وادي مهزور
صدره حرّة شوران على ما قاله ابن زبالة ويصب في أموال بني قريظة ثم يأتي المدينة وكان يمرّ في المسجد النبوي وسيل بني قريظة بفضاء بني خطمة يجتمع بمذينب فيجتمع الواديان فيفترقان في الأموال، ويدخلان صدقات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كلها، إلّا مشربة أم إبراهيم ثم يفضي إلى الصّورين قصر مروان بن الحكم، ثم يأخذ بطن الوادي على قصر بني يوسف ثم يأخذ في البقيع ثم يخرج على بني حديلة. والمسجد النبوي ببطن مهزور وآخره كومة أبي الحمرا. وسال مهزور في خلافة المنصور سنة بضع وخمسين وماية حتى ملأ الصدقات النبوية وصار الماء في برقة إلى أنصاف النخيل فخيف على المسجد فخرج الناس إليه فدلّوا على مصرفه فحفروا في برقة فأبدوا عن حجارة منقوشة ففتحوها فانصرف الماء فيها وغاض. قال الزبير بن بكار: ثم يلتقي سيل العقيق ورانونا وذاخر وذو صلب وذو ريش وبطحان ومعجب ومهزور وقناة بزغابة وسيول العوالي هذه يأتي بعضها بعضا قبل أن يلقى العقيق، ثم يجتمع فيلتقي العقيق بزغابة عند أرض سعد بن أبي وقاص وذلك أعلى وادي إضم، سمّى به لانضمام السيول، على يمين الصّورين في أدنى الغابة ثم يلقاها وادي نعمى ووادي نعمان، ثم ينحدر ثم يلقى وادي ملل بذي خشب ثم يلقاها وادي برمة من الشام، ثم يلقاها وادي حجر ووادي الجزل الذي به السقيا، ثم يلقاه واد يقال له سفيان حين يفضي إلى البحر عند جبل يقال له أراك ثم يدفع في البحر من ثلاثة أمكنة يقال لها اليعبوب والنبيحة وحقيب. * وعن «1» عبد الله بن أبي بكر، عن __________ (1) الأحاديث الأربعة عن تاريخ المدينة لابن شبّة.أبيه: أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قضى في وادي مهزور ومذينيب أن يمسك الماء إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل. * وحدثنا حيان بن بشر قال، حدثنا يحيى بن آدم قال، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن إسحاق، عن أبي مالك بن ثعلبة «2» بن أبي مالك، عن أبيه قال: قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مهزور ووادي بني قريظة: أن الماء إلى العقبين، لا يحبس الأعلى على الأسفل ويحبس الأسفل على الأعلى. * وقال حدثنا يحيى قال، حدثنا حفص، عن جعفر، عن أبيه قال: قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سيل مهزور، أنّ لأهل النخل إلى العقبين، ولأهل الزرع إلى الشراكين، ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم. * وحدثنا أبو عاصم قال، حدثنا محمد بن عمارة قال، حدثني أبو بكر بن محمد: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قضى في سيل مهزور، أن يمسك الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الكعبين والجدر «3» ، ثم يرسل الأعلى على الأسفل وكان يسقي الحوائط.
[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]