البحث

عبارات مقترحة:

الأحد

كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

الإسماعيلية

الإسماعيلية فرقة باطنية، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فِرقُها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وهي كبرى فرق الشيعة التي تمثل الغلو الباطني في التشيع، وتمثل كذلك فرق الغلاة الخارجة عن الأمة الإسلامية، وسميت بالإسماعيلية لانتسابها إلى إسماعيل بن جعفر الصادق.

تعريف

الإسماعيلية فرقة باطنية، ظاهرها التشيع لآل البيت، وحقيقتها هدم عقائد الإسلام، تشعبت فِرقُها وامتدت عبر الزمان حتى وقتنا الحاضر، وهي كبرى فرق الشيعة التي تمثل الغلو الباطني في التشيع، وتمثل كذلك فرق الغلاة الخارجة عن الأمة الإسلامية، وسميت بالإسماعيلية لانتسابها إلى إسماعيل بن جعفر الصادق. انظر: "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" الصادرة عن: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بإشراف ومراجعة: مانع الجهني (1/383)، و "أصول الإسماعيلية" لسليمان السلومي (ص: 195). وللإسماعيلية ألقاب كثيرة، أشهرها: الباطنية، والقرامطة، والخرمية، والسبعية، والبابكية، وإخوان الصفا، والإباحية، والزنادقة، والمزدكية. (انظر: " أصول الإسماعيلية" لسليمان السلومي (ص: 196-197)، و "دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين" لأحمد جلي (ص: 194)، و "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" لغالب عواجي (ص: 486-502)

الشخصية الرئيسية

ميمون القداح (انظر: "كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة" لمحمد بن مالك الحمادي (ص: 32)، و "تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة في المشرق" لمحمد عبد الله عنان (ص: 47)، و "أصول الفرق والأديان" لسفر الحوالي (ص: 73).

النشأة والتاريخ

تعددت الآراء واختلفت الأقوال حول نشأة هذه الفرقة وظهورها، فالمصادر الباطنية تتحدث عن ظهورها بأسلوب متناقض غامض ملفق لا يعرف منه بداية تكونها ولا حقيقتها ولا أهدافها، كما لم يرد في كل المصادر التاريخية تحديدا لتاريخ بداية الدعوة إلى إمامة إسماعيل، وقد أثار هذا الغموض كثيرا من الشكوك حول بداية هذه الدعوة من ناحية، وحول القائمين بأمرها ومدى ارتباطهم بإسماعيل بن جعفر، وسبب هذا الخلاف حول النشأة هو: 1- اختلاف الإسماعيلية وتناقضهم في إمامهم إسماعيل؛ فمن قائل أنه مات في حياة أبيه، ومن قائل أنه شهد على موته تقيةً وبقي حيا بعد والده. 2- سِرية الدعوة الإسماعيلية وغموضها وباطنيتها مما جعلهم لا يجاهرون بها في البداية خوفا من القضاء عليها، وليروجوا دعايات كاذبة تجعلها محاطة عند أتباعها بهالة من التقديس الباطني. والذي يظهر من استقراء ما ورد عن الإسماعيلية أن لها جذور عميقة تمثلت في الحركات الباطنية ابتداء من الخطابية، وما شابهها من حركات هدامة كالبابكية، والتي ظهرت في النصف الثاني من القرن القرن الثاني، والنصف الأول في القرن الثالث للهجرة، وقد اتخذت هذه الحركات من التشيع ستارا جمَّعت من خلفه قِواها للهجوم على الإسلام ثم ظهرت بعد ذلك على حقيقتها في شكل فرق أقامت دولا لنشر دعوتها الساعية إلى هدم الإسم، وهذه الدول الإسماعيلية هي على حسب التسلسل التاريخي كالآتي: 1- دولة الإسماعيلية القرامطة قام للقرامطة عدد من الدول في البحرين وفي اليمن وفي العراق، وتنحصر الفترة الزمنية لقيام هذه الدول ما بين سنة 278ه حيث تحرك القرامطة بسواد الكوفية معلنين الخروج والانفصال عن الدولة العباسية، حتى سنة 470ه حينما التف أهل السنة بالبحرين وأحاطوا بالقرامطة وانتصروا عليهم في معركة تسمى الخندق، وتعد هذه المعركة من المعارك الحاسمة في التاريخ؛ لأنها قضت على دولة القرامطة الذين ظلوا زهاء قرنين مصدر رعب وخوف وفزع، هاجموا خلالها الكعبة المشرفة سنة 319هـ‍ وسرقوا الحجر الأسود وأبقوه عندهم أكثر من عشرين سنة. 2- دولة الإسماعيلية العبديين (الفاطميين) وهي أكبر دولة إسماعيلية من حيث اتساعها وطول فترتها، حيث شملت معظم أفريقيا وبلاد الشام والحجازم في معظم الفترات كما أنها استمرت ما يقرب من ثلاثة قرون. وقد كانت بداية تأسيسها على يد عبيد الله المهدي في المغرب عام 297ه، و قد اتخذ حكامها القيروان عاصمة لهم في أول الأمر، ثم بنوا مدينة المهدية وأصبحت عاصمتهم فيما بعد إلى أن نقلوا زعامتهم إلى الديار المصرية فبنوا القاهرة واتخذوها عاصمتهم، وكان ذلك في عهد المعز الإمام الرابع من أئمتهم الظاهرين، وقد تعاقب على إمامة الدولة الإسماعيلية العبيدية أربعة عشر شخصا ثلاثة منهم في المغرب، وأحد عشر في مصر، وكان آخرهم العاضد الذي مات سنة 567ه، وكانت نهاية دولتهم على يد البطل المجاهد صلاح الدين الأيوبي، يقول الذهبي: «تلاشى أمر العاضد مع صلاح الدين إلى أن خلعه، وخطب لبني العباس، واستأصل شأفة بني عبيد، ومحق دولة الرفض» (انظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي (15/211).

