محمد المختار بن علي بن أحمد الإلغي السوسي
المُختار السُّوسي
[الأعلام للزركلي]
محمد المختار بن علي بن أحمد الإلغي السوسي: مؤرخ فقيه أديب، يقول الشعر، ويعرف بوزير التاج. ولد في بلدة (إلغ) بجبال (سوس) جنوبي المغرب. من أسرة علمية بربرية. وكان والده أكبر شيوخ الطريقة (الدرقاوية) ونشأ هو نشأة تصوفية. وتعلم العربية فبرع فيها وقرأ علوم الدين والأدب في سوس ومراكش ثم بفاس. وصار سلفي العقيدة. وصنف عدة تآليف أهمها كتاب (المعسول ط) عشرون مجلدا، في تاريخ إقليم (سوس) وقبائله وأسره وأدبائه ورجالاته. ولما قام الفرنسيون بإصدار الظهير البربري، أيام الحماية، عارضهم وجاهر في منطقته بالحركة الوطنية فقبضوا عليه وجعلوه في أحد المعتقلات مع زملائه من كبار الوطنيين المغاربة ثم أخرجوه وأجبروه على الإقامة في بلدته مدة خمسة أعوام. ولما طلبوا من العلماء مبايعة (ابن عرفة) بعد نفي محمد الخامس، رفض المختار أن يبايعه، وبقي على ولائه لمحمد الخامس. وبعد حصول المغرب على استقلاله عين وزيرا للأوقاف في الوزارة الأولى. وجعل محمد الخامس لنفسه وزارة خاصة ثابتة سماها (وزارة مجلس التاج) وهي تتقدم على الوزراء الرسميين الآخرين ما عدا رئيس مجلس الوزراء. ولا تسقط بسقوط الوزارات ولا يتغير أفرادها بتغير أفراد الوزارات، لارتباط مجلس التاج بالملك شخصيا. وهم يحضرون اجتماعات مجلس الوزراء عندما يدعوهم الملك إلى ذلك وكان أعضاء مجلس التاج ثلاثة وزراء أحدهم محمد المختار السوسي (صاحب الترجمة) استمر إلى نهاية حياته. وألف كتبا كثيرة، منها - عدا المعسول - (خلال جزولة) ثلاثة أجزاء، و (الترياق المداوي)، و (الإلغيات) ثلاثة أجزاء. و (إلغ قديما وحديثا) نشر بعد وفاته. ومن كتبه المخطوطة المحفوظة في خزانته الخاصة (طاقة ريحان) في اختصار روضة الأفنان، للاكراري، و (الفتح القدوسي) كشكول في نحو 15 جزءا، و (منية المتطلعين إلى من في الزاوية الإلغية من المنقطعين) جزآن صغيران، و (التنبيه) في مآثر فقيه يدعى السيد أحمد، و (الرؤساء السوسيون) و (محاضرة في الثوار السوسيين) وهم نحو عشرين، و (مدن سوس الموجودة والمندثرة) رسالة، و (مترعات الكؤوس في بعض آثار لأدباء سوس) و (مدارس سوس والعلماء الذين درّسوا فيها) على طريقة قصصية، و (جوف الفرا) مجموعة أدبية في ثلاث مجلدات، و (على قمة الأربعين) مذكرات حياته الى تلك السن، و (أخلاق وعادات سوسية) لم يتم، و (قطائف اللطائف) مجموعة حكايات، و (من مراكش إلى إلغ) رحلة قيدها سنة 1354هـ وفيها أخبار عن حاحة وأكادير، و (أسانيد وإجازات سوسية). و (من أفواه الرجال) عشرة أجزاء. وفي أعوامه الأخيرة مرض بالسكري، وجرح بحادث سيارة فتوفي بالرباط 1. الأدب العربيّ في المغرب الأقصى 2: 60 والإلغيات 2: 213 - 232 بقلمه. ودليل مؤرخ المغرب 1: 32 الطبعة الثانية، وفيه عن (إلغ) : قرية في دائرة تفراوت من مقاطعة تزنيت بسوس، كانت عاصمة الدولة التازروالية التي عاشت نحو ستين سنة في القرن العاشر للهجرة وتكلم عنها المختار في كتابه (إلغ، قديما وحديثا) وأصح ما وصف به صاحب الترجمة وأصدقه، ما جاء في خطبة الأستاذ محمد إبراهيم الكتاني المنشورة في جريدة العلم بالرباط 15 شعبان 1383 تحت عنوان (الصديق المؤمن العالم).