموضع مغانجة أشرف موضع في جميع بلاد النصارى، وهي من غر البلدان ولها أحواز واسعة، وهي كثيرة الحبوب والكروم والفواكه، ومنها تحمل الأطعمة والشراب إلى الأقاليم الموالية لها ويختلف إلى مدينة مغانجة أهل بردون واليهود بجهاز الأندلس وذلك غزل الحرير والخز والبياض والشقيق والزئبق والأحمر واللاذن والزعفران وغير ذلك من السلع والبضائع، وفي أحواز مغانجة الخيل العتاق. (1) ذكرها القزويني في آثار البلاد: 608، والأصل فيما يبدو هو البكري اعتماداً على الطرطوشي، وذكر أنها تقع على نهر ((رين)) وقد رأى فيها الطرطوشي سنة 331 دراهم من ضرب سمرقند، ورأى في أسواقها كثيراً من المواد التي لا توجد إلا في أقصى الشرق كالفلفل والزنجبيل والقرنفل؛ ولعلها هي ميانصة عند الإدريسي (Mainz) وكان اسمها اللاتيني (Myence).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]