أبرز الشخصيات

أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور: هو أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون التميمي المغربي نسبة إلى بني تميم ويسميه الإسماعيلية القاضي النعمان تهربا من أن يلتبس اسمه باسم أبي حنيفة النعمان بن ثابت المشهور وقد اختلف في ولادته فيقال إنه ولد سنة 259هـ. وقيل سنة 293هـ. ولد في القيروان - كما يذكر الزركلي- في بيئة إسماعيلية من أبوين إسماعليين. بل إن أباه كان من دعاة الإسماعيلية الذين تلقوا البذرة الإسماعيلية الأولى على أيدي الحلواني وأبي سفيان. ولقد انتقل النعمان مع المعز إلى مصر عند انتقاله إليها وشارك في القضاء مع أبي طاهر الذهلي الذي كان على قضاء مصر قبل استيلاء المعز عليها. وكان النعمان من بناة هذا المذهب كما ذكر الفيضي نقلا عن الداعي الإسماعيلي عماد الدين أن النعمان كان مشرعا وإنه كان دعامة من دعائم المذهب الإسماعيلي وأضاف الفيضي الإسماعيلي بأنه فيما أحسبه وصل إلى رتبة الحجة. جعفر بن منصور اليمن: ومن أهمّ بناة المذهب الإسماعيلي وزعماء الديانة الإسماعيلية وقادتها جعفر الذي هو ابن الحسن بن فرج بن حسن بن حوشب بن زادان الوفي، الداعي الإسماعيلي المشهور الذي أرسله الإمام الإسماعيلي المستور قبل ظهور ابنه المهدي الإسماعيلي في المغرب. أحمد حميد الدين الكرماني: من الدعاة الإسماعيلية الكبار الذي صاغوا دعوتها في قالب الفلسفة، وأصبغوها بصبغة منطقية، وقدّموها إلى الناس في قوالب الأفلاطونية الحديثة، أحمد حميد الدين بن عبدالله الكرماني، ويظهر أنه ولد في كرمان في فارس، وانتقل في بداية حياته إلى البصرة، ومنها كان يتردد على بغداد، وكان يلقي فيها دروسه الباطنية ومحاضراته التأويلية التي جمعت فيما بعد في كتابين (المجالس البغدادية) و(المجالس البصرية) المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي: من الدعاة المشهورين للإسماعيلية الذين ساهموا في نشر مذهبهم ودينهم بين الناس، وقدموا له الجهود الجبارة، وتحملوا له العناء والمشقة ولعبوا في توسيع نطاقه دورا هاما، هبة الله بن موسى بن داؤد الشيرازي. أبو يعقوب إسحاق السجستاني: من الدعاة المشهورين الذين وضعوا أسس الديانة الإسماعيلية، وأرسخوا قواعدها، وأعطوها صبغة فلسفية أبو يعقوب إسحاق بن أحمد السجستاني أو السجزي وكان يلقب بدندان. أبو عبدالله النسفي: أبو عبدالله النسفي أستاذ السجستاني كان تلميذاً للداعي الإسماعيلي بخراسان الحسين بن علي المروزي، وحاول نشر الدعوة الإسماعيلية في بلاد خراسان وما وراء النهر، واستطاع هذا الداعي الإسماعيلي أن يوقع في فخه وشراكه نصر بن أحمد الساماني، ويحصل منه على تأييده للمهدي الإسماعيلي الذي ظهر في بلاد المغرب آنذاك. أبو حاتم الرازي: كان من الدعاة الإسماعيلية القدامى أبو حاتم أحمد بن حمدان بن أحمد الورسامي، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في (لسان الميزان) بقوله: (ذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري، وقال: كان من أهل الفضل والأدب والمعرفة باللغة، وسمع الحديث كثيراً، وله تصانيف، ثم أظهر القول بالإلحاد وصار من الدعاة الإسماعيلية، وأضلّ جماعة من الأكابر، ومات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة).

