البحث

عبارات مقترحة:

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي هو ضد الصِّغَر، ويكون الكبر في الحجم والهيئة، ويكون في الشأن والمكانة، ويكون في العمر، واسم (الكبير) من أسماء الله الحسنى، يدل على أنه تعالى عظيم الشأن جليل السلطان عالي المكانة. وهو اسم ثابت لله تعالى في الكتاب والسنة، والعقل دالٌّ عليه.

التعريف

التعريف لغة

الكبير في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الكِبَر، وهو خلاف الصِّغَر، والفعل منه (كَبُرَ يكْبُرُ)، وقد يكون الكبر في الهيئة والحجم، وقد يكون في العمر فيكون معناه: الهَرَم، وقد يكون في الشأن والمكانة، وذكر الزجاجيُّ هذه الأوجه الثلاثةَ ثم قال: «ولا يجوز أن يضاف إلى الله غير الوجه الذي قدمنا ذكره، وهو على هذا التأويل الأخيرُ وقد مضى شرحه» "اشتقاق الأسماء" (ص155)، ومنه الكبرياء وهي مصدر، والمبالغة منه: كُبار، وكُبّار، كما قال تعالى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا﴾ [نوح: 22]، وأما الكِبْر فهو التعاظم، ومثله: التكبُّر والاستكبار.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى عظيم الشأن والسلطان جليل المنزلة والمكانة، وهي صفة ذاتية له سبحانه لا تعلُّق لها بالمخلوقين. فمعناه قريب من الجليل والعظيم، قال الزجاجي: «العظيم الجليل، يقال: «فلان كبير بني فلان»: أي رئيسهم وعظيمهم ومنه قوله: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا﴾ [الأحزاب: 67] أي: عظماءنا ورؤساءنا. وكبرياء الله: عظمته». وقال الخطابي: «الكبير: هو الموصوف بالجلال، وكبر الشأن، فصَغُر دون جلاله كل كبير. ويقال: هو الذي كبر عن شبه المخلوقين.» "شأن الدعاء" (ص66).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

اللغة محتملة لما جاء في الاصطلاح بلا خلاف، إلا أن المعنى الثابت لله تعالى ثابت له على وجه الكمال الذي لا يدخله نقص، وليس ذلك إلا له سبحانه.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل على تنزيه الله تعالى إجمالًا، وإثبات صفة العظمة والجلال له سبحانه.

الأدلة

القرآن الكريم

الكبير في القرآن الكريم
ورد اسم الله تعالى (الكبير) في (6) مواضع من القرآن الكريم، اقترن في جميعها بصفة العلوّ الثابتة لله تعالى: · فقد اقترن باسم الله (العليّ) في خمسة منها وهي قوله تعالى: - ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا﴾ [النساء: 34] - وقوله: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [الحج: 62] - ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [لقمان: 30] - ﴿ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ [سبأ: 23] - ﴿ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر: 12] يقول الشيخ السعدي في تفسيره لموضع سورة سبأ: «وهُوَ العَلِيُّ بذاته، فوق جميع مخلوقاته وقهره لهم، وعلو قدره، بما له من الصفات العظيمة، جليلة المقدار الكَبِيرُ في ذاته وصفاته، ومن علوه، أن حكمه تعالى، يعلو وتذعن له النفوس، حتى نفوس المتكبرين والمشركين». "تفسير السعدي" (4/188) · واقترن مرة واحدة باسمه تعالى (المتعال) وذلك في قوله جل جلاله: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ﴾ [الرعد: 9].

السنة النبوية

الكبير في السنة النبوية
· جاء اسم الله (الكبير) في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه: «كان رسولُ اللهِ يُعَلِّمنا من الحُمّى والأوجاعِ: بسمِ اللهِ الكبيرِ، أعوذُ باللهِ العظيمِ من شرِّ عِرْقٍ نَعّارٍ، ومن شرِّ حَرِّ النارِ». الترمذي (2075)، وابن ماجه (3526)، وأحمد (2729) واللفظ له. والعرق النَّعَّار هو العرق الذي يفور منه الدم "الصحاح" للجوهري (5 /832). · وجاء في عِداد الأسماء التي وردت في حديث أبي هريرة رضي الله عنه. الترمذي (3507) و"الاعتقاد" للبيهقي (57)

العقل

يُثبت العقلُ صفة العظمة التي يدل عليها اسمه تعالى (الكبير) بقياس الأولى؛ لأن العظمة صفة كمال، وخلافها صفة نقص، ومن المعلوم أن كل كمال لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة الُمحدثة فالرب الخالق هو أولى به، وكل نقص أو عيب يجب أن ينزَّه عنه بعض المخلوقات المحدثة فالرب الخالق هو أولى أن ينزَّه عنه. انظر "شرح الأصفهانية" لابن تيمية (ص74).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آثار وثمرات الإيمان باسم الله (الكبير): · الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، والاستكانة والتذلل لعظمته وعز جلاله، وإن غاية العبادة تعظيم الله عز وجل وإظهار مضامين اسم الله (الكبير). · المؤمن باسم الله (الكبير) المُدرِك لحقيقته يتحقق له من الخوف من الله تعالى ما لا يتحقق عند غيره، فإن الإيمان بهذا الاسم يغرس الخشية والمهابة من الله عز وجل في قلب العبد، وتذهب عنه مخافة وهيبة من سواه؛ لأن المؤمن بالله الكبير لا يخاف من المخلوق الصغير الضعيف، الذي مهما بلغ عِزّه وعظمة شأنه فإنه حقير أمام عظمة الله، وهذه الحقيقة تورث في قلب المؤمن الشجاعة والإقدام والطمأنينة. · تعظيم أمر الله عز ونهيه، والعمل بهما، وعدم التجاوز عما صدر منه من تشريع وقوانين إلى غيره، فيكون معظّمًا للكتاب والسنة، مستسلمًا لهما، لا يقدّم عليهما شيئًا، كما قال جل وعلا: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النساء: 65].

أقوال أهل العلم

«أثبت الله العزة والعظمة والقدرة والكبر والقوة لنفسه في كتابه» قِوَام السُّنَّة "الحجة في بيان المحجة" (2/196)
«الكبير: الذي لا يسعه مكان ولا يحويه زمان، الكبير المتعال، يقف لديه العظماء والمتكبرون صاغرين، فالحكم لله العلي الكبير، وذاكره ينال الهيبة والقبول وصفاء الباطن ويقضي دينه» القُشَيْري "شرح الأسماء" (ص150)
«هو ذو الكبرياء، والكبرياء عبارة عن كمال الذات، وأعني بكمال الذات كمال الوجود، وكمال الوجود يرجع إلى شيئين: أحدهما دوامه أزلًا وأبدًا؛ فكل وجود مقطوع بعدمٍ سابقٍ أو لاحقٍ فهو ناقص؛ ولذلك يقال للإنسان إذا طالت مدة وجوده إنه كبير، أي كبير السن طويل مدة البقاء، ولا يقال عظيم السن، فالكبير يستعمل فيما لا يستعمل فيه العظيم، فإن كان ما طال مدة وجوده مع كونه محدود مدة البقاء كبيرًا، فالدائم الأزلي الأبدي الذي يستحيل عليه العدم أولى أن يكون كبيرًا، والثاني أن وجوده هو الوجود الذي يصدر عنه وجود كل موجود، فإن كان الذي تم وجوده في نفسه كاملًا وكبيرًا فالذي حصل منه الوجود لجميع الموجودات أولى أن يكون كاملًا وكبيرًا» الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص109)