البحث

عبارات مقترحة:

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

المصور

كلمة ( المصور ) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر، والمصدر منه هو التصوير، والصورة الهيئة التي هي طول والشيء وعرضه، وصغره وكبره وما تصل بذلك. واسم الله (المصوّر) اسم من أسماء الله الحسنى التي تدل على إثبات صفة الخلق له سبحانه، كاسم الخالق والبارئ، ومعناه أنه تعالى خلق الأشياء على غير مثال سابق، وأبدع صورها وأنشأ هيئاتها. وهو اسم ثابت لله تعالى بالقرآن والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

المُصَوِّر في اللغة اسم الفاعل من صوَّر يُصَوِّر فهو مصور: إذا فعَل الصُّورة، والمصدر التصوير، والصورة: شخصُ الشيء وهيئته من طول وعرض، وكِبَر وصِغَر، وما اتصل بذلك وتعلق به مما يُكمِله فيُرَى مُصَوَّرًا. فالله جل وعلا مصوِّر الصُّور وخالقها. "اشتقاق الأسماء" (ص243).

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على إثبات صفة الخلق لله تعالى، والمعنى أنه تعالى خلق الأشياء على غير مثال سابق لها، فكان هو المصَوِّرَ على الحقيقة، الذي أنشأ صورتها وأبدع هيئتها، قال الزجاج: «وهو تعالى مُصَوّر كل صُورَة لا على مِثال احتذاه ولا رسمٍ ارتَسَمه، تعالى عن ذلك علوًّا كَبِيرًا» "تفسير الأسماء" (ص37). وقال الخطابي: «المصور: هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها. فقال الله تعالى: ﴿وصَوَّرَكُمْ فَأحْسنَ صُوَرَكُمْ﴾ [غافر: 64]. وقال تعالى: ﴿يا أيّها الإنسانُ ما غَرَّكَ بِرَبكَ الكَرِيمِ، الذِي خَلَقَكَ فَسَوّاكَ فَعَدَلَكَ، في أي صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾ [الانفطار: 7]». "شأن الدعاء" (ص50).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما دلت عليه اللغة وما جاء في الاصطلاح متفقان غير مختلفين، إلا أن الاصطلاح يدل على الذات والوصف معًا، والمعنى اللغوي يدل على مجرَّد الوصف.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على إثبات صفة الخلق لله تعالى.

الأدلة

القرآن الكريم

المصور في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (المصوّر) في القرآن الكريم في موضع واحد وهو قوله تعالى: ﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ﴾ [الحشر: 24] هكذا بالكسر على أنه اسم من أسماء الله الحسنى، وذكر الألوسي في تفسيره أن عليًّا كرم الله وجهه وحاطب بن أبي بلتعة والحسن البصري قرؤوها: (المصوَّر) بفتح الواو والنصب على أنه مفعول به لـ (البارىء) كما يقال: هذا الضاربُ الغلامَ. انظر ذلك في "روح المعاني" (14 /257).

السنة النبوية

المصور في السنة النبوية
ورد اسم الله (المصوِّر) في حديث أبي هريرة في أسماء الله الحسنى: «إنَّ لله تعالى تِسعةً وتِسعينَ اسمًا من أحصاها دَخَل الجَنَّةَ، فذكَرَها وَعَدَّ منها: المصوِّر» وتفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل. الاعتقاد للبيهقي (57).