الانتشار ومناطق النفوذ

الإسماعيلية وجدوا في عصور ومناطق متعددة: أولاً: الاسماعيلية القرامطة: وهم أتباع حمدان قرمط الذي دخل مذهب الإسماعيلية على يد حسـين الاهـوازي داعية عبد االله القداح. وقد كونوا دولة لهم في البحرين استمرت قرابة قرن من الزمان، وقضـى علـيهم الأصفر التغلبي، وانتهوا نهائيا عام (466هـ). ثانياً: الإسماعيلية الفاطمية: وقد نسبوا أنفسهم زوراً إلى فاطمة ابنة النبي محمد صلى االله عليه وسلم، وحقيقـة نسبهم لآل القداح، وهم إما يهود أو مجوس، وقد أسس عبيـد االله المهـدي أول دولـة إسماعيلية فاطمية في شمال أفريقيا سنة 297هـ ، وادعى أنه المهدي، ثـم جـاء بعـده المنصور بالله ثم المعز لدين االله، وفي عهده تم احتلال مصر سـنة (358هــ)، ثـم العزيز باالله، ثم الحاكم بأمر االله الذي ادعى الألوهية، والذي كان يصدر الأوامر الغريبـة والمتناقضة، وكان يبالغ في القتل وسفك الدماء، واستمرت دولتهم حتى سنة (567 هـ 1172م) حيث زالت على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، الـذي أعـاد مصر إلى مذهب أهل السنة والجماعة الذي كانوا عليـه قبـل احـتلال الإسـماعيليين الفاطميين لمصر، وأعاد الدعوة إلى الخليفة العباسي. هذا وقد خرج من رحـم الدولـة الفاطمية فرقة الدروز. ثالثاً: الإسماعيلية الحشاشون: وهم طائفة إسماعيلية انشقت عن الفاطميين، أسسها شخص فارسي اسمه (الحسـن بن صباح) كان يدين بالولاء للإمام الفاطمي المستنصر. وقام بالدعوة في بـلاد فـارس للإمام المستور نزار، ثم استولى على قلعة ألموت في إيران، وأسس الدولة الإسماعيلية النزارية الشرقية وانتشروا في إيران، وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال، وسموا بالحشاشين لأنهم كانوا يكثرون من تدخين الحشيش، وكان شعارهم فـي بعـض مراحلهم (لا حقيقة في الوجود وكل أمر مباح). وقد أرسل ابن الصباح بعض رجاله إلى مصر لقتل الإمام الآمر بن المستعلي، فقتلوه مع ولديه عام 525هـ، وقد توفي الحسن بن الصباح سنة 528هـ -1124م. من دعاتهم-إضافة إلى الحسن بن صباح- كيابزرك أميد، والحسن الثاني بن محمد، وركن الدين خورشاه الذي كان آخر حكام دولتهم التي أسقطها جيش هولاكو المغـولي سنة 654هـ فتفرق أهلها في البلاد، و هم أصل الإسماعيلية الآغاخانية اليوم. رابعاً: إسماعيلية الشام: وهم من الإسماعيلية النزارية ، وامتداد لإسماعيلية ألموت وقد سيطروا على عـدة قلاع محصنة على يد راشد الدين سنان الملقب بشيخ الجبل، وكـان نصـيرياً فتحـول للإسماعيلية، ولم يكونوا خاضعين لحكام المسلمين إلا وقت ضعفهم وقـوة المسـلمين ، وقضى علي شوكتهم هولاكو سنة 658هـ، ولكن أعاد لهم قطز قلاعهـم، ومـن ثـم أمرهم الظاهر بيبرس بدفع المكس والهدايا، وبقيت قلاعهم معهم حتى عـام 1920م، و لا يزال بقاياهم إلى الآن في "سلمية" وفي القـدموس ومصـياف وبانيـاس والخـوابي والكهف في سوريا، ولهم صلاتهم الوثيقة بالإسماعيلية الآغاخانية المعاصرة. لقد اختلفت الأرض التي سيطر عليها الإسماعيليون مدًّا وجزراً بحسب تقلبات الظروف والأحوال خلال فترة طويلة من الزمن، وقد غطى نفوذهم العالم الإسلامي ولكن بتشكيلات متنوعة تختلف باختلاف الأزمان والأوقات: فالقرامطة: سيطروا على الجزيرة، وبلاد الشام، والعراق، وما وراء النهر. والعبيديون أسسوا دولة امتدت من المحيط الأطلسي وشمالي أفريقيا، وامتلكوا مصر والشام، وقد اعتنق مذهبهم أهل العراق وخُطب لهم على منابر بغداد سنة 540ه‍ ولكن دولتهم زالت على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله. والآغاخانية: يسكنون نيروبي، ودار السلام، وزنجبار، ومدغشقر، والكنغو البلجيكي، والهند، وباكستان، وسوريا، ومركز القيادة لهم في مدينة كراتشي بباكستان. والبهرة: استوطنوا اليمن والهند والسواحل القريبة المجاورة لهذين البلدين. وإسماعيلية الشام: امتلكوا قلاعاً وحصوناً في طول البلاد وعرضها، وما تزال لهم بقايا في مناطق سلمية والخوابي والقدموس ومصياف وبانياس والكهف. والحشاشون: انتشروا في إيران واستولوا على قلعة آلموت جنوب بحر قزوين، واتسع سلطانهم، واستقلوا بإقليم كبير وسط الدولة العباسية السُنية، كما امتلكوا القلاع والحصون ووصلوا بانياس وحلب والموصل، وولي أحدهم قضاء دمشق أيام الصليبين وقد اندحروا أمام هولاكو المغولي. المكارمة: وقد استقروا في نجران.

