الولي
كلمة (الولي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (وَلِيَ)،...
«وهو الحاكم المحكم، والقاضي المسلم الذي لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، ومِن حُكْمه في حق العباد أن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأنَّ سعيه سوف يرى، وأن الأبرار لفي نعيم وأن الفجار لفي جحيم، ومعنى حكمه للبر والفاجر بالسعادة والشقاوة أنه جعل البر والفجور سببًا يسوق صاحبهما إلى السعادة والشقاوة، كما جعل الأدوية والسموم أسباب تسوق متناوليها إلى الشقاء والهلاك». الغَزالي "المقصد الأسنى" (ص91)
«فالله تعالى هو الحاكم، وهو الحكم بين الخلق؛ لأنه الحَكَم في الآخرة ولا حكم غيره، والحُكّام في الدنيا إنما يستفيدون الحكم من قِبَله، تعالى علوًّا كبيرًا». الزَّجَّاج "تفسير الأسماء" (ص44)
ابن سَعْدي
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".