سلطان بن بجاد بن حميد، من عتيبة
ابن بجاد
[الأعلام للزركلي]
سلطان بن بجاد بن حميد، من عتيبة: قائد شجاع. من بادية ما بين الحجاز ونجد. صحب ابن سعود (عبد العزيز بن عبد الرحمن) في غزواته مغامراته، قبل أن يلي الملك. وأقام في (هجرة الغطغط) على مقربة من الرياض فكان زعيمها. وأرسله ابن سعود إلى واحة (تربة) في شعبان 1337 هـ نجدة لخالد ابن لؤيّ، لصد الشريف عبد الله بن الحسين عن تلك الواحة، فأغارا على جيش عبد الله، فكادا يفنيانه، قيل: بلغت قتلاه خمسة آلاف، منهم 180 من الأشراف. ثم كان مع الأمير فيصل بن عبد العزيز في حرب (عسير). ولما بدأت حركة التجديد والإصلاح في دولة آل سعود، قبيل استقرارها، ونودي بالكفّ عن الغارات والغزوات، كان من العسير على ابن بجاد - وهو العريق في البداوة - أن يرتاح إلى أساليب من الحضارة الجديدة، رأى (عبد العزيز) ابن سعود يقبل عليها ويقرّها: معاهدات مع دول الإفرنج، وأنظمة وقوانين للبلاد، وسيارات قد تكون من (السحر) وأطباء لا يصفون الحشائش، ولا يقولون بالكيّ، وكهرباء تأتي بالنور من دون زيت أو شمع! كل هذا وأمثاله، كان في (منطق) ابن بجاد، من (المستحدثات) أو البدع. واستفزه الداهية (فيصل الدرويش) - انظر ترجمته -، فقام ينكر على (الإمام) ما سماه قعودا عن الجهاد، وابتعادا عن جادة الدين. وتحوّل بعد الطاعة والإخلاص ثائرا التفّت حوله جموع من قبيلته (عتيبة) الكثيرة العدد، وناصره الدرويش وأهل الغطغط، واتسعت الفتنة. فوجه ابن سعود الزحوف لإخضاعه ومن معه، وأمر من بقي على طاعته من عتيبة أن يكفيه شر من والى ابن بجاد منها، فانقسمت القبيلة، واقتتل فريقاها. ونشبت وقائع انتهت بالقبض على ابن بجاد وزجه في سجن (الرياض) مثقلا بالحديد مدة عام ونصف، أو ما يقارب ذلك، ومات في سجنه 1. مذكرات المؤلف.