الأفكار والمعتقدات

للإسماعيلة أفكار متشعبة ومعتقدات كثيرة، يجمعها رابط واحد هو الخروج عن عقائد الإسلام وتكاليفه الشرعية، وترجع كل معتقداتهم وأفكارهم إلى أصلين؛ هما الأساس والمرجع لجميع معتقداتهم وآرائهم فعن بناء عليهما ابتدعوا وشرَّعوا من الدين ما لم يأذن به الله، وهذان الأصلان هما: الإمامة والتأويل الباطني. الأصل الأول: الإمامة: تعتقد الإسماعيلية ككل طوائف الشيعة - كما يقول الشهرستاني - أن الإمامة «ليست قضية مصلحية تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم بل هي قضية أصولية وهي ركن الدين لا يجوز للرسل إغفالها وإهمالها ولا تفويضها إلى العامة». (انظر: "الملل والنحل" للشهرستاني (1/146). ومع انحراف الشيعة الاثنى عشرية وغلوهم في أصل الإمامة واعتقاداتهم في الأئمة، فإن الشيعة الإسماعيلية أشد غلوا وتطرفا وأعظم انحرافا في هذا الأصل. والإمامة عندهم: هي - كما يقول الشيرازي - «اعتقاد وصاية علي بن أبي طالب وإمامة الأئمة المنصوص عليهم من ذريته ووجوب طاعته وطاعة الأئمة» ومن خلال هذا التعريف يظهر تفريق الإسماعيلية بين الوصاية والإمامة، فلم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إماما من أئمتهم - كما هو رأي الشيعة الاثنى عشرية - بل هو وصيٌ من رسو ل الله ومن هنا ذهبوا إلى أن الوصاية أفضل وأعظم من الإمامة، وأن الوصاية تلي الإمامة في الرتبة. وخلاصة معتقدهم في الأئمة والإمامة: 1ـ إن الإمامة ركن الدين وأساسه، بل إن جميع أركان الدين وما يتعلق بذلك من معتقدات وأعمال راجع إليها ويتوقف قبوله على الاعتقاد بها والإيمان بأصالتها. 2ـ أن أئمة الإسماعيلية لهم منزلة فوق سائر البشر، ومن ذلك دعوى أن من خصائصهم علم الغيب والقدرة على كل شيء. 3ـ أن الأئمة لهم من الميزات والخصائص ما يجعلهم في مصاف الأنبياء والمرسلين من دعوى عصمتهم واختصاصهم بالتأويل. 4ـ الاعتقاد بأن الإمامة محصورة ومقيدة فقط بعلي بن أبي طالب ونسله من بعده، مع وجوب تسلسلها وتعيينها واستمرارها في آل البيت والد فولده إلى النهاية. هذه المعتقدات الأربع مما تنص عليها نصوص علماء الفرق ونصوص الإسماعيلية أنفسهم، ولهم مع ذلك معتقدات أشد غلوا وأعظم ضلالا وأغلظ زيفا وإلحادا، نأخذها بوضوح ظاهر ودلالة بينة من نصوص الإسماعيلية فقط، وكأني بعلماء الفرق والمقالات أعرضوا عنها وعن ذكرها صراحة إما تنزيها لمؤلفاتهم وإما خوفا من ظهورها وانتشارها بين الناس فيما سلف وعلى كل فحاكي الكفر لا يكفر وما ظهر وانتشر يجب فضحه واستبانته ومن هذه المعتقدات: 1ـ-الاعتقاد بألوهية الأئمة وإطلاق صفات الله عز وجل عليهم. 2ـ- الخضوع والانحناء والسجود للأئمة وصرف سائر العبوديات لهم. 3- الاعتقاد بأن الأئمة تكونوا من نور الله عز وجل وأنهم آلهة في أجسام بشر أو صورة بشر. 4- أن محمد بن إسماعيل ناطق سابع من النطقاء السبعة. 5- أنه ناسخ لشريعة الأنبياء والمرسلين من قبله مع النص منهم على نسخه لشريعة نبينا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام والتي يسمونها بالدور السادس أو شريعة الرسول السادس. 