العقل

اسم الله (المصوّر) يدل على صفة الخلق، وما من شيء مما سوى الله إلا وهو أثر من آثار هذه الصفة، وما ثم إلا خالق ومخلوق، والمخلوق يدل على خالقه فطرة وبداهة، إذ ما من أثر إلا وله مؤثر، كما اشتهر في قول الأعرابي الذي سئل: كيف عرفت ربك؟ فقال بفطرته السليمة: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، أفسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وجبال وبحار وأنهار، أفلا تدل على السميع البصير؟!. انظر "ترجيح أساليب القرآن" لابن الوزير (ص83)، فهي حقيقة فطرية بدهية تتلخص في (افتقار الأثر إلى المؤثر) وهي التي يعبَّر عنها بدلالة الحدوث والإمكان في الذوات والصفات، والحادث هو ما كان مسبوقًا بعدم، والممكن هو ما كان قابًلا للوجود والعدم، فكل حادثٍ ممكنٍ يفتقر إلى واجبٍ بنفسه، محدِثٍ لا يكون هو مُحدَثًا؛ منعًا للتسلسل. "درء التعارض" لابن تيمية (3/265).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار الإيمان باسم الله (المصور) ما يلي: · تعظيم الله عز وجل وإجلاله عند رؤية آثار هذا الاسم، فإذا أبصر العبدُ بديع خلق الله وتصويره لمخلوقاته، وتأمل في عجائب قدرته في البَرء والإنشاء تعاظم شأن ربه في قلبه؛ لأن عظمة المخلوقات ودقتها وانتظام هيئاتها إنما يدل على إتقان المصور لها سبحانه وتعالى، ولذلك دعا الله عباده للتفكر في خلقهم وتكوينهم فقال لهم: ﴿وَفِيٓ أَنفُسِكُمْۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: 21] · شكر الله عز وجل على نعمة الخلق من العدم، والتصوير على أحسن هيئة، وقد منَّ الله على عباده بذلك فقال: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ اْلطَّيِّبَٰتِ ۚ ذَٰلِكُمُ اْللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ فَتَبَارَكَ اْللَّهُ رَبُّ اْلْعَٰلَمِينَ ﴾ [غافر: 64]، وقال: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [التين: 4] · ويلزم منه أيضًا قَبول أحكام الله عز وجل، الشرعية والقدرية، لأن صانع الشيء أعلم وأدرى بما صنع، فإذا شرع الله عز وجل للإنسان شيئًا فهو الأصلح له، وإذا قضى الله للإنسان قَدَرًا فهو الخير له، كما قال سبحانه: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]، فموقف المؤمن باسم الله (البارئ) أن يقبل حكم الله فيه، ويسلّم له ولا يرضى له بديلًا، ويصبر لما نزل به من الابتلاء ويرضى به ولا يتسخّط.

المظاهر في الكون والحياة

الحق أن المظاهر الوجودية لاسم الله (المصوّر) أكثر من أن تعد وتُحصَر؛ فصفة الخلق التي يدل عليها هذا الاسم متعلِّقة بجميع ما سوى الله مما له صورة وشكل، ولكن نقول: إن كل شيء له صورة وحيّز هو بذاته مظهر من مظاهر اسم الله (المصوّر)، فالسماوات والأرض وما فيهن من الأجسام مظاهرُ لاسم (المصوّر)، والحيوان والنبات والجمادات مظاهرُ لاسم (المصوّر)، والكائنات الحية الدقيقة، والأجرام السماوية الكبرى مظاهرُ لاسم (المصوّر)، وليس العدُّ والإحصاء لهذه المظاهر إلا في حدود البشر وتصوراتهم القاصرة، يقول سيد قطب في تفسير قوله تعالى: ﴿ ​ هُوَ اْللَّهُ اْلْخَٰلِقُ اْلْبَارِئُ اْلْمُصَوِّرُۖ﴾ [الحشر: 23] «وتوالي هذه الصفات المترابطة اللطيفة الفروق، يستجيش القلب لمتابعة عملية الخلق والإنشاء والإيجاد والإخراج مرحلة مرحلة - حسب التصور الإنساني - فأما في عالم الحقيقة فليست هناك مراحل ولا خطوات. وما نعرفه عن مدلول هذه الصفات ليس هو حقيقتها المطلقة فهذه لا يعرفها إلا الله. إنما نحن ندرك شيئًا من آثارها هو الذي نعرفها به في حدود طاقاتنا الصغيرة!» "في ظلال القرآن" (ص3533) ط. دار الشروق.

أقوال أهل العلم

«أما الخالق والمصوِّر فإن استُملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب كقوله الخالق البارئ المصور وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد، كما يقال لمن قدَّر شيئًا في نفسه أنه خلقه... وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى: ﴿فَتَبارَكَ اللَّهُ أحْسَنُ الخالِقِينَ﴾ أي أحسن المصورين والمقدرين» ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "شفاء العليل" (1/393)
«المصوّر المبدع للصور والمخترعات، وأنشأ خلقه على صور مختلفة، وذكره يفيد من قصُر إدراكهم وانحطَّ فهمهم» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص99)
«الذي خلق جميع الموجودات وبرأها وسواها بحكمته، وصورها بحمده وحكمته، وهو لم يزل ولا يزال على هذا الوصف العظيم» ابن سَعْدي "تيسير الكريم الرحمن" (ص946)