البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من الحُكْم، ومعناه يرجع في الأصل إلى المنع، فالحكم والحاكم هو من يقضي بشيء؛ فيمنع من مخالفته وتجاوزه، ويمنع من الظلم. واسم (الحكم) من أسماء الله الحسنى، معناه أن الله تعالى هو المستقلُّ بالحكم في خلقه في الدنيا والآخرة.

التعريف

التعريف لغة

الحَكَم في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من الحُكْم، والمادة اللغوية (حَكَمَ) لها معنًى أصلي واحد تدور حولَه مشتقاتها، قال ابن فارس: «حكم الحاء والكاف والميم أصل واحد، وهو المنع. وأول ذلك الحُكْم، وهو المنع من الظلم. وسُمِّيَت حَكَمَةُ الدَّابة لأنها تمنعها، يقال حَكَمْت الدابة وأحكمتها. ويقال: حَكَمْتُ السفيه وأحكَمته، إذا أخذت على يديه. قال جرير: أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم***** إني أخاف عليكم أن أغضبا والحِكمة هذا قياسها، لأنها تمنع من الجهل». "المقاييس" (2/91). والحاكم هو القاضي، لأنه يمنع من غير المقضيِّ به، أو لأنه يمنع المتخاصمين من التظالم، والمُحكِم هو المتقن للأشياء لأنه يمنع وجود الخلل، والحَكَم والحكيم مثل ذلك.

التعريف اصطلاحًا

هو اسم من أسماء الله الحسنى، يدل على أن الله تعالى هو المستقلُّ بالحكم في خلقه، في الدنيا والآخرة، وهو المستحق لذلك لكماله وجلاله، ولأنه تعالى عدْلٌ لا يظلم مثقال ذرة، ولا يحمّل أحدًا وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه، ويؤدي الحقوق إلى أهلها، فلا يدع صاحب حقٍّ إلا وصل إليه حقه. وقال الخطابي رحمه الله: «وحقيقته: هو الذي سلم له الحكم، ورد إليه فيه الأمر». انظر "شأن الدعاء" للخطابي (ص61).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

إن ما دلت عليه اللغة في الأصل الجامع لمعنى (حَكَمَ) يدل على ما اصطلح عليه في معنى اسم الله (الحَكَم) فلا اختلاف، إلا أن يقال أن صفة الحكم الثابتة لله تعالى ثابتة على غاية الكمال الذي لا يشوبه خلل أو اضطراب من وجه، وليس ذلك إلا لله تعالى.

الصفة التي يدل عليها الاسم

يدل اسم (الحَكَم) على إثبات صفة الحُكم لله سبحانه وتعالى.

الأدلة

السنة النبوية

الحكم في السنة النبوية
ورد اسم الله تعالى (الحكم) في حديث هانئ بن يزيد رضي الله عنه: «إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم» أبي داود (4955) وابن حبان (504).

الآثار والمظاهر

الآثار السلوكية

من آمن باسم الله (الحَكَم) تحصّل على آثار إيمانية وسلوكية عظيمة منها: التسليم لله عز وجل لأنه يعلم أن الحكم لله لا لغيره، قال الشنقيطي: «وبذلك تعلم أن الحلال هو ما أحله الله والحرام هو ما حرمه الله والدين هو ما شرعه الله، فكل تشريع من غيره باطل والعمل به بدل تشريع الله عند من يعتقد أنه مثله أو خير منه كفر بواح لا نزاع فيه». "أضواء البيان" (7/162). وقد أمر الله عز وجل بذلك فقال: ﴿فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّه﴾ [المائدة: 48]. الرضا بأحكام الله عز وجل القدريّة، والصبر على ما أراده وقضى به، لما يعلم من حكمة الله فيه. اليقين بأن الله خلق خلقه لحكمة، لم يفعل ذلك لعبًا - حاشا لله - ولا عبثًا، فالله يخاطب أهل التكذيب موبِّخًا لهم فيقول: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115]، فيحمل ذلك العبدَ على أن يسعى في تحقيق الغاية من خلقه ووجوده وهي عبادته، قال سبحانه: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]، ولا يضيع وقته في ملذّات الدنيا الفانية، بل يستثمره ويتزود فيه من صالح الأعمال ما يلقى به ربه يوم القيامة وهو راضٍ عنه.

المظاهر في الكون والحياة

إن اسم الله (الحكم) ظاهر أشد ما يكون الظهور من خلال تشريعاته وأحكامه، فآثار اسم الله (الحكم) هي شريعته التي بثّها في كتابه وسنة نبيه محمد ، وأحكمها وأتقنها وجعلها جامعة لكل مسائل البشرية، حتى تصلح لتكون ختامًا لشرائع السماء. ويقول ابن القيم: «وإذا تأملت الشريعة التي بعث الله بها رسوله حق التأمل وجدتها من أولها إلى آخرها شاهدة بذلك ناطقة بِهِ ووجدت الحِكْمَة والمصلحة والعدْل والرَّحْمَة باديا على صفحاتها مناديا عَلَيْها يَدْعُو العُقُول والألباب إلَيْها وأنه لا يجوز على أحكم الحاكِمين ولا يَلِيق بِهِ أن يشرع لِعِبادِهِ ما يضادها وذَلِكَ لِأن الَّذِي شرعها علم ما فِي خلافها من المَفاسِد والقبائح والظُّلم والسفه الَّذِي يتعالى عَن إرادَتْهُ وشرعه، وأنه لا يصلح العباد إلّا عَلَيْها ولا سَعادَة لَهُم بِدُونِها البَتَّةَ». "مفتاح دار السعادة" (2/23). ويقول الشيخ السعدي: «ومن أسمائه الحكم العدل الذي إليه الحكم في كل شيء، فيحكم تعالى بشرعه، ويبيّن لعباده جميع الطرق التي يحكم بها بين المتخاصمين، ويفصل بين المتنازعين من الطرق العادلة الحكيمة. ويحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. ويحكم فيهم بأحكام القضاء والقدر، فيجري عليهم منها ما تقتضيه حكمته، ويضع الأشياء مواضعها وينزلها منازلها، ويقضي بينهم يوم الجزاء والحساب، فيقضي بينهم بالحق ويحمده الخلائق على حكمه حتى من قضى عليهم بالعذاب يعترفون له بالعدل وأنه لم يظلمهم مثقال ذرّة». "توضيح الكافية الشافية" (ص198).

أقوال أهل العلم

«وهو الحاكم المحكم، والقاضي المسلم الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، ومِن حُكْمه في حق العباد أن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيه سوف يرى، وأن الأبرار لفي نعيم وأن الفجار لفي جحيم، ومعنى حكمه للبر والفاجر بالسعادة والشقاوة أنه جعل البر والفجور سببًا يسوق صاحبهما إلى السعادة والشقاوة، كما جعل الأدوية والسموم أسباب تسوق متناوليها إلى الشقاء والهلاك». الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص91)
«فالله تعالى هو الحاكم، وهو الحكم بين الخلق؛ لأنه الحَكَم في الآخرة ولا حكم غيره، والحُكّام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قِبَله، تعالى علوًّا كبيرًا». الزَّجَّاج "تفسير الأسماء" (ص44)
ابن سَعْدي