6- تفضيل الوصي والأئمة من بعده على الأنبياء والرسل أو بمعنى آخر الاعتقاد بأفضلية الإمامة والوصاية على النبوة والرسالة. 7- ابتداع مسميات للأئمة لها دلالات خطيرة كالإمام الناطق والصامت والإمام المستقر والمستودع. (انظر: "أصول الإسماعيلية" لسليمان السلومي (413/2-415، و 443/2-444). الأصل الثاني: التأويل الباطني التأويل الباطني أصل من أصول الإسماعيلية. يقول الإمام الغزالي: إنهم لقبوا بذلك لأنهم يدَّعون أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صورا جلية وهي عند العقلاء والأذكياء صور وإشارات إلى حقائق معينة وأن من تقاعد عقله عن الغوص على الخفايا والأسرار والبواطن والأغوار وقنع بظواهرها مسارعا إلى الاغترار كان تحت الآصار والأغلال معنى الأوزار والأثقال. وخلاصة منهجهم في التأويل الباطني تتمثل في: 1- الاهتمام الكبير بالتأويل الباطني في تفسير النصوص الشرعية والحقائق الكونية، فقد اعتقد الإسماعيلية أن كل شيء ظاهر محسوس في هذا الكون له معنى آخر خفي يعرف بالمعنى الباطن، فألفاظ القرآن مثلا لها معنى باطن غير المعنى الحرفي الظاهر حتى أنهم في ذلك نسبوا إلى رسول الله أحاديث موضوعة، وقالوا: إن الذي يقف على ظاهر القرآن ولا يقف على تأويله الباطني مثله مثل الحمار الذي يحمل أسفارا، كما قالوا: إنه لا بد لكل محسوس من ظاهر وباطن فظاهره ما تقع الحواس عليه، وباطنه ما يحويه ويحيط العلم بأنه فيه وظاهره مشتمل عليه 2-الاكثار من تأويل الآيات القرآنية تأويلا باطنيا حتى أن لهم كتب خاصة مستقلة لتأويل الآيات القرآنية وذلك ككتاب (الكشف) للداعية الإسماعيلية جعفر بن منصور اليمن ومما أول به التسمية أنه قال: إن (بسم الله) سبعة أحرف يتفرغ منها اثنا عشر ويتلوها اثنا عشر حرفا (الرحمن الرحيم) والسورة الحمد وهي سبع آيات فالسبع التي هي (بسم الله) تدل على النطقاء السبعة ويتفرع منها اثنا عشر تدل على أن الكل ناطق اثنى عشر نقيبا ثم الاثناء عشر التي هي (الرحمن الرحيم) يتفرع منها تسعة عشر فدل ذلك على أن النطقاء يتفرع منهم بعد كل ناطق سبعة أئمة واثنا عشر حجة فذلك تسعة عشر والسبع آيات هي سورة الحمد أمثال لمراتب الدين السبع فسورة الحمد يستفتح بها كتاب الله كذلك مراتب الدين يستفتح بها أبواب علم دين الله، وعن الحروف في أوائل السور قالوا في تأويل قوله تعالى آلم في سورة البقرة أن الألف فيها تدل على الناطق واللام على الوصي والميم على الإمام المتم وبهذا الأسلوب أوَّلوا جميع الحروف المقطعة في أوائل السور. 3- تأويل التكاليف الشرعية، نظرا لأصالة التأويل الباطني عند الإسماعيلية فإنه يسري في جميع أمورهم الاعتقادية، وأما العبادات العلمية عند المسلمين كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد فقد أوَّلوها كذلك تأويلا باطنيا، من تلك التأويلات ما جاء في موسوعتهم الباطنية "تأويل دعائم الإسلام" لقاضي الإسماعيلية ابن حيون، حيث أوَّل جميع شرائع الإسلام من منطلق الظاهر والباطن. فالصلاة عنده هي الدعوة، والمؤذن الذي ينادي للصلاة هو الداعي الذي يدعو إلى باطن الدعوة فظاهر الصلاة إتمام ركوعها وسجودها وفروضها ومسنونها وباطنها إقامة دعوة الحق في كل عصر. والزكاة المراد منها في الظاهر إخراج ما يجب على الأغنياء في أموالهم ودفع ذلك إلى لأئمة الذين تعبد الله عز وجل الناس بدفع ذلك إليهم، وأما في الباطن فمثلها مثل الأسس والحجج الذين يطهرون الناس ويصلحون أحوالهم وينقلونهم في درجات الفضل بما يوجبه أعمالهم. والصوم له معنيان: المعنى الظاهر هو المتعارف عند عامة الناس الإمساك عن الطعام الشراب والجماع وما يجري مجرى ذلك وأما المعنى الباطن للصوم فهو كتمان علم باطن الشريعة عن أهل الظاهر والإمساك عن المفاتحة به ممن لم يؤذن له في ذلك. والحج ظاهره الإتيان إلى البيت العتيق بمكة لقضاء المناسك، وباطنه الذي جعل الظاهر دليلا عليه إتيان إمام الزمان من نبي وإمام لأن إمام الزمان مثله في الباطن مثل البيت الحرام. (انظر: "أصول الإسماعيلية" لسليمان السلومي (474/2-484). وأما عقائدهم التي تعتمد على هذين الأصلين فكلها ترجع إلى: 1- إنكار وجود الله 2- جحد أسمائه وصفاته 3- تحريف شرائع النبيين والمرسلين وفي كل هذا يتسترون إما بالتشيع لآل البيت، وإما بزعم التجديد والتقدم. (انظر: "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" لغالب عواجي (ص: 517-518). أولا: معتقد الإسماعيلية في الإلهيات خلاصة معتقد الإسماعيلية في الإلهيات هي: 1- الإيمان بإلهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، إلا أن أحدهما علة لوجود الثاني، واسم العلة السابق، واسم المعلول التالي، وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي لا بنفسه، وقد يسمى الأول عقلاً والثاني نفساً. 2- أن الله تعالى - عما يقولون علوا كبيرا - لا يوصف ولا يسمَّى باسم، فلا يصح وصفه بأنه موجود ولا معدوم، ولا معلوم ولا مجهول، ولا قادر ولا غير قادر.. . (انظر: "فضائح الباطنية" للغزالي (ص: 38)، و "الإسماعلية تاريخ وعقائد" لإحسان إلهي ظهير (ص: 273)، و "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" لغالب عواجي (ص: 518-521). ثانيا: معتقد الإسماعيلية في النبوة والأنبياء يجحد الإسماعليون النبوة، وينكرون المعجزات، ويزعمون أنها من قبيل السحر والطلاسم، وخلاصة معقتدهم في النبوة: 1- اعتبروا النبوة رتبة يمكن لأي مدعي الوصول إليها ولاسيما المستجيبين لفكرتهم ودعوتهم ومن أبرز ذلك ما يسمونه بالناطق، وهذا اللفظ يطلق في بعض عبارتهم على النبي أو الرسول، وفي البعض الآخر رتبة عالية من رتب المرتقين في سلم الدعوة يصل إليها المستجيب، وتبعاً لذلك عرَّفوا النبوة تعريفاً يعتبرها قدراً مشتركاً بين سائر البشر كسائر العلوم والمدركات التي تنال بالجهد والكسب. 2- اعتبروا رتبة الولاية والوصاية أعظم قدراً وأفضل منزلة من رتبة النبوة والرسالة، ومن هذا المنطلق اعتقدوا أن بعض أئمتهم وزعمائهم أنداداً ومماثلين للأنبياء والرسل، بل فضلوهم في بعض الحالات. 3- أنكروا معجزات الأنبياء والرسل واعتبروها من جملة المخاريق والشعبذة وما ورد من هذه المعجزات مما لا سبيل إلى وروده فسروه حسب تأويلاتهم الباطنية. 4- لا يؤمنون بختم النبوة وانقطاع الوحي وانتهاء الرسالات، بل اعتقدوا خلاف ذلك مما جعل المجال مفتوحاً أمام المشعوذين والدجالين سواء منهم أو من غيرهم. (انظر: "أصول الإسماعلية" لسليمان السلومي (2/596). ثالثا: معتقد الإسماعلية في الآخرة يتضح من خلال معتقد الإسماعيلية في الآخرة أنهم لا يؤمنون ببعث ولا جزاء ولا عقاب، ولا معاد ولا يثبتون سوى الدنيا، وخلاصة عقيدتهم في الآخرة 1- القول بالظاهر والباطن حيث اعتبروا جميع ما ورد في القرآن وعلى لسان الرسول من الموت وعذاب القبر والجنة والنار كل هذه الأمور لها باطن غير المعروف والواضح لدى المسلمين. 2- اعتبروا ظهور القائم السابع من أئمتهم إيذاناً بقيام القيامة وخراب الأفلاك وبدء الحساب والجزاء. 3- الموت عندهم هو انتقال التصور الموجود عند الإنسان فإن كان موافقاً لعقيدتهم انتقل هذا التصور إلى هياكل نورانية -كما يسمونها- وانضمت إلى العقول المدبرة لهذا الكون وهذا هو معاد أهل الباطن وإن كان مخالفاً لهم فإنه عند الموت لا تفارق نفسه جسمه. وإنما الذي يفارقه تصوره الفاسد -كما يزعمون-. 4- المراد من البعث درجة معينة يصل إليها المستجيب ويكون مؤهلاً لأن تبعث له العلوم والمعارف وبذلك يصير في عالم آخر وذلك هو البعث الحقيقي 5- المراد من النار -عندهم- الشرائع التي يعمل المسلمون بها، وصورة العذاب فيها هو مزاولتها واستعمالها وإجهاد البدن في تطبيقها حيث لا ثواب ولا عقاب. (انظر "أصول الإسماعلية) لسليمان السلوميي (2/633). رابعا: معتقد الإسماعيلية في التكاليف الشرعية الإسماعيلية أكثر المذاهب الباطنية تفلتا من التكاليف الشرعية، واستحلالا للمحرمات وإيغالا في الإباحية البهيمية، مع أنهم لا يتظاهرون أمام العامة بترك التكاليف الشرعية، بل قد يبالغون في إيجاب أشياء لم تجب ليظهروا بمظهر العباد الزهاد، وليستفيدوا من جهة أخرى من إرهاق الناس بكثرة التكاليف لتضيق صدورهم بها، ومجمل معتقدهم في التكاليف الشرعية مبني على أصلين: الأصل الأول: تأويلهم الباطني لكافة التكاليف الشرعية تأويلا يصرفها عن مراد الله، وذلك كتأويلهم الصلاة بدعوتهم، والزكاة ب الأسس والحجج الذين يطهرون الناس ويصلحون أحوالهم وينقلونهم في درجات الفضل بما يوجبه أعمالهم، والصوم ب كتمان علم باطن الشريعة عن أهل الظاهر والإمساك عن المفاتحة به ممن لم يؤذن له في ذلك. الأصل الثاني: اعتقادهم أن مزاولة الأعمال التكليفية بمعناها الظاهر مَشقاتٌ يزاولها غير المستجيبين للدعوة، وأغلالٌ يُكبَّلون بها، وأنّ أتباعهم المؤمنين بدعوتهم وصلوا - بزعمهم - إلى مرتبة تُحطُّ عنهم فيها جميع التكاليف الشرعية، والأعمال البدنية. (انظر: "فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام" لغالب عواجي (ص: 527)، و "أصول الإسماعلية" لسليمان (649-2/656).

مراجعها ومصادرها

"دامغ الباطل وحتف المناضل" للداعي المطلق علي بن الوليد، وهو رد على كتاب "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية" للغزالي. طبع بتحقيق مصطفى غالب. "العالم والغلام" لجعفر بن منصور اليمن. "ضياء الحلوم ومصباح العلوم" لعلي بن حنظلة المحفوظي الوادعي. "معرفة النفس الناطقة والعلوم الغامضة" لحسن المعدل. "مبتدأ العوالم ومبدأ الستر والتقية" لحسن المعدل. وهذه الكتب الأربعة طبعها مصطفى غالب بعنوان أربع كتب حقانية. "أعلام الإسماعيلية" لمصطفى غالب. "تاريخ الدعوة الإسماعيلية" له أيضًا.

مراجع ومصادر في نقدها

تاريخ المذاهب الإسلامية: الجزء الأول، محمد أبو زهرة. إسلام بلا مذاهب: د. مصطفى الشكعة. ـ طائفة الإسماعيلية، تاريخها، نظمها، عقائدها: د. محمد كامل حسين ـ مكتبة النهضة المصرية 1959م. ـ دائرة المعارف الإسلامية: مادة الإسماعيلية. ـ الملل والنحل: محمد عبد الكريم الشهرستاني - الطبعة الثانية- دار المعرفة. ـ المؤامرة على الإسلام : أنور الجندي. ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة: محمد عبد الله عنان. ـ أصول الإسماعيلية والفاطمية والقرمطية: لبرنارد لويس. ـ كشف أسرار الباطنية وأخبار القرامطة: محمد بن مالك اليماني الحمادي. ـ فضائح الباطنية : لأبي حامد الغزالي. ـ الإسماعيلية: إحسان إلهي ظهير.